استكمالًا لمقارباتها لموضوعات وقضايا التاريخ السياسي للثورة اليمنية في ملفات: سبتمبر (أين تعثّر التغيير)، وأكتوبر (الثورة التي أطفأت شمس الإمبراطورية في المشرق)، ونوفمبر (ثمن الاستقلال)، تفتح اليوم "منصة خيوط" ملفًا تحت عنوان (22 مايو؛ التعثر ومشاريع التقويض).
انطلقت فكرة هذا الملف من افتتاحية تواكب الذكرى، ثم توسّع الأمر لعمل استطلاع في أوساط بعض المشتغلين بقضايا الشأن العام (من مثقفين وكتّاب وحقوقيّين واقتصاديّين وناشطين مدنيّين وسياسيّين)، يقوم على سؤال من جزئيتين؛ الأولى: تبحث في أسباب تعثر دولة الوحدة، بعد أشهر قليلة من إعلانها، والثانية: تستجلي آراء المشمولين بالاستطلاع عن مستقبل الوحدة في ظلّ التفكيك المريع لشكل الدولة ومشاريع التقويض التي تتربص بكيان اليمنيّين.
ورَدَت بعدها إلى المنصة، العديدُ من مقالات الرأي والتحليل من كاتبات وكتّاب وسياسيين وناشطين، تخوض في ذات السؤال الحيوي وتبدي آراء مختلفة، تصل أحيانًا إلى حدّ التعارض، وهو أمر رحّبت به المنصة لإتاحة المجال أمام الجميع لتقديم آرائهم من زاوية حرية القول، بعيدًا عن الشخصنة والانفلات.
استحسنّا فكرة نشر مادة وثائقية تتصل بالحدث، تتكون من ثلاث وثائق رئيسية هي:
- "دستور الجمهورية اليمنية"، المُستفتى عليه في منتصف العام 1991؛ أي بعد قرابة عام من إعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990.
- "اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية"، الذي تم التوقيع عليه في 22 أبريل 1990 بصنعاء.
- "وثيقة العهد والاتفاق"، التي توافقت عليها القوى السياسية اليمنية، لمحاولة منع انزلاق البلاد إلى أتون الحرب الأهلية التي كانت تلوح في الأفق، وتم التوقيع عليها في العاصمة الأردنية في 18 يناير 1994م، دون أن تحول عن اشتعال الحرب بين الإخوة بعد ذلك بأشهر قليلة، ولم تزل تداعيات هذه الحرب وارتداداتها تلف البلاد شمالها والجنوب.
تسعى "خيوط" من خلال هذا الملف، إلى المساهمة في مناقشة أسباب المشكلة، وقراءة أبعاد مشاريع التفكيك التي تعمل على تكريسها قوى إقليمية وبأدوات محلية صرفة.
مراهِنة في ذلك على "عقل سياسيّ غير ملوّث، يأخذ بزمام المبادرة، ويستطيع تحويل الفرص القليلة إلى رؤية لصناعة سلام بمداميك قوية، والذهاب تاليًا إلى إنتاج قيادة قوية ومسؤولة تضع في اعتبارها مصلحة اليمنيّين في الجنوب والشمال، وما يقرّرونه بشأن مستقبل شكل دولتهم، وبمضامين نهضوية حديثة، وبأدوات سياسية يتفق عليها الجميع"، كما تقول في افتتاحيتها.