"طيلة عشرين سنة، تم الاحتفاء بذكرى وفاة الشاعر والرائي عبدالله البردوني، دون أن تخلو تلك الاحتفاءات من مطالبات بإخراج إرثه الأدبي غير المنشور.
لكن ذكرى وفاته هذه المرة، حلّت متزامنة مع انهيار منزله في حي "بستان السلطان"، في مطلع نفس الشهر الذي توفي في نهايته. كما لو أن روح الشاعر ظلت في منزله ذاك طيلة السنوات العشرين الماضية، وبحلول السنة الأولى من العقد الثالث لهذه الذكرى العصية على النسيان، أصاب السأم والخيبة تلك الروح المتقدة، فانهارت الدار؛ سأم انتظار نشر مخطوطاته وخيبة أمله في من كان يظنهم حاشيته الأكثر وفاءً ومحبة!
ماذا لو عرف من يخفي إرث البردوني ويحول دون خروجه للناس، أنه بهذا إنما يعذب روح الشاعر وقد صارت عند باريها. ومن الذي لا يعرف كيف تنتصر العدالة السماوية للأرواح المعذبة!"