"لقد بدأنا التحضير لعملية سياسية شاملة في 2021، لإنهاء الصراع في اليمن، ووضعنا خارطة لإشراك الشابات والشباب"؛ هكذا طمأن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قطاعًا واسعًا من اليمنيات واليمنيين، عندما تحدث الأحد 6 ديسمبر/ كانون الأول 2020، في افتتاح مؤتمر الشباب اليمني لبناء السلام الذي أقيم افتراضيًّا عبر برنامج "زووم". في حين دعا شبابُ وشابات اليمن كافةَ الأطراف إلى إشراكهم في صناعة القرار للوصول إلى سلام شامل ومستدام.
وعلى مدى ثلاثة أيام، أخذت المشاورات طابعًا تحليليًّا لواقع وتطلعات الشباب اليمني في إطار المرتكزات الخمسة لقرار مجلس الأمن الدولي 2250، الخاص بالشباب والسلم والأمن. والمرتكزات الخمسة هي: المشاركة، الحماية، الوقاية، الشراكات، التسريح وإعادة الإدماج. وحدد ما يزيد عن ألف شاب وشابة الثغرات في مساعي إدماجهم، كما أنجزوا اتفاقًا جماعيًّا على عدد من الخطوات التي يأملون أن تنعكس بوضوح على مستقبل تمكينهم.
وبحسب مؤسسة تنمية القيادات الشابة: "حقق المؤتمر هدفه الأساسي؛ وهو بناء صورة حقيقية لواقع الشباب والشابات من وجهة نظرهم"؛ ووعدت صفاء راوية، المدير العام للمؤسسة، بنقل مخرجات هذا المؤتمر إلى مختلف الأطراف المعنية.
والشباب، بحسب القرار 2250، هم الفئة العمرية بين 19 و29 سنة. غير أن المؤتمر وضع اعتبارًا للخصوصية اليمنية المعتمدة سابقًا في مؤتمر الحوار الوطني، التي تحددهم بالفئة العمرية بين 18 و35 سنة، وللتوازن النوعي بين الجنسين، والتنوع في مجالات عملهم وأوضاعهم. وهكذا شكل المشاركون والمشاركات خليطًا بين شباب وشابات لديهم أنشطة اقتصادية ومشاريع صغيرة؛ ناشطات وناشطين في المجتمع المدني، طلبة جامعات، نازحات ونازحين، عائدين من جبهات القتال، ذوي تجارب سياسية، موظفين لدى السلطات المحلية ومؤسسات الدولة؛ الأمر الذي ساعد في التوصل إلى مخرجات واضحة وإنجاح المؤتمر، بحسب المنظمين.
الوضع العام للشابات والشباب من وجهة نظرهم
في استجابتهم للأسئلة التي تستطلع واقعهم الراهن بشكلٍ عام، قالت المشاركات والمشاركون في المؤتمر، إن الوضع الحالي في اليمن "هش وغير مستقر، ويمضي نحو الأسوأ". واتفق الأغلبية على أن تدهور الوضع الاقتصادي -الذي تسبب في انهيار العملة وارتفاع معدل البطالة- والتدني الواضح في المنظومة التعليمية، وضعف الثقافة القانونية، وصعوبة الحصول على المهارات الحياتية، تمثل أبرز الفجوات في واقعهم، مشيرين إلى أن كل ذلك يأتي بالتزامن مع تزايد حدة الصراعات، وبروز الانقسام والتشظي المجتمعي، وارتفاع ضحايا الصراع المسلح.
وبحسب التقرير الختامي تحدث عدد كبير من الشباب والشابات عن أشكال عنف يتعرضون لها مثل الإقصاء، والتهميش، والتهديد، والاعتداء البدني، وتحميل الطاقات الشبابية فوق مقدورها، بالإضافة للاعتداء الجنسي والجسدي، والاعتداء الفكري، والقمع في استخدام الإنترنت، كما تحدثوا عن عنف نفسي جراء ممارسات وانتهاكات وتهديدات وضغوطات وحرمان من الموارد والفرص. وقالوا إن عنفًا من هذا النوع يُفضي بهم إلى الاكتئاب الشديد، ومن ثم -أحيانًا- إلى الانتحار، وإلى ذلك، العنف الأسري ضد الشابات، وتحديدًا فيما يتعلق بالحرمان من التعليم، ومنعهن من السفر لأسباب متعددة.
وتطرق المؤتمر إلى الأضرار التي تلحق بالشباب من الجنسين جراء التصنيف والفرز المناطقي والجغرافي والسياسي. وكما قالوا: "هذا الأمر يضر بالنسيج الاجتماعي ويخلق إشكالات عند التنقل بين المناطق والمدن اليمنية"، وأضافوا: "بل إن بعض الشباب والشابات محرومون تمامًا من رؤية وزيارة أسرهم؛ بسبب سكنهم في مناطق مصنفة نزاعيًّا".
وكان جمال الصبري المنسق الإعلامي للتوافق الشبابي من أجل الأمن والسلام، ألقى في افتتاح المؤتمر كلمة التوافق الشبابي للسلام والأمن، تحدث فيها عن تغييب الشباب والشابات من المشاركة الفاعلة في المجتمع وتعمد تهميشهم وإقصائهم في مختلف المجالات، "ما أدى إلى حرمان المجتمع من الاستفادة من طاقات وقدرات قطاع واسع، يشكلون ما نسبته 33% من المجتمع اليمني"، بحسب قوله.
لا يدرك عدد كبير من الشباب والشابات أهمية أدوارهم في المشاركة في بناء السلام ونتائجه على واقعهم الحالي والمستقبلي؛ وذلك بسبب انخراطهم في أعمال العنف، وانعدام الدخل وانقطاع المرتبات، واستقطابهم من قبل أطراف الصراع، والتعصب الحزبي والقبلي والمناطقي
وأضاف: "على الرغم من كل التحديات والصعوبات استطاع الشباب والشابات إثبات أنفسهم ولعب أدوار مهمة وبارزة، من خلال المبادرات والكيانات والتكتلات التي أنشؤوها في مجتمعاتهم المحلية". وإلى جانب التدخلات الطوعية في المجالات الإنسانية والصحية والإغاثية التي "أثبتوا من خلالها أن لديهم القدرة على إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع"، وبحسب الصبري، قاد الشباب جهودًا كبيرة في بناء السلام وفض النزاعات المجتمعية.
ونجحت المشاورات التي نفذت في جميع المحافظات اليمنية وفي دول المهجر، منها الأردن ومصر وتركيا، في معرفة الواقع الحالي للشباب والشابات في اليمن وتطلعاتهم المستقبلية؛ ما ساعدهم في طرح عدد من الأفكار لمناقشتها وتحليلها في المؤتمر. يقول عضو التوافق الشبابي أنس المذحجي: "نعاني من ضعف شديد في المشاركة في صناعة القرار المتعلق بآليات المساعي نحو السلام، ومنها المفاوضات، إضافة إلى توسع البيئة التي تستقطب الشباب باتجاه أن يكونوا طرفًا في الصراع الدائر ووقودًا له".
وبحسب نتائج المؤتمر، لا يدرك عدد كبير من الشباب والشابات أهمية أدوارهم في المشاركة في بناء السلام ونتائجه على واقعهم الحالي والمستقبلي؛ وذلك بسبب انخراطهم في أعمال العنف، وانعدام الدخل وانقطاع المرتبات، واستقطابهم من قبل أطراف الصراع، والتعصب الحزبي والقبلي والمناطقي.
وعلى الرغم من أن مشاركين من الجنسين تخوفوا من بروز خلافات طائفية في العديد من المحافظات، إلا أنهم أكدوا على أن الفرصة ما تزال موجودة أمام المجتمع لتفادي ذلك؛ "لطبيعة وثقافة المجتمع اليمني المتسامح، وقدرة الشباب على التعايش مع مختلف الأطياف إذا ما توفرت التوعية السليمة"، لكن قبل كل شيء شدد المشاركون على أهمية الاستقرار والأمن، ذلك أن مفهوم التعايش واضح بالنسبة لهم، لكنه يحتاج إلى التطبيق والممارسة في الحياة العامة والخاصة. وأشار بعضهم إلى أن "هناك أدواراً يمكن الحديث عنها، لكنها ليست بالواسعة، وبالإمكان مضاعفتها في حال أتيحت الفرصة وتم إشراكهم بشكل أكبر في صناعة القرار"، كما قال غالبية المشاركين والمشاركات ردًّا على ما إذا كان كلٌّ من الشابات والشباب يقومون بالمشاركة في منع النزاعات ونشر السلام، إن "الدور الحالي لمواجهة العنف والتطرف مقتصر على المطالبة بإيقاف الحرب"، بحسب قولهم.
وتحدث شباب وشابات، من عدد من المحافظات، عن جهودٍ بإمكانات محدودة وفردية يقومون بها، تساهم في التخفيف من معاناة الحرب وبث روح التعايش، مثل توصيل المساعدات الإنسانية. وقال مشاركون من حضرموت، إن المحافظة تعتبر نموذجًا للتنوع وقبول الآخر على مختلف الأصعدة، مؤكدين على أهمية تعزيز الوقاية في ظل ما يحدث من مؤشرات خطيرة تهدف لاستقطاب الشباب نحو الصراع والعنف. فيما قال آخرون من محافظة تعز، إنهم عملوا بشكل فعّال منذ دخول الحرب منعطفاً حرجاً مطلع العام 2015، على تأسيس منظمات مجتمع مدني وكيانات مختلفة ومبادرات مجتمعية، بجهود طوعية، لحشد التمويلات الرسمية وغير الرسمية، وتنفيذ مشاريع إنسانية طارئة نتيجة للوضع الخاص الذي تعيشه المدينة بفعل استمرار الصراع.
نحو مشاركة شبابية أوسع
عدّد كل من المشاركات والمشاركون في المؤتمر، مجموعة من التحديات التي تواجههم، وتتمثل بحزمة من التعقيدات المترابطة أمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا ضاقت على إثرها فرص التعليم والسفر والتنقل والمشاركة السياسية، لكنهم اتفقوا على أن الحرب هي التحدي الأعظم الذي أفرز كل هذه التحديات. ومع ذلك ساد تفاءل كبير بينهم، حيث يرون أن هناك الكثير من الفرص التي تصب في صالحهم، أهمها قرار مجلس الأمن 2250، والتوجه الدولي لتعزيز دور الشابات والشباب اليمني. واعتبروا المجتمع المدني، وما يقدمه من برامج، فرصة للانخراط في العمل الاجتماعي والتنموي وبناء القدرات والمهارات وتعزيز المشاركة بأنواعها.
يقول رامي نصار، من مؤسسة تنمية القيادات الشابة: "ساهم المؤتمر في مساعدة الشباب على إيصال أصواتهم المليئة بالتفاؤل، ونأمل أن يتم تطبيق المخرجات"، وتقول أماني زيد من "نساء من أجل اليمن": "نحن بحاجة لبعضنا وخبراتنا وتوصياتنا التي تحمل الكثير من آمالنا، فنحن رؤية اليمن الجديد وعمادها الرئيسي، ونستحق الأفضل دومًا".
وخلال 9 جلسات، استعرض المشاركون والمشاركات في المؤتمر نتائج جلسات تشاورية، استقصت آراء 990 من الشابات والشباب من عشر محافظات في المرحلة الأولى، ومن جميع المحافظات اليمنية في المرحلة الثانية. وأقر المؤتمر حُزمة من الخلاصات والتوصيات، وجهها المشاركون لكافة الفاعلين من أطراف صراع ووكالات وجهات داعمة، والمبعوث الأممي، ومنظمات المجتمع المدني، والسلطات المحلية.
وحدد شباب وشابات اليمن أولوياتهم الحالية بعدد من النقاط -قالوا إن تنفيذها يمكن أن يمثل وقاية لهم من الانخراط في العنف- من بينها: إيقاف الحرب ومعالجة آثارها، وتعزيز دورهم في عمليات بناء السلام والعملية السياسية وصنع القرار في اليمن، والتمكين الاقتصادي والتأهيل المهاراتي والتمويلي لهم للدخول إلى سوق العمل، ورفع المستوى التعليمي وتوفير فرص عادلة في الحصول على التعليم الخاص والعام بجميع مستوياته، والبَدْء الفوري في برامج الإنعاش المبكر والتعافي طويل المدى، وتوفير مساحات آمنة للفتيات في كافة أماكن تواجدهن.
وبحسب المخرجات يطمح الشباب والشابات أن يكون لهم دور فعال في إحداث تغيير جذري، ويتطلعون للمشاركة في العملية السياسية وبناء السلام والأمن؛ إيمانًا منهم بأهمية ذلك وقدرتهم على تجاوز الماضي بكل مآسيه، من أجل الدفع بعجلة البناء والتنمية لصنع مستقبل أفضل، قائم على الحوار والتفاوض وعدم الإقصاء والتهميش. يقول حيدرة واقس، إعلامي من محافظة أبين: "خرج المؤتمر بتوصيات بحثت عن مكامن الخلل، ونتطلع إلى أن تكون هناك خطوات عملية نراها في جميع المحافظات".
ويمكن للشباب والشابات المشاركة في تصميم أولويات عملية السلام، والرقابة والمتابعة على المفاوضات وتنفيذ الاتفاقيات، وتنظيم ورش وندوات حول السلام، وحل النزاعات المجتمعية الصغيرة، وتنفيذ أنشطة تنموية وأخرى فنية هادفة، لتعزيز رسائل السلام وممارسة حرية التعبير، ورصد الانتهاكات، ونشر الوعي حول القضايا التي تهم الناس، ولعب أدوار مهمة لرفع الوعي المجتمعي اقتصاديًّا وصحيًّا واجتماعيًّا وغيرها من الأنشطة، بحسب مخرجات المؤتمر.
تقول غدير طيرة من مؤسسة بنات الحديدة للتنمية: "اجتمع الشباب من الجنسين من كافة الأطياف والأحزاب السياسية؛ تحت إمكانية تحقيق مبدأ التعايش السلمي، وهذا أمر مبشر"، ويضيف علاء قيزان، الذي شارك في المؤتمر من تركيا: "قدمنا توصيات مهمة، لكن -كشباب- يجب أن نعي أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقنا أيضًا".
مارتن غريفيث: هذا المؤتمر من ضمن الجهود؛ كون إشراك الشباب مهمًّا ومحوريًّا في عملية إحلال السلام بشكل شامل، وقد بدأنا بوضع خارطة لإشراك الشباب في عملية صنع القرار
جهود محلية ودولية من أجل مشاركة الشباب
نَظم المؤتمرَ مؤسسةُ تنمية القيادات الشابة بالتعاون مع مجموعة التسعة النسوية ومنظمة شباب بلا حدود للتنمية، برعاية من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي. وإلى جانب المشاركة الواسعة لشباب وشابات اليمن في الداخل والخارج، شهد المؤتمر حضورًا كبيرًا للفاعلين الدوليين، من ضمنهم مارتن غريفيث (المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن)، وسوزانا ميخائيل (المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية)، ودينا زوربا (ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن)، ومايكل آرون (السفير البريطاني في اليمن)، ونستور أوموهانجي (ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان)، وغرايمي سمبسون (خبير في الأمن والسلام)، وهانس غروندبرغ (سفير الاتحاد الأوروبي).
وفي حديثه لدى افتتاح المؤتمر، قال مارتن غريفيث، إن العمل الذي يقوم به، وتقوم به الأمم المتحدة وجهودهم المضاعفة من أجل إحلال السلام في اليمن مستمرة، مضيفًا: "هذا المؤتمر من ضمن الجهود؛ كون إشراك الشباب مهمًّا ومحوريًّا في عملية إحلال السلام بشكل شامل، وقد بدأنا بوضع خارطة لإشراك الشباب في عملية صنع القرار".
وفي حين حث غريفيث جميع الأطراف على إشراك الشباب والشابات والنساء بشكل أكبر، قال إن الأمم المتحدة تدعم فكرة عملية سلام شامل: "نحاول جاهدين أن نجعل الناس تفهم أنها ستحصل على السلام الذي تستحقه قريبًا، فالعالم كله بحاجة للسلام من أجل التنمية". مضيفًا: "الصراع في اليمن مختلف وصعب، لكن السلام المحلي يستطيع أن يتحقق بمساعدة الشباب، وهذه فرصة كبيرة وعظيمة".
واستغرب غريفيث من عدم إشراك الأطراف السياسية للنساء والشابات والشباب في المفاوضات، قائلًا: "جميعكم لاحظتم أننا نحاول من أجل ذلك، قبل عامين ذهبنا إلى السويد، وكانت امرأة واحدة فقط مشاركة في المفاوضات على الرغم من التقدم المحرز في مؤتمر الحوار الوطني، وذلك كان فشلًا".
وشدد المبعوث الأممي على أهمية إنهاء النزاع "يجب أن يتم إنهاؤه"، مشيرًا إلى أنه يتم التحضير لعملية سياسية واسعة في 2021 "نستطيع عبرها إنهاء الصراع". وأضاف: "على المجتمع الدولي أن يسمع أصوات الشباب اليمني وأن يحرص على إحلال السلام من أجلهم، ونحن نعمل على ذلك".
وتحدث هانس غروندبرغ عن الصعوبات التنموية التي خلفها الصراع، وعن الأمل في تجاوزها، فيما قال مايكل آرون، إن إنهاء القتال جهد يجب أن يقوم به الجميع، "نريد إنهاء النزاع وإنهاء الكوارث، ونأمل أننا سنبلي حسنًا، ومن المهم أن يكون للشباب دور كبير".
وبينما أكد غروندبرغ على أهمية المساواة في النوع الاجتماعي عند بعثة الاتحاد الأوروبي، "ليكون نهجًا أساسيًّا في كل جهودها وكل ما تقوم به"، وعلى أهمية إدماج النساء والشباب والرجال من أجل إنهاء الصراع في اليمن، شدد آرون على أهمية بذل جهد وتنسيق أكبر لإنهاء الصراع: "بدون التنسيق ستستمر الحرب، وبدون عمل وتصميم على تحقيقِ تقدمٍ لن يتحقق السلام، ونحن في المملكة المتحدة ملتزمون بإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت".
عبابنة: كثير من توصيات المؤتمر لامست قضايا يمنية حساسة، وهذا يدل على أن الشباب يعي تمامًا القضايا الوطنية ويمكن المراهنة على دوره في بناء السلام
وقالت سوزانا ميخائيل، إن الشباب هم المعرفة والقيادة والطاقة، وإن إشراكهم مع النساء في عمليات صنع القرار فرصة لصناعة التحول من أجل وقف العنف، مشددة على ضرورة أن يتم تنفيذ القرار 2250، والاستثمار في الشباب والشابات من أجل مجتمع آمن. وأضافت: "هذا القرار يحث الدول الأعضاء على إعطاء الشباب دورًا أكبر، وهو ما تعمل عليه الأمم المتحدة، لكن يجب رفع هذا الدور"، فيما أكدت دينا زوربا أهمية المؤتمر، ومخرجاته "التي ستستهم في تمكين الشباب والشابات استنادًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2250، الذي يعد فرصة يمكن أن تتيح للشباب أن يلعبوا دورًا مهمًّا وإيجابيًّا في الحفاظ على البيئة، وتعزيز السلم والأمن الدوليين". و"الشباب هم الجزء الأكبر من المجتمع اليمني، ولديهم القدرة على إحداث تغيير حقيقي"، بحسب نيستور أوموهانجي، الذي دعا الجميع للعمل معهم، ودعم مبادراتهم لتحقيق السلام. في حين أكد مسؤول أجندة الشباب في صندوق الأمم المتحدة للسكان، وائل عريم مواصلة العمل جنبًا إلى جنب مع كافة الشركاء من أجل تنفيذ التوصيات والدفع بأجندة السلام والأمن وبناء قدرات الشباب والشابات، ودعم التكتلات الشبابية.
وفي ختام فعاليات المؤتمر أشادت كبيرة خبراء الجندر في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، روان عبابنة، بتفاعل المشاركات والمشاركين، وقالت: "سنكون على تواصل مع الحكومات المختلفة والشركاء ومكتب المبعوث الأممي والشبكات المحلية والعاملة مع الشابات والشباب"، فيما أشارت الدكتورة انطلاق محمد المتوكل رئيسة مجلس إدارة مؤسسة تنمية القيادات الشابة إلى أن هذا المؤتمر مقدمة فقط للتأكيد على دورهم الكبير في الدفع بعملية الأمن والسلام نحو الأمام. وأثنت كلٌّ من صفاء راوية (المديرة العامة للمؤسسة)، وكافية العفيف (منسقة المؤتمر ومديرة البرامج في مؤسسة تنمية القيادات) على جميع الشابات والشباب والشركاء، بمن فيهم مجلس الأمم المتحدة للسكان وجميع فريق عمل مكتب هيئة المرأة للأمم المتحدة في اليمن، لدورهم في إنجاح المشاورات والمؤتمر، وتمكين مؤسسات المجتمع المدني ذات القيادات الشبابية والنسائية، من المشاركة في عملية بناء السلام للوصول إلى سلام شامل ومستدام.
كثير من توصيات المؤتمر لامست قضايا يمنية حساسة، وهذا يدل على أن الشباب يعي تمامًا القضايا الوطنية ويمكن المراهنة على دوره في بناء السلام، بحسب عبابنة. وكما يقول بلال المعلمي، أحد المشاركين، فإن جوهر أي عملية بناء سلام هي التسامح وتجاوز الماضي بكل تبعاته وأساس ذلك هم الشباب؛ لذا يحضّر فاعلون محليون ودوليون حملة مناصرة ستنطلق قريبًا، لضمان تنفيذ مخرجات مؤتمر الشباب اليمني لبناء السلام.