أشواق الجعفري

ضمير حي يواجه كارثة بيئية في تعز
محفوظ الشامي
February 28, 2025

أشواق الجعفري

ضمير حي يواجه كارثة بيئية في تعز
محفوظ الشامي
February 28, 2025

يُلقي الاستخدام العبثي للأكياس البلاستيكية في جميع محافظات اليمن ومنها تعز بظلاله على البيئة والتربة مُخلفًا تلفًا وتلوثًا خطيرين يُحدان من الاستقرار المناخي والنشاط الزراعي لأثرهما الخطير على إفساد التربة، الأمر الذي دفع أشواق الجعفري إلى افتتاح مشغلها الاستثماري لتصنيع الأكياس القماشية مطلع شهر ديسمبر من العام 2024، وذلك رغبة منها في الإسهام بتخفيف كارثة التلوث الذي تخلفه الأكياس البلاستيكية ولجعل مدينة تعز آمنة بيئيًا حد قولها لـ "خيوط."

لو تساءلت عن عدد الأكياس البلاستيكية التي يستخدمها الإنسان كل يوم في اليمن لافترضت أن كل فرد يستخدم قرابة خمسة أكياس كل يوم للتسوق والشراء وهو الرقم الذي يتضاعف بعشرات الملايين يوميًا لو أدخلنا الموضوع في معادلة حسابية لن تكون نتيجتها إلا صادمة وخطرة.

مشروع خلاق

من رحم المعاناة تنبت الأفكار الهادفة إلى التخفيف من الخطر الذي يترصد البيئة وينقذها من آفة الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، والتي تُغرقُ السوق المحلية بها رغم صدور القانون الناظم للنظافة العامة رقم 39 للعام 1999م والذي يمنع ويحظر صناعة واستيراد الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل.

برزت فكرة أشواق الجعفري في مدينة تعز أمام المجتمع كإحدى أهم المعالجات البيئية لإصلاح الوضع البيئي المتفاقم جراء الاستخدام المفرط للأكياس البلاستيكية ورميها في التربة والأماكن العامة والشوارع إذ أنشأت مشغلًا لإنتاج الأكياس القماشية الآمنة بيئيًا.

أشواق التي تنقلت بين أعمال عدة، منها ما هو إنساني وتطوعي وما هو خدمي ومؤسسي، تعزو حالة النجاح التي تحرزها دومًا إلى تشجيع والدها وخلقه المسؤولية في حياتها، لتنعكس تلك التوجيهات بشكل ملحوظ إلى انبعاث مشاريعها الخلاقة في المجتمع. 

أشواق، في عملها باحثةً ميدانية، اكتشفت بعض السلوكيات التي أزعجتها في حارات وشوارع مدينة تعز، وهي رؤية أكوام الأكياس البلاستيكية المرمية في كل اتجاه، ولشعورها بالتأثير الخطير الذي تسببه تلك الأكياس على التربة والصحة والصورة الجمالية لمدينة تعز في حال ظلت مكدسة في الشوارع وكذلك ما تسببه من تلوث واحتباس حراري في حال تم حرقها، سعت لإنشاء مشروعها المنتج للأكياس القماشية إسهامًا منها في خلق بيئة آمنة وسليمة.

تلقت أشواق تدريبًا من برنامج التنمية الإنسانية الأمر الذي ساعدها في اختيار مشروعها الداعم لمدينة تعز في المجال البيئي، فكانت فكرة الأكياس القماشية اختيارها لتقلل من خطر التلوث ولتكون سببًا في التخفيف من شبح البطالة في أوساط النساء كونها ستحتاج فريقا منهن في العمل.

جدوى الاحتياج

بعد أن اتخذت أشواق قرار البدء في تنفيذ مشروعها الداعم للبيئة نزلت إلى الأسواق لأسباب تتعلق بدراسة جدوى الاحتياج وكيفية العمل واستيراد الآلات بناء على كل ذلك، ولتتمكن من صنع قوالب وأشكال وأحجام مختلفة من الأكياس القماشية من أجل تلبية كافة الاحتياجات. 

بحسب ما أكدته أشواق الجعفري لـ "خيوط،" فإن إنتاج مشغلها للأكياس القماشية يُراعي الحالة الاقتصادية للزبائن، فهي تحرص على أن تكون صناعاتها في متناول الجميع.

اكتشفت أشواق، في عملها باحثة ميدانية، بعض السلوكيات التي أزعجتها في حارات وشوارع مدينة تعز، وهي رؤية أكوام الأكياس البلاستيكية المرمية في كل اتجاه، ولشعورها بالتأثير الخطير الذي تسببه تلك الأكياس على التربة والصحة والصورة الجمالية لمدينة تعز في حال ظلت مكدسة في الشوارع وكذلك ما تسببه من تلوث واحتباس حراري في حال تم حرقها، سعت لإنشاء مشروعها المنتج للأكياس القماشية إسهامًا منها في خلق بيئة آمنة وسليمة.

حملات توعوية

لا يقتصر نشاط أشواق على إنتاج الأكياس القماشية بصفته مشروعًا آمنًا للبيئة، بل تقوم أيضًا بتنفيذ حملات توعوية تنزل بها مع فريق للأسواق والمحال التجارية من أجل التوعية بالأضرار الناجمة عن الأكياس البلاستيكية.

في النزول الميداني ضمن حملات التوعية تؤكد أشواق أن عملية التجاوب لتجنب استخدام الأكياس البلاستيكية والاستبدال بها أكياسا قماشية كانت واسعة، وهنا تبرز المسؤولية الكاملة على المعنيين بضبط استيراد الأكياس غير القابلة للتحلل والتشجيع على الاستثمار في مجال الأكياس القماشية، كما تضيف الجعفري في هذا السياق أنها ستسعى إلى جعل مشروعها يكبر حتى يصبح ذا أثر كبير في المدينة.

تتألم أشواق لحال مدينة تعز والمدينة القديمة منها خصوصًا، لكونها أثرية وتحوي معالم عدة منها جامع المظفر وجامع الأشرفية، ولكن هذه المعالم بحسب ما تؤكده أشواق تغرق في القمامة التي أكثرها الأكياس البلاستيكية. 

تقف بعض العوائق حائلًا دون طموح أشواق في تكبير مشروعها الآمن للبيئة، ومنها غلاء أسعار القماش وزيادة الكهرباء التجارية وهي تطمح لإدخال المنظومة الخضراء (الطاقة الشمسية) وتشغيل معملها من خلالها.

جدير بالإشارة أن فريق العاملات في معمل أشواق تعلمن الصناعة بعد افتتاحه، وخضعن للتدريب، ما ساعدهن على تطوير الإنتاج كمًا وكيفًا، وذلك يرجع إلى الإمكانات البسيطة التي انطلقت منها المستثمرة الجعفري لتصل في النهاية كما تقول إلى مستوى متقدم من الإنتاج، وهو ما يعني توفير الأمن البيئي لتعز، المدينة التي تتفانى في محبتها وخدمتها.

ورغم التحديات التي واجهتها أشواق الجعفري، فإنها تدعو المرأة اليمنية إلى التفكير في المجال الاستثماري في صورة تحفيزية تود إرسالها بصفتها جزءًا من الأثر الإيجابي الذي تشعر به جراء نجاحها وشعورها بالرضا، وهي تسهم في جعل بيئة تعز - المدينة التي تحبها - آمنة وخالية من خطر التلوث وإن كان ذلك بإسهامها الجزئي.

بإصرار قل نظيره تود أشواق تحقيق النجاح بصورته المُثلى. فهي كما يؤكد فريقها من الموظفات والموظفين تفف معهم وتساندهم، ولا غاية لها سوى أن يحقق مشروعها الأمان للبيئة في تعز والتي لطالما آلمها وضعها جراء انتشار الأكياس البلاستيكية الخطرة على الأرض والإنسان في آن.

•••
محفوظ الشامي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English