إخفاق اللاعب اليمني خارجيًّا

نقص الخبرة وغياب التخطيط وبؤس العقلية الاحترافية
جلال المارمي
October 9, 2024

إخفاق اللاعب اليمني خارجيًّا

نقص الخبرة وغياب التخطيط وبؤس العقلية الاحترافية
جلال المارمي
October 9, 2024
.

تجربة الاحتراف ليست بجديدة علينا نحن اليمنيين، فقد شهدنا على نجومية علي النونو الذي صال وجال في الميادين والملاعب العربية، والسودانية على وجه التحديد، عندما كان المهاجم رقم واحد في نادي المريخ السوداني، وسمعنا الكثير والكثير عن أسطورة الأساطير علي محسن المريسي، الذي دوّن اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية خلال فترة الستينيات، بعد تحقيقه العديد من الإنجازات مع نادي الزمالك المصري، ولاعبين آخرين في وقتنا الحالي، أمثال: عبدالواسع المطري الذي حقّق بطولة الدوري العماني مع النهضة العماني، وناصر محمدوه الذي حقق إنجازًا مع الشرطة العراقي بتحقيقه بطولة الدوري العراقي.

وفي الآونة الأخيرة، اتجه العديد من لاعبي كرة القدم اليمنيين صوب الدوريات الخليجية والعربية لخوض تجارب احترافية خارجية. وبحسب متابعين للشأن الرياضي الكروي في اليمن، فإن العديد من اللاعبين اليمنيين لم يكتب لهم النجاح في تجاربهم الاحترافية، وانتهى بهم المطاف بالجلوس على مقاعد البدلاء، أو فسخ عقد الاحتراف بشكل نهائي حتى قبل نهاية الموسم.

في كرة القدم يجب أن يخوض اللاعب -على الأقل- 55 مباراة رسمية في الموسم الواحد ليصل إلى الجاهزية البدنية، ولكن للأسف، في اليمن لا يتمكن اللاعب من اللعب حتى نصف عدد هذه المباريات، لعدم توفر مسابقات محلية.

بين الحارة والاحتراف

يرى مختصون في الشأن الرياضي، أنّ الظروف التي تعيشها البلاد، أثّرت سلبًا على مستوى الرياضة اليمنية بشكل عام، وعلى المستوى الفني للاعبين؛ ممّا أدّى إلى تراجع مستواهم داخل المستطيل الأخضر.

ويقول الإعلامي الرياضي، مضاد البعداني، إن توقف النشاط الكروي وعدم انتظام روزنامة الدوري العام لكرة القدم، أثر على المستوى الفني لِلَاعبي كرة القدم في اليمن. ويضيف البعداني في تصريح خاص لمنصة "خيوط"، أنه من غير الممكن أن ننتظر من لاعب يمارس الكرة في الحارات أن يبرز في الدوريات المحترفة. 

ويلفت البعداني إلى أنّ هناك تقصيرًا من اتحاد الكرة، ووزارة الشباب والرياضة، في إقامة دوريات محلية منتظمة، ويرى أن من الضروري عودتها، لكي يظهر اللاعب بالمستوى الحقيقي ويقدم كل ما لديه. 

وبدوره يقول المدرب الوطني محمود عبيد، إن الظروف التي تعيشها اليمن جراء الحرب، أثرت على مستوى الرياضة بشكل عام، كما أنّ هناك أسبابًا أخرى لم تمنح اللاعب فرصة لممارسة كرة القدم بالشكل المطلوب.

ويضيف الكابتن محمود، في تصريح خاص لمنصة "خيوط"، بالقول: "إن اللاعب اليمني يفتقد الجاهزية البدنية والفنية"، موضحًا أنّ هذا الأمر مهم جدًّا للوصول إلى مستوى اللاعب المحترف.

ويتابع بالقول: "في كرة القدم، يجب أن يخوض اللاعب -على الأقل- 55 مباراة رسمية في الموسم الواحد ليصل إلى الجاهزية البدنية، ولكن للأسف، في اليمن لا يتمكن اللاعب من اللعب حتى نصف عدد المباريات، لعدم توفر مسابقات محلية؛ لهذا السبب لن تظهر إمكانيات لاعبينا أثناء الاحتراف الخارجي".

ويواصل الكابتن محمود حديثه بالقول: "اللاعب اليمني يعتبر حاليًّا لاعبًا مجتهدًا، حيث إنه يبذل قصارى جهده، ولكن للأسف هذا واقع الكرة اليمنية، وما يقدّمه لاعبونا خلال فترة احترافهم لا أعتبره إخفاقًا".

ويختتم الكابتن محمود حديثه بالقول: "لاعبونا موهوبون بالفطرة، بدليل المستوى الذي يقدمه منتخب الناشئين، ولكن نحن في اليمن بحاجة إلى بيئة كرة قدم مناسبة، ومدربين ذوي كفاءة وخبرة عالية لكي يتمكنوا من صقل المواهب اليمنية وتطويرها عبر المراحل والفئات العمرية تدريجيًّا حتى الوصول إلى المنتخب الأول".

اللاعبون اليمنيون يفتقدون العقلية الاحترافية، حيث تعتبر اليمن من أقل الدول تخريجًا للنجوم، رغم وجود المواهب؛ وذلك لعدم وجود دوري منتظم، وأيضًا لا يوجد دوري يهتم بالفئات السِّنية المتعددة، ولا أكاديميات رياضية خاصة.

انعدام التخطيط والرؤية 

من جهته، يرى الصحفي الرياضي، وعد أمان، أنّ اللاعب اليمني أصبح يبحث عن ملء الفراغ الذي تركه توقف النشاط الكروي في البلاد.

ويقول الصحفي أمان في تصريح خاص لمنصة "خيوط": "إن سبب فشل أو عدم توفق اللاعب اليمني في الاحتراف الخارجي، هو قلة الخبرة وانعدام التخطيط والرؤية الجيدة التي من خلالها من الممكن أن يضع اللاعب أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها".

ويضيف الصحفي وعد بالقول: "إنّ اللاعب اليمني يوقّع عقد احتراف دون دراسة أو تخطيط يطور من إمكاناته الفنية حتى يثبت نفسه ويحجز مقعده في التشكيلة الرئيسة، بدلًا من الجلوس على مقاعد البدلاء".

ويشير الصحفي الرياضي وعد أمان، إلى أنّ "اللاعبين اليمنيين يفتقدون العقلية الاحترافية والفكر الاحترافي، حيث تعتبر اليمن من أقل الدول تخريجًا للنجوم، رغم وجود المواهب؛ وذلك لعدم وجود دوري منتظم، وأيضًا لا يوجد دوري يهتم بالفئات السِّنية المتعددة ولا أكاديميات رياضية خاصة".

ويوضح أمان أن "عدم نجاح اللاعب اليمني في تجارب الاحتراف، قد يكون بسبب عدم تمكنه من التأقلم مع الأجواء والأنظمة في الدول الأخرى، والعيش بعيدًا عن الأهل في بلاد المهجر، ولكن هذا هو حال الاحتراف؛ اجتهاد، وعمل، وتطوير للذات". 

ويضيف: "نتمنى أن يلتزم لاعبونا بالتدريبات والانضباط، ويطوروا من إمكانياتهم الفنية، باستغلال فرصة اللعب في دوريات قوية مقارنة بالكرة اليمنية، كما نتمنى أن تحدث طفرة في الاحتراف اليمني ويتغير مفهوم الاحتراف الكروي لدى لاعبينا، ويصبح اللاعب اليمني لاعبًا محترفًا حقيقيًّا، وليس وهميًّا كما هو عليه الحال الآن".

ويؤكد الصحفي وعد أمان، أن الاحتراف الخارجي هو الحل الأمثل لتطور الكرة اليمنية والمنتخب الأول عقب التدني في المستوى الذي تشهده الكرة اليمنية في السنوات الماضية نتيجة الظروف التي تعيشها البلاد.

الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد قد يدفع اللاعبين اليمنيين إلى توقيع عقود احترافية بحثًا عن العائد دون التفكير في الجوانب الأخرى، وعلى رأسها المستويات الفنية، والبحث عن تطوير الذات وتنمية المهارات.

البحث عن المال فقط

تفاقُم الأزمة الاقتصادية والإنسانية ضاعفت من معاناة المواطنين، ومنهم لاعبو كرة القدم في اليمن. ويرى ناقدون وإعلاميون رياضيون أنّ الاحتراف الخارجي، أصبح وسيلة اللاعب المثلى لمواجهة الظروف والتحديات الاقتصادية.

ويقول الكاتب والناقد الرياضي، فضل الجونة: "إن الكثير من اللاعبين اليمنيين خاضوا تجارب احترافية في مرحلة صعبة تعيشها الكرة اليمنية؛ نتيجة لعدم انتظام المسابقات المحلية"، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر كان له تأثير على المستوى الفني لِلّاعبين، حيث لم تكن تجاربهم الاحترافية في المستوى المطلوب.

ويضيف الجونة، في تصريح خاص لمنصة "خيوط": "إن لاعبي كرة القدم هم جزءٌ من المجتمع اليمني، ويعانون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة"، لافتًا إلى أن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد قد يدفع اللاعبين اليمنيين إلى توقيع عقود احترافية بحثًا عن العائد، دون التفكير في الجوانب الأخرى، وعلى رأسها المستويات الفنية والبحث عن تطوير الذات وتنمية المهارات.

ويختتم الجونة حديثه بالقول: "نتمنى التوفيق للاعبينا المحترفين في الدوريات الخارجية، لِمَا له من أهمية ومردود إيجابي على الرياضة اليمنية والمنتخب الوطني الأول".

•••
جلال المارمي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English