عام على السابع من أكتوبر

إبادة إسرائيلية شاملة لغزة وسط صمت دولي
October 7, 2024

عام على السابع من أكتوبر

إبادة إسرائيلية شاملة لغزة وسط صمت دولي
October 7, 2024
.

قبل عام من اليوم -السابع من أكتوبر 2023- هاجمت حركة حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي، المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة (مستعمرات الغلاف)، في عملية أسمتها طوفان الأقصى، وأربكت دولة الاحتلال وحلفاءَها، وهتكت صورة الجيش وبنية دولة الاحتلال الاستخباراتية. ترتب على هذه العملية قتل وأسر جنود ومستوطنِين إسرائيليين، لم يزل أكثرهم رهائن لدى الحركة، ولم تجدِ دورات المفاوضات في الدوحة والقاهرة للإفراج عنهم، لربط حركة حماس وحليفتها الجهاد إطلاقَهم، بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من مناطق القطاع، وهو أمر ترفضه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ورئيسها بنيامين نتانياهو، الذي يهرب إلى الحرب للنجاة من قضايا متعددة.

إبادة وتدمير القطاع

في اليوم التالي للسابع من أكتوبر، بدأ الجيش الإسرائيلي بحرب إبادة وحشية على الفلسطينيين في القطاع، استخدم فيها أسلحة فتاكة من الجو والبحر والبر. الغارات الجوية والقصف المباشر لم ينقطعا غالبًا، وبحسب التقديرات، فإنّ جيش الاحتلال بتشكيلاته المختلفة قصف القطاع بقرابة 85 ألف طن من المتفجرات التقليدية والذكية المحرمة منها وغير المحرمة، سوّت الكثير من المناطق السكنية ومنشآت البنى التحتية والخدمات في شمال القطاع وجنوبه بالأرض، وقدّرت مصادر حكومية أن القصف المتصل والعشوائي قد دمّر أكثر من 75 في المئة من القطاع الإسكاني والمستشفيات والمدارس والكنائس. و"وفق تقييمات الأضرار التي أجراها باحثون غربيون، فإن أكثر من نصف المباني في جميع أنحاء قطاع غزة تعرضت لأضرار، وارتفعت النسبة إلى ما يقرب من 80 في المئة في مدينة غزة. ومن أصل 400 ألف وحدة سكنية في القطاع، دمّر الجيش الإسرائيلي نحو 150 ألف وحدة بشكل كلي، و200 ألف وحدة جزئيًّا، بينما تسبّب بتحول 80 ألف وحدة لأماكن غير صالحة للسكن".

وحتى اليوم قتلت الألة الوحشية العسكرية الإسرائيلية قرابة 42 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال. وترتب على ذلك تيتيم 26 ألف طفل في مناطق القطاع، حيث باتوا يعيشون من دون والديهم أو من دون أحدهما؛ بحسب بيانات حكومية فلسطينية.

أما عدد المصابين في أوساط الفلسطينيين خلال عام في القطاع والضفة الغربية خلال العام، فيقترب من مئة ألف مصاب، معظمهما إصابات بالغة غيّرت من نمط حياتهم؛ بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية في 12 أيلول/ سبتمبر الماضي.

تأتي حرب الإبادة هذه وسط ظروف صحية صعبة يعاني منها القطاع، حيث تقول منظمة الصحة العالمية إن 17 مستشفى من أصل 36 في غزة، ما زالت تعمل بشكل جزئي. ووفقًا للبيانات الحكومية، فإن الجيش الإسرائيلي أخرج 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًّا عن الخدمة، كما استهدف 162 مؤسسة صحية و131 سيارة إسعاف.

لم تكتفِ آلة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير قطاع غزة وقتل وتشريد معظم سكانه، بل عمدت إلى توسيع رقعة الحرب في المنطقة، بقيامها بمهاجمة القرى والمناطق الحدودية اللبنانية قبل أن تمعن تدميرًا للضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، التي وصلت ذروتها بتصفية أمين عام حزب الله حسن نصر الله وبعض قادة الحزب في يوم الجمعة 27 سبتمبر/ أيلول الماضي. ولم تزل عملياتها قائمة وأكثر شراسة في الضاحية الجنوبية وبعض مناطق لبنان وسوريا.

وفيما يتصل بقطاعات الخدمات الحيوية، فقد دمرت إسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على القطاع ومدن فلسطينية أخرى، 67 في المئة من مرافق المياه والصرف الصحي، والبنية التحتية في قطاع غزة مدمرة أو متضررة من جراء الحرب، ونسبة ما دمرته إسرائيل من مضخات الصرف الصحي نحو 70 في المئة، فضلًا عن تدمير 100 في المئة من جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومختبرات اختبار جودة المياه، وفقًا لتقرير أوكسفام، والأونروا، وتسبب التدمير الواسع في تسرب مياه العادم إلى الشوارع وخيام النازحين، ويتوقع أن تتفاقم هذه المأساة في فصل الشتاء، ما سيتسبب بانتشار الأمراض في صفوف النازحين.

وخلال عام من حرب الإبادة الوحشية، دمرت إسرائيل بشكل ممنهج "القطاع الاقتصادي، بما فيه المنشآت والمصانع والمزارع وأسواق الأسماك، ما تسبب بخسائر مالية أولية مباشرة، قُدّرت بما يقارب 34 مليار دولار أميركي". 

التدمير الذي تقوم به دولة الاحتلال وحرب الإبادة التي تنفذها آلتها الحربية المتوحشة، لم يوقظ ضمير الحكومات الغربية التي لم تزل تدعم هذا التوجه الفاشي ضد المدنيين وتمده بالسلاح والخبرات.

نذر الحرب الشاملة

لم تكتفِ آلة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير قطاع غزة وقتل وتشريد معظم سكانه بل عمدت إلى توسيع رقعة الحرب في المنطقة، بقيامها بمهاجمة القرى والمناطق الحدودية اللبنانية قبل أن تمعن تدميرًا للضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، التي وصلت ذروتها بتصفية أمين عام حزب الله حسن نصر الله وبعض قادة الحزب في يوم الجمعة 27 سبتمبر/ أيلول الماضي. ولم تزل عملياتها قائمة وأكثر شراسة في مربعات الضاحية وبعض مناطق لبنان الشرقية، البقاع وبعلبك الهرمل وغيرها. إلى جانب بعض المناطق السورية، ومنها العاصمة دمشق وريفها، وسط تعتيم كبير عن أسماء القتلى من القادة العسكريين والأمنيين من حزب الله، وفيلق القدس، والحرس الثوري. 

التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع الأخير، ومنها قيام إيران بمهاجمة إسرائيل -انتقامًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية في أواخر يوليو/ تموز الماضي، وحسن نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول في بيروت- بقرابة مئتي صاروخ استهدفت مناطق عسكرية وأمنية، ومنها قواعد جوية؛ حسب اعترافات مناطق الجيش الإسرائيلي، وما استتبع الهجوم من تهديد إسرائيلي بالرد القوي على هذه الهجمات، واستهداف منشآت حيوية في العمق الإيراني، ويتخوف مراقبون أن تكون على رأسها منشآت البرنامج النووي المثير للجدل. 

هذه التطورات تنذر بأن المنطقة مقبلة على حرب أوسع تتغذى من خلفيات صراع النفوذ بين إسرائيل وحلفائها الغربيين من جهة، وإيران وحلفائها وأذرعها الميليشية في العراق ولبنان وسوريا واليمن من جهة ثانية، إن لم تسعَ القوى المؤثرة إلى نزع فتيله المدمر.

•••

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English