اليمن والعثمانيون

في 4 دراسات فرنسية
خيوط
December 31, 2022

اليمن والعثمانيون

في 4 دراسات فرنسية
خيوط
December 31, 2022

اليمن في العهد العثماني الثاني، وفّرت للمستشرقين والباحثين الغربيين مساحة واسعة لمعاينة أحوال البلد المغلق من زوايا متعدّدة، وكان للفرنسيين بالذات معايناتهم الخاصة، والتي أشارت إليها عديدٌ من الدراسات، ومنها دراسات أربع قام بترجمتها الدكتور بشير زندال، أستاذ الأدب الفرنسي والترجمة بجامعة ذمار، وصدرت بكتاب تحت عنوان (اليمن والعثمانيون؛ دراسات فرنسية) عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، 2022.

أولى هذه الدراسات عن (تداعيات الحرب الإيطالية العثمانية على القوى السياسية في اليمن بين عامي 1911 و1914)، لـ(باتريس شوفالييه)، الذي يرى أنّ الاحتلال العثماني الثاني لليمن كان هدفه الأساسي احتواء التوسع الإمبريالي البريطاني في جنوب شبه الجزيرة العربية، لأنّ اليمن كان يمثّل خطوة للإمبراطورية العثمانية من المفترض أن تحمي الأماكن المقدسة، عندما أصبح البحر الأحمر في عام 1869، بعد شق قناة السويس، الممرّ الإجباري لطرق التجارة الدولية.

في يوليو 1911، سقط المغرب كلية في أيدي الفرنسيين، فقرّرت إيطاليا احتلال طرابلس الغرب في خريف العام ذاته، التي كانت عبارة عن ولاية عثمانية. صدرت إيطاليا الصراع بسرعة إلى البحر الأحمر على أبواب اليمن، حيث أرادت تعزيز نفوذها، وبهذا وجد اليمن نفسه متورطًا في صراع استعماري كانت نتائجه فاعلة حتى قبل أن يمتدّ الصراع إلى الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية، وأدّى اندلاع الحرب الاستعمارية على الفور إلى تغييرات في التحالفات السياسية في اليمن، فيما يخص المتنازعين الرئيسيين (الإيطاليون والإمام يحيى والإدريسي).

ثاني الدراسات، وللكاتب ذاته، عنوانها (الحُديدة تحت الاحتلال العثماني 1849-1918؛ الهُوية والسمات الحضرية)، فتحتَ الاحتلال تحوّلت من ميناء صيد صغير يقع على ساحل البحر الأحمر، تدريجيًّا في وضعها وحجمها مع وصول الجيش العثماني، بعد اختيارها إحدى النقاط الاستراتيجية للنظام الاستعماري العثماني، بفضل البنى التحتية المختلفة التي أقامتها الإدارة العثمانية، وأيضًا بفضل افتتاح قناة السويس في 1869، ومع هذه المتغيرات اجتذبت القرية تدريجيًّا سكانًا متعدّدي الإثنيات والأعراق أتوا للتجارة هناك، أو ببساطة، وجدوا فيها ملاذًا في سياق سياسي إقليمي مضطرب إلى حدٍّ ما.

الدراسة الثالثة عنوانها (جيل لاحق... ذاكرة الماضي العثماني)، وفيها يتتبع (جولييت أونفو) ما تختزنه الذاكرة الثقافية اليمنية المعاصرة من الصور الإيجابية عن فترة الاحتلال العثماني، التي رآها شاعر مثل عبدالملك المفتي بكونها عصرًا ذهبيًّا حقيقيًّا، قياسًا بالفترة المتوكلية. ومثلما رآها المفتي رآها غيره أيضًا في مذكراتهم، خصوصًا أولئك الذين كانوا على عهد قريب من فترة الاحتلال، مثل العزي السنيدار والنعمان. 

الدراسة الرابعة عنوانها (الجزر والجغرافيا الجُزرية في البحر الأحمر خلال الفترة العثمانية)، لـ(ميشيل توشيرير)، وعلى الرغم من الموارد الطبيعية المحدودة وندرة السكان الفقراء بشكل عام، فإنّ جزر البحر الأحمر كان لها مكانتها الكبيرة في شبكات التجارة الإقليمية في العهد العثماني.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English