أسئلة السلاح المنفلت

عن قاتل يترصد ضحاياه بابتسامة باردة!
محمد زياد
June 12, 2023

أسئلة السلاح المنفلت

عن قاتل يترصد ضحاياه بابتسامة باردة!
محمد زياد
June 12, 2023
.

عندما تسقط الضحايا أمامنا، فهي في الحقيقة تسخر منا، وتكيل لنا لعنات هذا الزمن الغادر.

كيف يمكننا الوقوف أمام هذه الجثث الهامدة، بل كيف نتجرّأ على مخاطبتها الآن، وكان بإمكاننا مخاطبتها من منطلق الواجب المقدس لمكافحة هذا السرطان الخبيث؟!

كان الأجدر بنا أن نتحرى طريقة استكشافات ناجعة للوصول إلى ترتيق ثقوب هذه التقاليد الاجتماعية السوداء، إن لم نتخلص من الثوب كله. 

مَن زرع فينا هذه الثقافة المشوهة لتؤطر حياتنا، وتغلّفها بأعراف محنطة ثم ننسبها لأنفسنا بعاداتنا الاجتماعية دون خجل أو حياء، ونحن نشاهد السلاح من حين لآخر يكفّن أرواحًا بريئة ليحملها بنعش الموت على فوهات البنادق، وعلى متارس أكتافنا المسلحة، للأسف؟!

فأي ثقافة تقليدية نلبسها وهي تتعرى أمامنا بقبحها، ونعيش وخزاتها المميتة في كل حين، مع شعورنا الدائم بالألم دون أن نتعظ أو نعتبر؟!

وأي شعور ينتابنا ونحن ننفخ فيه رجولتنا أمام رصاصات الموت، وهي تمزق الروح وتدمي القلب؟!

إلى متى ستظل هذه التقاليد البارودية ترسم لنا سطورًا مسمومة وأكفانًا مرقّعة، ونعوشًا مسوّرة؟!

وإلى متى سنظل نعيش مدفوعين بتقاليدنا السمجة التي تزداد عنفوانًا ونزداد معها تخلفًا وضياعًا في غياهب التنميطات الاجتماعية الخرقاء؟

لقد صرنا نعبد أسلحتنا وثقافتنا ونقدّم لها جماجمنا وأرواحنا، تقرّبًا بها لنعوش الموت وأقدار نهاياتنا المحتومة.

فأيّ ضوضاء ترعرعت فيها هذه التقاليد المشوهة، وكيف سمحنا لها أن تسوقنا إلى المنحدرات حبًّا بالسقوط للأسفل مع إدراكنا استحالة الرجوع للأعلى؟!

أيّ ضعف وصلنا إليه حتى اقتنعنا أنّ السلاح سيمنحنا القوة والرجولة كما يدّعي البعض منّا، فغشّتنا السذاجة بطولها وعرضها، فمنحتنا ضعفًا كافيًا لتسليم مصائرنا وأقدارنا لزناد الرصاصات، ولفوهات البنادق المحمولة على رقابنا؟ّ 

فعلى هوامش هذا الأسى، صرنا نعبث بأرواحنا وأقدارنا بهذا السلاح وذخيرته المدلّلة. 

بماذا سنبرر هذا العبث وواقعنا المؤلم يتجلى بتفاصيله وأزيزه الصامت المدمر؟

أيّ حداد أسود يليق بنا لننعت به أنفسنا به بعد أن لبسنا عار قاتلنا فوق ظهورنا ثم نصِفُها بالأعراف والتقاليد تبييضًا لسواد داخلها، وتلميعًا لنتن أحشائها؟

تجري الأقدار الإلهية على ضحايا السلاح ليرحلوا عنّا بصخب شديد وصراخ كبير على جبين مجتمع بأكمله، لعلّه يصحو من ظلام الأعراف والتقاليد المليئة بشظايا الموت، ولو بعد فوات الكثير من هذه الضحايا المفجعة للجميع.

إنّ أحزاننا عميقة وملفوفة بالقهر لعدم إثبات رجولتنا وقوتنا لمنع حدوث مثل هذه الآلام المفتوحة، وعدم ردمها بالوعي الصحيح والتوعية السليمة بمخاطرها الدائمة وأخطائها الجسيمة.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English