عشق الطب البيطري الذي ورثه عن أجداده، فاختار التخصص الذي يهواه واتجه لدراسته، ليصبح طبيبًا بيطريًّا متخصِّصًا في تربية الحيوانات والطيور ورعايتها .
وفي ظلّ نقص الأطباء البيطريين في العاصمة صنعاء، افتتح مراد عيادته الخاصة التي أصبحت مقصدًا للعشرات من مربِّي الحيوانات المختلفة من الطيور والأسماك وكلاب الحراسة والحيوانات الأليفة الأخرى.
لا يعالج مراد جمال الحيوانات فقط، بل يعمل على تدريب وترويض الحيوانات المفترسة، وأيضًا جمع الحيوانات والطيور النادرة واستيرادها من خارج اليمن، إضافة إلى تحنيط الحيوانات النافقة، وصنع الأحذية والأدوات المنزلية من الجلود.
يقول لـ"خيوط": "افتتحتُ في العام 2012، عيادتي البيطرية لتقديم العلاج واللقاحات للحيوانات، وتدريب وترويض الحيوانات المفترسة، وكذلك توفير مستلزمات الحيوانات".
كما أنّه يقدِّم المشورة لمربِّي الحيوانات، في كيفية التعامل معها وتربيتها بطريقة صحيحة، وأيضًا عمل فحوصات مخبرية وكشافات وغيرها، وتوفير المستلزمات الأخرى للعيادة من أسماك زينة وسلاحف، بالإضافة إلى ترميم وتجديد المحنطات.
يضيف مراد: "هوايتي بدأت في البحث عن الحيوانات النادرة منذ أن كنتُ في الصف الخامس الابتدائي، حينها بدأت في تربية الطيور خطوة بخطوة، حتى اتجهتُ إلى جمع مختلف الحيوانات".
يتابع حديثه مفيدًا بالقول أنّ من أبرز الحيوانات والطيور التي يجمعها: "الفهود، والقطط النادرة، والكلاب البوليسية، والجيرمن الألماني، والقطط الشيرازية، وأسماك الزينة، والببغاوات الأمازونية والأفريقية والهندية، وحيوانات الهامستر".
الاهتمام الصحي
يجلب مراد الحيوانات النادرة من الخارج ويكاثرها هنا في اليمن، ويوفر لكلِّ زبون طلبه، وإذا لم يكن متوفرًا في عيادته يعمل على جلبها من زبائن آخرين أو استيرادها من الخارج، سعيًا منه لتوسيع عيادته لتصبح مركزًا طبيًّا ومزرعة تجمع مختلف الحيوانات المحلية والعالمية، وخاصة النادرة منها. كما يعمل على تربية الفئران وتوفيرها للكليات الطبية لدكاترة التشريح، حتى يتم عمل تجارب واختبارات عليها.
يطمح هذا الطبيب البيطري إلى فتح حديقة حيوانات أو مزرعة كبيرة تُربَّى فيها مختلف الحيوانات وأسماك الزينة، ويكون فيها نوافير وأشجار وورود، في صورة تجسد الحياة الطبيعية بكل ما فيها، في مكان واحد.
يقول مراد: "لا نعطي الحيوان إلّا الدواء المناسب وعقب عمل الفحوصات اللازمة، حتى يتلقى العلاج السليم، وفي غضون وقت قصير يبدأ الحيوان يستعيد عافيته".
يتابع جمال حديثه: "الإقبال كبير من قبل المواطنين، إمّا لعلاج حيواناتهم وأخذ لقاحات لها، أو شراء مستلزماتها، إلى جانب شراء الحيوانات والطيور، وهناك زبائن نذهب إلى منازلهم من أجل ترويض الكلاب والفهود وتقديم العلاج لها".
يكمل حديثه: "هناك زبائن يأتون لعلاج كلابهم الأليفة التي تخلف وتنتج، وهناك من يأتي لعلاج الأسماك والتي يتم تقديم العلاج المناسب لها بعد إنتاجها، ونفس الطريقة تستخدم مع الطيور والببغاوات والفئران والهامسترات".
مزرعة كبيرة
يقوم مراد جمال في عيادته التي تقع في فناء منزله بصنعاء، بتحنيط الحيوانات التي تنفق في محله أو التي يجلبها زبائنه إليه، وَفقَ طرقٍ علمية سليمة.
يقول جمال: "أقوم بتحنيط أسماك القرش وبعض الحيوانات الأخرى"، مؤكّدًا أنّ عملية التحنيط تتم بشكل جميل وممتع، حيث تكون الحيوانات واقفة على أقدامها دونما خلل، بحيث تبدو حقيقية وليست لوحة أو صورة.
ويصنع مراد من جلود الحيوانات النافقة، الأحذيةَ بمختلف أنواعها، ومحافظ النقود، وحقائب النساء، وقبضات اليد، والقلائد، ومفارش الزينة، وأبسطة أرضية المنازل.
وتزدحم جدران عيادة الطبيب البيطري مراد جمال، بشهاداته الدراسية والتقديرية في تخصصه البيطري، التي حصدها خلال السنوات الماضية والمقدمة من الكليات الطبية، ومن شركات ومزارع تربية الحيوانات، ومن كبار مربِّي الحيوانات.
وتعدّ عيادة جمال معرضًا فنيًّا، إذ تزدحم جدرانها أيضًا بالحيوانات المحنطة من أسماك وحيوانات، كما لِقُرونِ الغِزلانِ والوُعولِ ورُؤوسِهَا، مكانُها الخاصُّ على الرُّفوف.
حول طموحاته المستقبلية، يقول مراد جمال: "أبرز طموحاتي في الطبّ البيطري، هي فتح حديقة حيوانات أو مزرعة كبيرة تُربَّى فيها مختلف الحيوانات وأسماك الزينة، ويكون فيها نوافير وأشجار وورود، في صورة تجسّد الحياة الطبيعية بكلّ ما فيها في مكان واحد، وتكون مقصدًا للزوار من مختلف الأجناس".
ويسعى مراد إلى إقامة مسابقة جمالية خاصة بالحيوانات كأجمل طائر أو أجمل فرس أو أجمل قطة، وتشمل المسابقة أنواعًا مختلفة من الحيوانات والطيور النادرة.
