عرفت اليمن وتعايشت في تاريخها السياسي والاجتماعي والديني القديم، تعدد الآلهة في القبيلة والمنطقة الواحدة في واقع الممالك والدول اليمنية المختلفة، شمالًا وجنوبًا؛ إلمقه، الزهرة، القمر، وهو "ود" إله مشترك عند اليمنيين القدامى (المعينيين والأوسانيين)، كما يشير د. محمد عبدالقادر بافقيه في كتابه "تاريخ اليمن القديم"، 1985م، ص230، والإله "سين" (حضرموت)... إلخ، ولكل منها معابدها وكهنتها وطقوسها، ومصادرها المالية، كما جمعت ممالكها ودولها المبكرة بين الدين والدولة، بين المكرب، وبين الملك، فكان آخر المكاربة، وأول الملوك هو كرب إيل وتر. ولم نسمع عن الصراعات الدينية في حياتنا اليمينة القديمة إلا مع دمج وتوحيد الدين بالسياسة، مع المسيحية واليهودية، وأطماعهم في اليمن (الأحباش والفرس والروم)، واحتلال الاحباش لليمن، وتحولات المسألة الدينية بين المسيحية واليهودية في علاقتهما بالسياسة والسلطة في اليمن، حتى احتلال الفرس لليمن، وبداية الصراع اليمني الفارسي "الأبناء"، الذي اتخذ صبغة وصورة وطنية يمنية استقلالية.
الهادوية ومذهبة السلطة
أما الصراع المذهبي "مذهبية السلطة" على قاعدة الفكرة الدينية الإسلامية، فلم يبرز ويظهر في اليمن، إلا مع الإمامة الهادوية، ولم نسمع أو نقرأ عن صراع مذهبي مع دخول الإسماعيلية لليمن، كدعوة فاطمية، أي مع قدوم علي بن الفضل إلى صنعاء، وابن حوشب إلى المرتفعات الجبلية الشمالية. كان هناك رفض لمشروع ابن الفضل، السياسي الاجتماعي/ الطبقي من الجماعات والقوى السياسية الاجتماعية المضادة له، خاصة أن ابن الفضل ترك المذهب الإسماعيلي ليستقل برؤيته الفكرية السياسية الوطنية اليمنية.
إن مذهبة السلطة، إنما ظهرت مع الإمام يحيى بن الحسين الرسي "الهادي"، وأبنائه وأحفاده، ومن جاء بعدهم: العياني، وأحمد بن سليمان، وعبدالله بن حمزة، وصولًا إلى بيت حميد الدين، والحوثية اليوم؛ أي إن مذهبة السلطة ظهرت حقيقةً في مرحلة لاحقة. والمفارقة هنا، أن بداية الصراع المذهبي العنيف على السلطة، إنما بدأ بين تياري الشيعة: الزيدية، والإسماعيلية. فعداء وكراهية الزيدية الهادوية للإسماعيلية كان –وما يزال– يفوق كل تصور، إلى جانب عدائهم للمطرفية لاحقًا. وتقديري أن جزءًا كبيرًا من ذلك العداء والكراهية، يعود لأنها –الإسماعيلية– تنافس الزيدية الهادوية على فكرة وقضية الإمامة، أي إنها تنطلق من ذات القاعدة المذهبية الإمامية "الفاطمية/ البطنين"، ولأنها -الإسماعيلية– المذهب الأكثر تسامحًا وقبولًا للآخر المذهبي والسياسي، وهو ما أكدته التجربة في اليمن، وفي مصر الفاطمية.
الإمامة الهادوية هي في الأصل فكرة أيديولوجية سياسية بغطاء مذهبي، طائفي (سلالي) على عكس ما كان يرمي إليه الإمام زيد بن علي، وهو ما يفسر موقف الإمام عبدالله بن حمزة من المطرفية التي حاولت أن تجرده بفلسفتها النظرية الإنسانية، ورؤاها الفكرية والثقافية السلمية التسامحية، من أسس قوته السياسية السلطوية في طابعها العنصري.
غطاء مذهبي طائفي
إن الواقع يقول حقيقة مختلفة عما هو شائع حول الصراع المذهبي وهوية السلطة من أنه تركز وتمحور تاريخيًّا في أنه صراع بين الزيدية والشافعية (أقصد ما يسمى "السُّنة")، وهو خطأ شائع على الأقل في اليمن. فعنوان الصراع المذهبي على السلطة في بداياته المبكرة الأولى، كان بين تياري الشيعة الزيدية الهادوية، والإسماعيلية، ومعهما الإباضية؛ وفي هذا العداء للإسماعيلية والإباضية اشتركت معهم ما يسمى المذاهب السنية في مرحلة لاحقة (انظر محتوى كتاب ابن أبي القبائل -وغيره كثير- حول (الباطنية/ الإسماعيلية)، وحملة العداء والتشهير والتشويه حتى الحرب العسكرية ضدهما، وصولًا إلى محو آثارهم الفكرية والمذهبية والفقهية، وخصوصًا الآثار الفكرية والمذهبية للإسماعيلية. ذلك أنّ الإمامة الهادوية هي في الأصل فكرة أيديولوجية سياسية بغطاء مذهبي، طائفي (سلالي) على عكس ما كان يرمي إليه الإمام زيد بن علي (كرم الله وجهه)، وهو ما يفسر موقف الإمام عبدالله بن حمزة من المطرفية التي حاولت أن تجرده بفلسفتها النظرية الإنسانية، ورؤاها الفكرية والثقافية السلمية التسامحية، من أسس قوته السياسية السلطوية في طابعها العنصري، وهو استمرار لعملية مذهبة الصراع على السلطة في تاريخ اليمن السياسي الإسلامي. ذلك أن تيارات (مذاهب) ما تسمى بـ"السنة" وُجدت باكرًا نسبيًّا، كان مذهب السنة (السلف) "هو السائد في اليمن، على مذهبي مالك، وأبي حنيفة" (انظر ابن سمرة الجعدي، طبقات فقهاء اليمن، تحقيق: فؤاد السيد، ص74). ولكنها وُجدت حتى بعد ظهور الشافعية بعد ذلك، كتيارات فكرية مذهبية فقهية، لا علاقة لها بالسياسة والسلطة (مذهبية السلطة)، فهي جميعًا لم تقل إن الخلافة أصلٌ من أصول الدين، أو ركنٌ من أركانه، كانت تمارس منذ بداياتها الفقهية، حالة من الفصل بين المذهب والسياسة والسلطة. هذه هي البدايات المبكرة لنشأة ما يسمى بـ"المذاهب السنية"، ثم تحولت معظم تياراتها -لاحقًا- إلى مشرعنة ومبررة للسلطة الأموية والعباسية بعد ذلك (الأشاعرة/ المرجئة)، تحت ذريعة الطاعة المطلقة لولي الأمر، وتجنبًا "للفتنة الغشوم"، كما تقولها كتب السنة.
إنّ الصراع المذهبي بين ما يسمى السنة والشيعة ظهر لاحقًا مع بداية المطالبة بـ"الحق العلوي/ الفاطمي" بالسلطة، ولكن بدون غطاء مذهبي سياسي، الذي كانت بداياته المبكرة مع "سقيفة بني ساعدة" ثم تطورات الصراع على الخلافة، الذي تنامى وكبر بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
قضية بناء الدولة كانت حاضرة في عقل الإسماعيلية المبكرة كقيادة سياسية، وفي عقل الملوك الرسوليين والطاهريين، على عكس الإمامة الهادوية في طبعاتها المختلفة، التي حوّلت الإمامة إلى دين والإمام إلى سلطة ودولة.
إمامة زيد غير عنصرية
كان مشروع الإمام زيد بن علي (رضي الله عنه) حول الإمامة مفتوحًا، مشروعًا سياسيًّا ضد الظلم عامة، فهو لم يقل بالإمامة وراثية عنصرية مطلقة، وقال بإمامة المفضول مع وجود الأفضل، ولم يفسّق أو يكفّر إمامة الشيخَين، وأكّد على الدعوة العلنية للإمامة، والخروج بالسيف رفضًا لـ"التقية" ضدّ الباطل الاستبدادي، ومن أجل العدل الاجتماعي، وبهذه الخلفية والرؤية، واجه مشروع "الملك العضوض" الأموي.
مع استدعاء الإمام يحيى بن الحسين الرسي (الهادي) إلى اليمن في مرحلتيه الأولى والثانية، من بعض القبائل اليمنية الخولانية في صعدة، وللاستنجاد به في صراعاتها الداخلية، بدأ ظهور الصراع على السلطة، على خلفية الهوية السياسية المذهبية/ الطائفية، الذي اتخذ بعد قرون صورة الصراع المذهبي الزيدي/ الشافعي.
المذهب الإسماعيلي، والحركة السياسية الإسماعيلية في اليمن، قالت بالفاطمية "البطنين"، وأكدت هذه الفكرة والقضية، كما أن الدولة الصليحية، مع علي بن محمد الصليحي، وخاصة في مرحلة السيدة بنت أحمد (الملكة أروى) التي جمعت بين الدعوة والدولة، ومع ذلك نجدها في واقع الممارسة العملية والسياسية، فصلت المذهب عن السياسة والسلطة والدولة، بل كانت الأكثر تسامحًا مع المذاهب الأخرى، وشهد اليمن مع حكم الصليحيين حالة نادرة من التسامح الديني بين جميع المذاهب الدينية الإسلامية.
ولذلك انتصرت السياسة "الدولتية" الجامعة الموحدة، وليس "العصبوية" المذهبية المنفرة، كما كان الحال مع الإمامة الهادوية، غابت معها الهوية المذهبية للسلطة، وتجلت الهوية السياسية ذات الطابع الجامع "الوطني". والسبب في تقديري، أن فكرة وقضية بناء الدولة كانت حاضرة في عقل الإسماعيلية المبكرة كقيادة سياسية (علي بن الفضل)، وفي عقل علي بن محمد الصليحي والمكرم، والملكة أروى، وفي عقل الملوك الرسوليين، والطاهريين، على عكس الإمامة الهادوية في طبعاتها المختلفة، التي حوّلت الإمامة إلى دين والإمام إلى سلطة ودولة، وهنا تكمن مشكلة الهُوية السياسية المذهبية للسلطة، وتحديدًا أزمة بناء الدولة مع الإمامة الزيدية الهادوية.
حول هوية السلطة، يمكن العودة إلى كتاب محمد أحمد نعمان: ("الأطراف المعنية" (الفكر والموقف)، الأعمال الكاملة، ص ٣٦٢-٣٦٣)، وإلى كتاب أحمد علي الأحصب: "هوية السلطة في اليمن"، 2019م، ص67، 166-167. وما يجري اليوم في البلاد مع الجماعة الحوثية "الهاشمية السياسية المعاصرة"، ونحن على مشارف الانتهاء من النصف الثالث من العقد الثالث من الألفية الثالثة، يقول ذلك.
ثنائية الإمامة والمشيخة
لقد توحد النظام السياسي الإمامي (الهادوي) (سلطات الأئمة) بالنظام الاجتماعي القبَلي، فتعملقت الإمامة والقبيلة، وغابت الدولة، بنى وإدارة ومؤسسات، حتى عما كان قائمًا من معنى الدول. وهذا التحالف السياسي الأيديولوجي التاريخي، هو ما أسميه "ثنائية الإمامة والمشيخة القبلية" الصيغة السياسية الاجتماعية التاريخية الذي هندسته وأقامت الإمامة حكمها على قاعدته. وفي أوضاع كهذه، وُجدت وسادت دويلات، ودول عديدة، سواء للأئمة، أو في صورة الدول والدويلات اليمنية المختلفة، الصغيرة والكبيرة (دولة آل زياد، الدولة اليعفرية)، أو الدويلات في هوياتها المحلية الجهوية والقبَلية الصغيرة (آل حاتم، آل الضحاك، آل الدعام، أبي الفتوح، حتى بني معن، وبني زريع التي تمدّدت على مساحة أكبر في الجغرافية اليمنية، حتى دويلات الأئمة، خاصة خلال القرون السبعة الأولى. وكلما ضعفت الدول اليمنية المركزية القوية، تظهر وتنتشر الدويلات الصغيرة بهوياتها المحلية المختلفة؛ ففي جنوب البلاد ظهرت منذ القرن الرابع عشر، والقرون اللاحقة لذلك التاريخ، الدويلات، العائلية والقبَلية والمناطقية: الكثيرية (١٣٧٩م)، والقعيطية (بداية القرن التاسع عشر)، والعبدلية، والفضلية، ويافع العليا والسفلى، والواحدي، والعوالق، وإمارة الضالع، والعقارب... إلخ، وكلها لها صلة بغياب الدولة المركزية القوية، التي لم يعرفها جنوب البلاد، إلا مع قيام دولة الاستقلال الوطني في ٣٠ نوفمبر، ١٩٦٧م.
هناك خطأ تاريخي شائع تحول مع وفي بعض الكتابات التاريخية، والاستشراقية منها، بل وفي بعض الكتابات العربية، إلى ما يشبه الحقيقة التاريخية، وهو أن الإمامة الزيدية الهادوية حكمت اليمن (1200 سنة)، والدقيق هو (1160 عامًا)، والصحيح والواقعي والتاريخي هو أن الإمامة الهادوية بكل طبعاتها وتسمياتها، لم تحكم حتى نصف هذه الفترة، وبصورة متقطعة موزعة على مجموعة من سلطات الأئمة في كل تاريخ حكمهم السياسي.
لا أرى في "الهاشمية السياسية المعاصرة" مع الجماعة الحوثية "أنصار الله" سوى استمرارٍ كالحٍ وبائسٍ لذلك العقل المأزوم حول بناء الدولة، الذي يريد إنتاج وإقامة هوية مذهبية عنصرية للسلطة، والعالم يدخل عتبات العقد الثالث من الألفية الثالثة!
عمر المذهب وعمر السلطة
وتبقى الحقيقة المهمة والجوهرية، وهي أن من أقام حكمه/ سلطته على قاعدة الدولة الجامعة أو شبه الجامعة، التي وحد بعضها كل اليمن في نطاقها، إنّما هي الدول: الصليحية والرسولية والطاهرية إلى حد ما، وهي الدول التي يمكننا القول إنها أسست مداميك بنى دول، لها أنظمة وإدارة وقوانين ودواوين (رقابة، ومحاسبة)، كما لها جيوش منظمة، ولها منجزات متميزة، ما عداها هي سلطات سياسية عابرة فوق تاريخ الدولة.
وهنا علينا أن نفرق بين عمر وجود المذهب الزيدي الهادوي، وبين عمر السلطات الإمامية؛ فتاريخ عمر المذهب يصل إلى الألف والمئة والستين عامًا، أما عمر السلطات –لاحظوا أنني أتحدث عن عمر السلطات/ الحكومات/ الدويلات، وليس الدول- فلا يتجاوز في أحسن الأحوال أقل من نصف هذا الزمن بكثير. وفي هذا السياق، من القراءة والبحث، يمكنني القول إن الإمامة الزيدية الهادوية نجحت بالتعاون والتحالف مع القبيلة الشمالية المسلحة في تضاريسها الصعبة والمعقدة، والندرة الاقتصادية، من نشر المذهب في هذه المناطق (شمال الشمال)، وكان للمطرفية الفضل الأكبر في نشر المذهب الزيدي في هذه المناطق من خلال "هجر العلم" (ينظر د. علي زيد: تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري، ص٦٩). وبقدر هذا النجاح في نشر المذهب، فقد كان الفشل الذريع حليفهم في عدم بناء الدولة الجامعة، بما فيها الدولة القاسمية التي يزعم البعض أنها وحدت اليمن، وتحديدًا في عهد الإمام المتوكل على الله إسماعيل، وحدة بالغلبة وبالجهاد التكفيري "التكفير بالإلزام" و"التكفير بالتأويل" وبالجبايات، وهي أقسى أشكال عنف الهوية المذهبية للسلطة.
حقًّا لقد فشلت الإمامة اليمنية في بناء الدولة، قياسًا بما كان في تاريخ الدولة في اليمن القديم، بل وفي اليمن الإسلامي، الدولة الصليحية والرسولية والطاهرية، ولن أذكر الدولة الأيوبية والدولة العثمانية الأجنبيتين؛ ولذلك هي فشلت في التوحيد السياسي والاجتماعي "الوطني"، وما تزال الآثار السلبية مستمرة لذلك التوحيد بالحرب المذهبية.
ولا أرى في "الهاشمية السياسية المعاصرة" مع الجماعة الحوثية "أنصار الله" سوى استمرارٍ كالحٍ وبائسٍ لذلك العقل المأزوم حول بناء الدولة، الذي يريد إنتاج وإقامة هوية مذهبية عنصرية للسلطة، والعالم يدخل عتبات العقد الثالث من الألفية الثالثة!
مهما تعددت هويات السلطة، مذهبية وقبَلية وجهوية ومناطقية، يبقى اليمن الثقافي والحضاري هو الإطار الهوياتي الجامع، والباقي كله تفاصيل تحتويها كتب السياسة وكتب التاريخ، وقد عرفنا في الزمن السياسي المعاصر أنظمة تشطيرية وطنية، احتربت فيما بينها في أكثر من حرب، ولكنها لم تتنكر لهويتها اليمنية.
الهُوية اليمنية الجامعة
عَرَفَ اليمن الثقافي/ الحضاري، التوحيد السياسي والتفكك والتجزؤ، من اليمن القديم حتى اليمن الإسلامي، إلى التاريخ الحديث، وصولًا إلى التاريخ المعاصر. وهناك من يعود إلى إثبات تأكيد تاريخ الوحدة إلى عدد السنوات التي توحد فيها اليمن، حتى قبل أن يستقر مسمى واسم "اليمن" على جميع أبناء هذه المنطقة قبل الإسلام وبعده، كما أن هناك من يعود إلى تاريخ التجزئة والتفكك السياسي الطويل بين دول وممالك اليمن، ليؤكد ويثبت أن تاريخ التجزئة وليس الوحدة، هو الأكبر والأوسع في الزمن.
شخصيًّا، لا يعنيني هذا الأمر كثيرًا؛ طول عمر الوحدة السياسية أو قصرها قياسًا بعمر التجزئة، ما يعنيني هو أنّ من يقول بطول عمر الوحدة، أو قصرها في التاريخ السياسي اليمني، كلاهما أو جميعهم يتفقون على الهوية اليمنية الجامعة لهم، ولم نسمع أو نقرأ في تاريخ اليمن السياسي والاجتماعي أنه كان هناك صراع على يمنية الهوية، إلا في اللحظة الاستعمارية البريطانية، "الأنجلو سلاطينية". فمهما تعددت هويات السلطة، مذهبية وقبَلية وجهوية ومناطقية، يبقى اليمن الثقافي والحضاري هو الإطار الهوياتي الجامع، والباقي كله تفاصيل تحتويها كتب السياسة وكتب التاريخ.
اليمن الثقافي الحضاري، عَرَف هُويات سياسية مختلفة للسلطة ولبناء الدولة من سبأ وقتبان وأوسان، وسبأ وذي ريدان وحضرموت حتى الطود والتهائم... إلخ، كما عرف دولًا يمنية مستقلة في القرنين الأولين للإسلام، بمسميات وهويات سلطوية مختلفة، شملت معظم الأرض اليمنية، كما عرفنا في الزمن السياسي المعاصر أنظمةً تشطيرية وطنية، احتربت فيما بينها في أكثر من حرب، ولكنها لم تتنكر لهُويتها اليمنية.
ونقطة على السطر.