ما تشير إليه مؤشرات التنمية العالمية، من أن اليمن واقع لا محالة في أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، بداعي ما تعيشه من حرب عبثية دخلت عامها السادس، ولا يلوح في الأفق القريب ما يوحي بوقفها فعليًّا إذا تجاوزنا الهرطقات والاختبارات البالونية التي تطلق من هنا وهناك، لغرض استكشاف النوايا أو البحث عن ثغرة في متاريس التخندق السياسي والعسكري للبناء عليها في التقديرات بشأن كلفة الحرب والصمود المستقبلي.
ما يعانيه الشعب اليمني من ويلات الحرب، لا يكتوي بها من كان سببًا في إشعالها أو من يدعي النضال والمواجهة للعدوان وإنهاء التمرد، فكل هؤلاء بعيدون عن نارها، وبعيدون عن جوعها، هم في مأمن عن تداعياتها، بل لربما هم الكاسب الأكبر من هذه الجرائم التي ترتكب بحق هذا الشعب الذي يدّعون تمثيله وهم من يمثل به؛ لأنهم الكارثة الكبرى التي حلت بنا ومن بعدها وعلى إثرها جاءت كل الكوارث.
لا يمكن لأي كلمات أو خيال أن يرتقي لوصف ما بلغه الشعب اليمني من سوء حال، فبالأمس خرجت امرأة تعلن عن بيع نفسها أو أولادها خشية عليهم من الجوع؛ فهل يعلم قادتنا هذا؟
أيعقل أن يقودنا من لا يرحمنا ولا تأخذه فينا إلًّا ولا ذمة؟
من لا يشعر بحجم الكارثة الإنسانية التي نمر بها ليس منا
ومن لا يسعى لإيقاف ونزع فتيل الحرب، وهو يرى شعبه يتضور جوعًا وفاقة، غير مؤهل بتاتًا لشيء اسمه قيادة!
القيادة تضحية وإيثار وليست مصالح شخصية، كم كنت أتمنى أن يرى من يتولون أمر هذا الشعب، إلى أي حد أوصلوه من عدمية وتكفف، يستحقون عليها أن يقدموا للمحاكم كمجرمين في حق الإنسانية، ومجرمي حرب.
لا يمكن لأي كلمات أو خيال أن يرتقي لوصف ما بلغه الشعب اليمني من سوء حال، فبالأمس خرجت امرأة تعلن عن بيع نفسها أو أولادها خشية عليهم من الجوع، فهل يعلم قادتنا هذا؟
إن المبادرة الحقة والحقيقة لإنهاء الحرب، تتمثل في تخليص الشعب من حكامه الظلمة وتسوية الأرضية لمصالحة وطنية شاملة وإجراء استفتاء حول شكل النظام الحاكم... إلخ.
مثل هذا التحرك يجب أن تقوده الأمم المتحدة مع كيانات وشخصيات وطنية قادرة على الفعل والحركة دون الاستناد على محركات خارجية، ولتكن الخطوة الأولى رمي القيادات السياسية الحاليّة في مزبلة التاريخ، أما الشعب فلديه خيراته التي يزخر بها وطنه وبإمكانه تسخيرها لتنميته وتقدمه.
فمن ينقذ شعب الحكمة والإيمان؟
من كوارثه الكبرى، بعد ست سنوات عجاف.