1935 - 2/ 1/ 2021
سيد مصطفى سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في قسم التاريخ بكلية الآداب – جامعة صنعاء، ومن أوائل الأساتذة المعارين لجامعة صنعاء من جامعة عين شمس.
درّس عددًا من المقررات الدراسية، وعلى رأسها تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، وتاريخ الفكر، وفلسفة التاريخ، ومنهج البحث التاريخي.
كما درَّس العديد من المقررات الدراسية في مرحلة التمهيدي للماجستير والدكتوراه، ومنها تحقيق المخطوطات، ونشر الوثائق، وتاريخ الاقتصاد.
نشر العديد من الأبحاث والمنشورات في السجلات والدوريات اليمنية والعربية والموسوعة اليمنية بطبعتيها الأولى والثانية.
شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والمهرجانات اليمنية والعربية.
له العديد من الكتب التاريخية القيمة التي تعد مرجعًا لكل المؤلفين والباحثين في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر من عرب وأجانب.
عضوٌ في العديد من الجمعيات المهنية المحلية والعربية والدولية.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات التاريخية وورش العمل في اليمن وخارجه.
حصل على العديد من الأوسمة والجوائز وكتب الشكر من الهيئات والجامعات اليمنية والعربية.
عضو في لجان التحكيم والترقيات والبحوث المنشورة للعديد من المجلات العلمية المحكمة اليمنية والعربية.
ألقى العديد من المحاضرات العامة عن قضايا اليمن وتاريخه.
ترأس الكثير من المجالس واللجان العلمية والفنية.
أشرف وناقش الكثير من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه التي تجاوزت الخمسين رسالة، في مجال التاريخ الحديث والمعاصر.
رئيس تحرير مجلة جامعة صنعاء للعلوم الاجتماعية والإنسانية، مجلة محكمة، وقد صدر منها ستة أعداد.
عضو في لجنة ترسيم الحدود البرية بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
عضو في لجنة النزاع بين اليمن ودولة أرتيريا حول السيادة على الجزر اليمنية في جنوب البحر الأحمر.
تحدث عنه زميله الدكتور أحمد قائد الصايدي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة صنعاء في مقال له بعنوان "عاشق اليمن"، فقال عنه: "عرفته أولًا من خلال كتبه، ثم عرفته من خلال عملنا معًا في قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة صنعاء. كان حينما تقابلنا لأول مرة قد تيمَّن، وأصبح أكثر اندماجًا في الحياة اليمنية مني. فلم تكن تفوته المناسبات الاجتماعية، ولم يكن يتخلف عن مجالس القات (المقيل)، عند هذا الصديق أو ذاك. وكانت بساطته ودماثته ولهجته المصرية المحببة تشكل المدخل السهل لإقامة علاقة شخصية معه، لا تنقطع. وإذا انقطعت بادر هو إلى وصلها من جديد.
عندما التحقت بقسم التاريخ والآثار، كان الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم قد سبقني إليه بعدة سنوات. وكان يرأس القسم حينذاك، المؤرخ المصري المعروف المرحوم الأستاذ الدكتور محمد أنيس. وكان القسم، كما هو واضح من اسمه، يضم علمي التاريخ والآثار معًا، قبل أن يصبح للآثار قسم مستقل، برئاسة المرحوم الأستاذ الدكتور عبدالحليم نور الدين. ولم يكن قد التحق بالقسم من اليمنيين قبلي سوى الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدالله. وبوجود هذه الشخصيات الأكاديمية المعروفة، لم أصادف صعوبة في الالتحاق بالقسم.
ولم يمر وقت طويل على وجودي في القسم، حتى عُينت وكيلًا للكلية، ثم عميدًا لها. ولأنني كنت وما زلت أرى بأن الأستاذ الجامعي يجب ألّا يُشغل بالمهام الإدارية، على حساب عمله الأكاديمي، فقد اشترطت لقبولي منصب العميد عدم بقائي فيه أكثر من عام دراسي واحد. وما ينطبق علي ينطبق على الوكيل. ولكن إدارة الجامعة لم تلتزم بهذا الشرط، إلا التزامًا جزئيًّا، واكتفت في نهاية العام بتغيير الوكيل وإبقاء العميد لعام آخر. وطُلب مني ترشيح وكيل جديد. فرشحت الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم، زميلي في قسم التاريخ. وهكذا امتدت زمالتنا في العمل الأكاديمي، إلى زمالة في العمل الإداري.
وخلال عملنا الإداري معًا في عمادة الكلية، سادت بيننا حالة مثالية من التعاون. وأصبحنا نعمل بتناغم وانسجام وتفاهم، إلى حد أنني لا أذكر أننا اختلفنا يومًا. فقد كان كل منا يكمل الآخر. فسيد بطيبته ومشاعره الرقيقة، كان دائمًا يضفي على الإجراءات الإدارية الصارمة، وعلى مقتضيات اللوائح المنظمة للعمل، قدرًا كبيرًا من المرونة، يجعل الموظفين والطلاب، يقبلونها ويلتزمون بها، دون تذمر أو تلكؤ. وكانت تلك صفحة أخرى من صفحات عملنا المشترك، تضاف إلى عملنا في قسم التاريخ.
لقد تحدث كثير من زملاء الفقيد وتلامذته وأصدقائه عن حبه لليمن وتعلقه باليمنيين واندماجه في الحياة اليمنية، حتى كاد أن يصبح يمنيًّا، أكثر منه مصريًّا. وهذا جانب آخر يلقي ضوءًا على شخصية الفقيد، يضاف إلى الجانبين، الأكاديمي والإداري، وإلى إنجازاته العلمية، المتمثلة في العديد من المؤلفات والكتابات والمساهمات، في الندوات والمؤتمرات، وهي إنجازات كرسها كلها تقريبًا، لدراسة تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، واستكشاف بعض زواياه المجهولة، أو الغامضة. تغمده الله بواسع الرحمة، وأسكنه فسيح جناته؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وتحدثت عنه تلميذته الدكتورة أمة الغفور عبدالرحمن الأمير وعن قدومه لليمن، فقالت: "يصف الشاعر محمد الشرفي قدوم الأستاذ سيد مصطفى سالم إلى اليمن بقوله: "في عام 1971، عندما كنت عضوًا في السفارة اليمنية بالقاهرة، كلفني السفير المرحوم يحيى المتوكل باصطحاب وزير التربية والتعليم المرحوم الأستاذ أحمد جابر عفيف إلى جامعة عين شمس للبحث عن دكاترة مدرسين في جامعة صنعاء إبان افتتاحها، وكان على رأس القائمة د.سيد مصطفى، نظرًا لتخصصه في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، وبعد أخذ ورد مع رئاسة جامعة عين شمس تمت الموافقة على إعارته لجامعة صنعاء في 10/ 10/ 1971، وسعدتْ به اليمن وتاريخها، وسعدَ باليمن أرضًا وشعبًا.
تضيف د.أمة الغفور عبدالرحمن بأن بداية نشاطه العلمي في جامعة صنعاء قيامُه بعملية التدريس بقسم التاريخ، وتحمل أعباء تدريسية، فدرّس التاريخ القديم والإسلامي والحديث، كما ساهم في إنشاء قسم التاريخ، وكان له دور كبير في فتح باب التسجيل في الدراسات العليا بالقسم، حتى تجاوز عدد الرسائل العلمية التي أشرف عليها أكثر من خمسين رسالة.
بالإضافة إلى ذلك لم يكن عطاء الدكتور سيد مقصورًا على الجانب العلمي التدريسي، بل شارك مع القيادات الإدارية في الجامعة في الأعمال الإدارية، وتولى منصب رئاسة قسم التاريخ، ثم وكيلًا لكلية الآداب، ثم عضوًا في المجلس الأكاديمي من خلالها أسهم في إعداد اللوائح الجامعية .
ويشير الأستاذ محمد زكريا إلى أن الدكتور سيد مصطفى سالم شاهد جامعة صنعاء وهي لم تبلغ من العمر عامًا واحدًا تنمو وتترعرع وتكبر أمام عينيه حتى بلغت من العمر أربعين عامًا، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن الدكتور سيد يعد من أساطين وأعمدة جامعة صنعاء، بل وعلَم من إعلامها الكبار.
مؤلفاته:
المصادر: