لم تلفت يومًا فاكهة "الخرمش" انتباه المهندس الزراعي محمد الصنعاني (35 عامًا)، إذ يقول لـ"خيوط": "كثيرًا ما كنت أشاهد الفاكهة معروضة عند بعض الباعة المتجولين ولم أفكر بشرائها، ظننتها طوال الوقت فاكهة عادية ولا تستحق الاهتمام".
وبعد دخول المهندس الصنعاني كلية الزراعة ودراسته لمادة "الفواكه مستديمة الخضرة"، ومن بينها فاكهة "الخرمش"، أدرك أهميتها لما تملكه من فوائد سحرية قادرة على تدمير الخلايا السرطانية بقدرة وبفاعلية أقوى حتى من العلاج الكيميائي بأكثر من 10 آلاف مرة، وذلك وفقًا لتقرير علمي نشرته كلية الطب في جامعة بابل العراقية.
(الأنديز) وموطنها
عرفت الفاكهة السحرية القشطة (Annaona) في اليمن باسم "الخرمش"، ولها تسميات عدة، منها: القشطة، غوانابانا، السرسب، الشيرمويا، ثمرة شجرة الجرافيولا Graviola، وتعتبر اليمن أحد البلدان الرئيسية في زراعتها.
حسب كثير من المصادر العلمية، يعود أصل فاكهة القشطة "الخرمش" إلى منطقة جبال الأنديز في أميركا الجنوبية بالبيرو والإكوادور، وقد استخدمت لمدة قرون لعلاج الربو والكبد والقلب والتهاب المفاصل بالإضافة لعلاج السرطان، وتضاعف الاهتمام بزراعتها والعناية بها مع مطلع الألفية الثانية، وانتشرت في كثير من دول العالم.
تتواجد الفاكهة محليًّا في كثير من المناطق اليمنية، منها وادي "المحابشة" و"أسلم" في محافظة حجة، وبعض أودية وشعاب ريمة وتعز، وجبال وصاب في ذمار، وأجزاء من إب ومنها العدين، ومناطق المنحدرات الغربية في البلاد.
وتقاوم شجرة "الخرمش" العطش بدرجة أكبر من الأشجار الأخرى، وتتحمل جفاف التربة، وبحسب معنيين في الشأن الزراعي فإنّ العناية بها أكثر أمر يزيد من المحصول، وتتواجد الفاكهة محليًّا في كثير من المناطق اليمنية منها وادي "المحابشة" و"أسلم" في محافظة حجة، وبعض أودية وشعاب ريمة وتعز، وجبال وصاب في ذمار، وأجزاء من إب ومنها العدين، ومناطق المنحدرات الغربية في البلاد.
على الرغم من الشهرة التي حققتها فاكهة "الخرمش" في اليمن، وذلك لتميز مذاقها وحجم بذورها الكبيرة وشكلها الخارجي الذي يشبه قلب الثور، فإنها ما زالت فاكهة عفوية في طريقة زراعتها، إذ تنشأ غالبًا دون العناية بها في بطون الأودية والشعاب والجبال.
يلجؤون لتحطيبها
يسرد محمد المزحاني (40عامًا)، وهو مزارع ومالك لعشرات أشجار "الخرمش" في "المزاحن" بمنطقة "العدين" بعض المشكلات التي تواجه الفاكهة، إذ يقول لـ"خيوط": "بسبب بقاء أشجار "الخرمش" في الشعاب والجبال تهجم عليها الطيور، فتفسد الثمار وتلتهم الحشرات ما يتبقى منها دون أي تدخل من قبل المعنيين في مكتب الزراعة".
ويشكو حسين محمد (38عامًا)، وهو مزارع آخر في نفس المنطقة من تعرض الفاكهة للسرقة وبيعها لوكلاء الشراء دون أن يستفيد منها المالك للأشجار؛ وذلك لعدم قدرته على حمايتها كونها أشجار متفرقة في الجبال وبطون الأودية، الأمر الذي يجعل الملاك يلجؤون لتحطيب تلك الأشجار، وهو ما يمثل خطرًا على الفاكهة الأعجوبة "الخرمش".
ووجهت "خيوط" سؤالًا للمهندس الزراعي، طه الزقري، عن أسباب بقاء شجرة "الخرمش" في الجبال والشعاب وعدم الاهتمام بها وزراعتها بطريقة منتظمة دون العفوية، وأجاب قائلًا: "السبب في ذلك هو عدم معرفة الناس بفائدة الفاكهة، وكذلك النمط الغذائي التقليدي؛ إذ ليس بمقدور الجميع الاهتمام بالتنويع الغذائي؛ لتدني المستوى المعيشي في أوساط الشعب اليمني".
ومن جهته يرى الدكتور أحمد خالد الهدواني، اختصاصي البستنة في كلية الزراعة بجامعة صنعاء، أنّ وجود شجرة "الخرمش" البري في اليمن، دلالة على أنّ البلد موطن أصلي وقديم لها.
ويضيف الدكتور الهدواني، مفيدًا المهتمين بزراعة الخرمش حول طريقة زراعة الشجرة عبر "خيوط"، قائلًا: "يتم زراعتها بالعُقَل، أي الفروع الغضة بعمر سنة، وكذلك بطريقة البذور مع إجراء معالجات ميكانيكية من أجل تقليل صلابة البذور، لتسهيل دخول الماء والهواء والتربة الخصبة إلى الجنين لكي ينبت".