بجهود مجتمعية خالصة، تمكن أبناء منطقة كحلان من افتتاح طريق تربط بين مديريتي صبر الموادم ومديرية المسراخ، ويمثل الطريق شريان حياة للمواطنين من أبناء كحلان والمناطق المجاورة، ويساهم كثيرًا في تخفيف المعاناة على منطقة الشقب المحاصرة منذُ ما يقارب عشر سنوات.
بهذا الشأن، يقول المواطن رافع الكحلاني: "إن هذا الطريق يشكل نقلة نوعية للمواطنين بعد معاناة طويلة، خلالها افتقر أبناء المنطقة لأبسط مقومات الحياة، خاصة في الجوانب الصحية والخدمية، وصعوبة نقل المرضى والاحتياجات المعيشية التي تفوق التصور، حيث إن السكان قبل هذا الطريق كانوا يعتمدون في التنقل ونقل بضائعهم على الحمير لمسافات طويلة. وبفضل الجهود الذاتية لرجال كحلان، تحققت فكرة الطريق التي بدأت وانتهت بمثابرة سنوات طويلة، ممتلئة بالمخاطر والتعب".
نحت الجبال
وأضاف: "تعد طريق كحلان حيوية جدًّا، إذ تربط بين مديريتي المسراخ وصبر الموادم؛ مما يسهل عملية تنقل أبناء المنطقة والمناطق المجاورة بين المديريات، ويختصر المسافات ويوفر الوقت بشكل ملحوظ، مقارنة بما كانوا عليه قبل وجود هذا الطريق".
وأكّد أنّ أبناء كحلان عملوا كخلية نحل متماسكة، فبنوا الجدران ونقلوا الأحجار من مناطق بعيدة، وقد ساهم المواطنون في اقتلاع أشجار القات، التي تعتبر مصدر أرزاقهم، وبعضهم تبرع بهدم منزله لتسهيل مرور الطريق، وتناوبوا على العمل ليلًا ونهارًا، ونحتوا الجبال وصنعوا من المستحيل طريقًا يسلكه العابرون بسياراتهم، حيث إن الجميع كرّسوا جهودهم لتحقيق حلم الأجيال السابقة في إنشاء طريق يربط بين الشقب وكحلان، وصولًا إلى مدينة تعز عبر مديرية صبر الموادم من خط العروس-الشقب، وأيضًا من كحلان عبر نجد قسيم-الضباب.
ويواصل حديثه: "لم يكن هناك أي دعم من جهات حكومية أو فاعلي خير سوى دعم محدود من السلطة المحلية، لم يغطِّ حتى جزء بسيط من الاحتياجات، حيث إن العمل توقف مرارًا بسبب نقص الإمكانيات".
وختم: "إن الطريق بحاجة إلى توسيع وصيانة جدرانها، وبناء عبّارات مياه لتصريف مياه الأمطار، لضمان دوامها وبقائها صالحة للاستخدام، ونحن نناشد الجهات المعنية والمنظمات الدولية بتقديم الدعم اللازم لهذا المشروع ليكون مشروع استدامة للمنطقة والمناطق المجاورة".
هذا الطريق يمثل نقلة نوعية، ويحسن من الحياة اليومية للمواطنين، ورغم شحة الإمكانيات وتوقف المشروع أكثر من مرة بسبب غياب الدعم، فإن الإصرار المجتمعي والإيمان بالعمل موجود لدى القائمين على العمل، حيث إن الطريق يمثل شريان حياة للمنطقة والمناطق المجاورة.
شريان حياة
وفي حديث للشيخ عبدالحافظ عبدالإله الكحلاني، يقول: "إن هذا الطريق شريان حياة يومي لمنطقة كحلان والمناطق المجاورة لها، حيث إنه يعد الطريق الأول الرابط بين مديريتي صبر الموادم والمسراخ، وتتجلى أهمية الطريق في كونه يخفف المعاناة عن المواطنين ويمكّنهم من التنقل بسهولة، ويسهّل من وصول المرضى للمستشفيات بوقت أقل وتكاليف قليلة تتناسب مع دخل المواطن، وخصوصًا الأسر الفقيرة التي لا تستطيع الوصول إلى المدينة بسبب التكاليف الباهظة، ووجود هذا الطريق يسهل كثيرًا من حركة تنقل المواطنين بين المنطقة والمناطق المجاورة".
الطريق ليس مجرد مسارٍ للسيارات، بل هو خط الحياة الذي يربطنا بالعالم الخارجي، والحاجة إليه أصبحت ملحة. فالمواطن الذي يحفر الجبال ليصلح الطريق لأبنائه، كي يسهل وصولهم إلى المدارس، ويُنقذ مرضاه من الموت، يستحق أن يُسمع صوته ويتم تقديم المساعدات له.
يتابع الكحلاني: "بدأ الأهالي العمل منذُ أكثر من عشرة أعوام، بالعمل في تضاريس جبلية صعبة، وقد تبرع الأهالي بجزء من مدخراتهم لتوفير مكائن لتكسير الصخور والأحجار لبناء الجدران الساندة للطريق، دون أن نتلقى أي دعم من السلطة المحلية، ولا من أي جهة أو منظمة أخرى".
ويواصل الكحلاني حديثه: "بداية العمل كانت قبل عشرة أعوام، أعطتنا السلطة المحلية جرافة واستمرت بالعمل فترة قصيرة وتعطلت، واستمر الأهالي بالعمل اليدوي حتى بدأت الحرب في منطقة ضحيح كحلان ومنطقة الشقب، وتم التوقف عن العمل تسع سنوات. ورغم مرور أكثر من عام على استئناف العمل، لم نتلقَّ أي دعم مادي أو فني من السلطة المحلية أو المنظمات الإنسانية، رغم الوعود الحكومية التي لم نلمس منها أي أفعال على الأرض.
وأردف: "الطريق ليس مجرد مسارٍ للسيارات، بل هو خط الحياة الذي يربطنا بالعالم الخارجي والحاجة إليه أصبحت ملحة. فالمواطن الذي يحفر الجبال ليصلح الطريق لأبنائه كي يسهل وصولهم إلى المدارس، ويُنقذ مرضاه من الموت، يستحق أن يُسمع صوته ويتم تقديم المساعدات له".
مناشدة عاجلة
وختم: "نناشد السلطة المحلية بتحمل مسؤولياتها وعدم التنصل من مهامها تجاه هذه المنطقة من أجل تقديم المساعدات والدعم اللازم لهذا الطريق، حتى يتم توسعته وتعبيده بشكل رسمي، مما يقلل من الخطورة على المواطنين والمركبات فيه. ونوجّه نداءً عاجلًا للمنظمات الدولية والمحلية وفاعلي الخير بمد يد العون والالتفات إلى هذه المنطقة وهذا المشروع المجتمعي الجبار".