الدكتور محمد عبدالملك المتوكل؛ أكاديمي، سياسي، إعلامي، أحد الرموز الوطنية في اليمن الكبير، ومن الداعين لمجتمع مدني تسوده العدالة والمساواة.
ولد الأستاذ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل في مدينة حجة عام 1937، ونشأ في رعاية أبيه العلامة عبدالملك بن عبدالكريم المتوكل، الذي كان عاملًا وقاضيًا لناحية "مَسْوَر"في فترة حكم الإمام يحيى حميد الدين، ثم نائبًا له على مدينة حجة خلفًا لولي عهده أحمد الذي ولّاه حينها أعمال لواء تعز.
يشير المؤرخ إسماعيل الأكوع في ترجمة والد الدكتور محمد عبدالملك، إلى أن له مواقف محمودة مع الأحرار المسجونين، كما أنه كان يراجع الإمام في أوضاع المرضى منهم، فحمدت له تلك المواقف النبيلة([1]).
تلقى الدكتور محمد عبدالملك المتوكل تعليمه الأولي في مدرسة ابتدائية تقليدية درس بها الفقه واللغة، ثم التحق بالمدرسة المتوسطة التي أنشأها في حجة الأستاذ أحمد محمد نعمان، ثم سافر إلى مصر عام 1960، فحصل هناك على الشهادة الثانوية عام 1961. ثم حصل على شهادة الليسانس في الصحافة من جامعة القاهرة عام 1967، والتحق بدورة تأهيلية في اللغة الإنجليزية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم في بريطانيا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة سنة 1968، وحصل فيها على الماجستير من جامعة جنوب تكساس، في الإعلام الإداري عام 1980. وفي العام 1983، حصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، من جامعة القاهرة كلية الإعلام([3]).
- عُيِّنَ بالسلك الدبلوماسي سكرتيرًا أول بسفارة الجمهورية العربية اليمنية في القاهرة سنة 1963.
- عين مديرًا عامًّا للصحافة بوزارة الإعلام بصنعاء سنة 1968، ورئيسًا للجنة متابعة الأحداث السياسية.
- مديرًا عامًّا للصحافة بوزارة الإعلام بصنعاء 1968.
- مديرًا عامًّا للعلاقات العامة بوزارة الإعلام سنة 1969.
- رئيسًا لمصلحة السياحة بدرجة وكيل وزارة، وهو أول من أسسها سنة 1970.
- تولى إلى جانب عمله في السياحة رئاسة هيئة تحرير صحيفة الثورة 1972.
- عين عضوًا في اللجنة العليا للتصحيح، ورأس عددًا من اللجان، سنة 1974، وهي لجان: العدل، الإدارة المحلية، الأوقاف، الخدمة المدنية، المعهد القومي، الخريجين، اللجنة الفنية للإصلاح الإداري.
- عين في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي وزيرًا للتموين والتجارة في 30 يوليو/ تموز 1976.
تم تعيينه مدرسًا بجامعة صنعاء، كلية التجارة والاقتصاد، قسم العلوم السياسية عام1984، ثم أستاذًا مساعدًا في القسم نفسه، ثم ترقى علميًا إلى درجة الأستاذية، واستمر في العمل بالتدريس في الجامعة، وممارسة العمل السياسي عبر حزب اتحاد القوى الشعبية.
- أصدر جريدة خطية في حجة، وأقفلها الإمام أحمد سنة 1957.
- أسس جمعية الشباب في تعز، وأقفلها الإمام أحمد سنة 1959.
- ساهم في تأسيس الحركة التعاونية– التعاون الأهلي لمحافظة حجة 1970، وكان عضوًا في هيئتها الإدارية عام 1973.
- ساهم في عضويةالهيئة الإدارية للتعاون في العاصمة صنعاء، ثم تولى رئاسة الهيئة 1972، وحتى 1975.
- ساهم في تأسيس هيئة التعاون في ناحية (مديرية) مَسْوَر حجة، وترأسها في 1975.
- ساهم في تأسيس الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير 1973، وكان عضوًا في الهيئة الإدارية للاتحاد، وتولى لجنة الثقافة والإعلام فيه.
- ساهم في تأسيس المسرح اليمني للتمثيل سنة 1971، وتولى رئاسته حتى سنة 1976.
- ساهم في تأسيس جمعية الفنون سنة 1975، وتولى رئاستها حتى 1976.
- تولى مسؤولية نائب رئيس اللجنة العليا للتشجير التي كان يرأسها الرئيس الحمدي عام 1975.
- ساهم في تأسيس مركز الدراسات والبحوث اليمني، وانتخب عضوًا في مجلس إدارته ما بين 1974 و 1977.
- ساهم في إنشاء (التجمع الوحدوي للمشاركة)، الذي ضم سبعة أحزاب سياسية في 1989، وكان مقرر التجمع.
- تولى رئاسة سكرتارية الأحزاب بعد الوحدة.
- تولى منصب نائب رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية .
- انتخب في يناير/كانون الثاني 2001، أمينًا عامًّا مساعدًا لحزب اتحاد القوى الشعبية.
- ساهم في إنشاء مجلس تنسيق أحزاب المعارضة اليمنية، ثم إنشاء اللقاء المشترك بعد ذلك([4]).
- عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان.
- عضو مؤسس للمؤتمر القومي– الإسلامي، وانتخب منسقًا عامًّا له من 1997 حتى 2001.
- شارك في عضوية اللجنة الوطنية لليونسكو ما بين 1971، و 1976.
- عضو الأمانة العامة لمؤتمر القوى الشعبية العربية.
- عضو الأمانة العامة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان([5]).
- الأمان، الإيمان، العدالة.
- الشعارات والبرامج بدون منفذين أكفاء وشرفاء، تصبح سخرية بعقل الأمة، ومزايدة مكشوفة.
- الضابط والجندي هما شرف الوطن، وتضحيتهما رمز؛ فلنعمل من أجل تطويرهما.
- عائدات البترول لرخاء الشعب، وليس للعبث.
- التعددية السياسية أداة للتداول السلمي للسلطة.
- رعاية العائدين من المهجر واجب وطني وأخلاقي.
- لا ضريبة إلابقانون؛ التبرع القسري يعد تجاوزًا للقانون.
- المواطنون جميعًا متساوون في الحقوق والواجبات.
- الوقاية من المرض، وتوفير الدواء، والعناية بالطفل، والأم، والمسن، والمريض؛ حق لكل مواطن.
- التأمين الصحي لمحدودي الدخل ضرورة ملحة.
- النساء شقائق الرجال لهن ما عليهم، وعليهن ما عليهم.
- لا تنمية بدون علم وتخطيط.
- لا تنمية ولاتطور بدون إدارة كفؤة.
- العقل السليم في الجسم السليم.
اغتياله
بعد العام 2011، ودخول اليمن في المرحلة الانتقالية على إثر ثورة 11 فبراير/ شباط، استمر النشاط السياسي للدكتور محمد عبدالملك المتوكل في سياق تأييد الثورة والتغيير في البلاد، ونشر عشرات المقالات في الصحف اليمنية، إضافة لتصريحاته الصحفية، وجميعها تضمنت رؤى ومواقف معتدلة باتجاه تحقيق التغيير وإخراج اليمن من الأزمة السياسية بانتقال سياسي سلمي. في 1 نوفمبر/ تشرين ثاني 2011، تعرض لحادث صدم بدراجة نارية وسط العاصمة صنعاء، ونقل على إثرها للعلاج في الأردن. ولدى عودته من الرحلة العلاجية، استأنف نشاطه السياسي داعمًا للانتقال السلمي للسلطة، كما نشط ضمن لجنة ضمت مجموعة من أبرز سياسيي ومثقفي البلاد بهدف التقريب بين الفرقاء السياسيين. وفي عصر يوم الأحد، الموافق 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، تم اغتياله في شارع العدل وسط العاصمة صنعاء([6]).
«يشكل اغتيال الشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل خسارة كبرى على الوطن في مختلف أحواله، وشكل خسارة أكبر في ظل ما تعيشه اليمن اليوم، وهو الذي امتاز بمقارباته التوفيقية التي لا تكل ولا تمل، وآرائه المتزنة التي لا تخشى اتزانها واعتدالها، وقد تسيد التطرف على المشهد، ومواقفه الحكيمة التي يعوزها المجتمع حين تعزّ الحكمة، وتصبح عملة نادرة.
يعد الشهيد الراحل الدكتور محمد عبدالملك المتوكل من الشخصيات المخضرمة؛ فقد واكب الرجل معظم مراحل الحركة الوطنية، وكان في جلها– إن لم يكن في كلها- لاعبًا محترفًا، ورقمًا صعبًا حاضرًا بقوة يشهد له خصومه قبل أترابه»([7]).
«قبل اغتيال الشهيد العزيز بـ7 ساعات تقريبًا، كنا مع عدد من الزملاء في لجنة التقريب بين المكونات السياسية، وهو في قلبها، نناقش المستجدات على الساحة، وكان آخر ما كتبه يتضمن الفكرة الآتية: واجبنا هو العمل على تكوين الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، والبحث خارج هذا الموضوع سيجعلنا نتوه ونبتعد عن جوهر المهمة.
وأعتقد أن أعظم تكريم وتقدير لشهيدنا وبقية شهداء الوطن، ينبغي أن يكون في الالتفات إلى هذه الأطروحة الوطنية الكفيلة بالانتقال بالبلاد من حالات الصراع إلى حالة الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية»([8]).
«اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل يعبر عن المدى الذي وصل إليه اليمن من الانهيار الشامل. الدكتور المتوكل إنسان أديب مثقف ومناضل وعضو في حركة الأحرار والاتحاد اليمني، ومن مؤسسي اتحاد القوى الشعبية، أكاديمي، داعية حقوق. كان من أهم تلاميذ داعية الحرية الأستاذ أحمد محمد نعمان، وكان من الشخصيات الليبرالية والديمقراطية، الذي دعا مبكرًا لحرية الرأي والتعبير، والحق في التعددية السياسية والحزبية والفكرية، وكان من دعاة الوحدة...، وهو شخصية سياسية مخضرمة تحظى باحترام كل القوى السياسية بدون استثناء»([9]).
«نبأ اغتيال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل يوم الأحد الماضي، كان صادمًا ومفجعًا لي على المستوى الشخصي، ولكل يمني يحلم بأن مشروع الدولة المدنية التي نادى بها، وعمل من أجلها، ودفع حياته ثمنًا لها، سيرى النور. وأراد قاتلوه أن ينال محمد ما يستحقه من عقاب؛ جزاء اعتداله، ودفاعه عن الحق أيًّا كان مستحقه، وتنديده بالظلم أيًّا كان متلقيه، وإصراره على أن بناء الدولة يسبق كل حديث.
وكان الرئيس السابق علي عبد الله صالح دائمًا ما يمازحه عند اعتراضه على آرائه، ويقول له ساخرًا - حسبما كان يقول لي: إن ما تلقاه في طفولته من أفكار حول الحرية والعدالة والمساواة على يد الأستاذ أحمد محمد النعمان بمدينة حجة في بداية الأربعينيات من القرن الماضي ما زال عالقًا في ذاكرته ومعششًا في دماغه»([10]).
«ظنوا أنهم سيدفنون محمدًا برصاص غادر؛ فلا يسمع له صوت بعد الآن، ولكن صوت فكر محمد كان أقوى من صوت رصاصهم؛ فلا فكره جف، ولا رسالته انتهت، ولا صوته اختفى، وسيظل ينادي من وراء الأفق:
وللحرية([11]) الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرجةٍ يدقُّ
لقد أصابوا جسدًا طاهرًا، فتخلى عنه، وثوبًا باليًا فخلعه، ولكنه بدلًا عن ذلك لبس روحًا لا تفنى، وفكرًا لا يخمد، وصوتًا لا يغيب»([12]).
1- نشأة الصحافة اليمنية وتطورها (أطروحة الدكتوراه)، طبع في القاهرة سنة 1983.
2- مدخل إلى الإعلام والرأي العام([13])، طبع في القاهرة سنة 1985.
3- التنمية السياسية، ط ([14]).
4- الحريات العامة([15])وحقوق الإنسان. ط.
5- كتاب حول الانتخابات، طبع سنة 1993.
6- حرية التعبير في التشريعات اليمنية، مجلة الخليج، بحث.
7- دور الإعلام في التنمية، مجلة دراسات وبحوث.
8- موقف اليمن الشعبي والنخبوي والرسمي من أزمة الخليج، ط.
9- النظام السياسي العربي والديمقراطية، ط.
10- اليمن وحرب الخليج الثانية([16])، ط.
كما أن له العديد من البحوث والدراسات العلمية التي نشرت في مختلف الصحف والمجلات اليمنية والعربية، بالإضافة للعديد من البحوث والدراسات التي لم تنشر بعد.
1- البيان التعريفي للدكتور محمد عبدالملك المتوكل كمرشح مستقل لعضوية مجلس النواب فيا لدائرة (15)، عام 93.
2- معلومات من عائلته.
3- ضمير السياسة؛ نظرة في حياة داعية الدولة والمدنية وشهيدهما الدكتور محمد عبدالملك المتوكل (كتاب الأربعينية).
4- أعلام المؤلفين الزيدية، عبدالسلام الوجيه، مؤسسة الإمام زيد بن علي، ط1، 1420هـ/ 1999م.
5- معجم البلدان والقبائل اليمنية، إبراهيم المقحفي، الجيل الجديد ناشرون، ط5، 1432هـ/2011م.
6- موسوعة الألقاب اليمنية، إبراهيم المقحفي، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 1431هـ/ 2010م.
7- موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه ،د.عبدالولي الشميري، مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، ط1، 1439هـ/ 2018م.
الهوامش
([1])هجر العلم ومعاقله في اليمن، دار الفكر المعاصر، بيروت – لبنان، دار الفكر، سورية –دمشق، ط1، 1416هـ/ 1995م: 2/ 1107-1108.
([2])موسوعة الألقاب اليمنية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 1431هـ/2010م، حرف الميم/ 48؛ ومعجم البلدان والقبائل اليمنية، نفس المؤلف: 3/ 1757.
([3])البيان التعريفي للفقيد الدكتور محمد عبدالملك كمرشح مستقل لعضوية مجلس النواب في الدائرة (15)، عام 93، ومعلومات إضافية من عائلته؛ أعلام المؤلفين الزيدية، لعبدالسلام الوجيه، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، ط1، 1420هـ/ 1990م، ص938؛ وموسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، د. عبدالولي الشميري، مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، ط1، 1439هـ/2018م، المجلد 13، ص 402-404.
([4])البيان التعريفي للدكتور محمد عبدالملك المتوكل كمرشح مستقل لعضوية مجلس النواب في الدائرة (15)، مصدر سبق ذكره.
([5])المصدر السابق؛ و"ضمير السياسة؛ نظرة في حياة داعية «الدولة»، و«المدنية» الدكتور محمد عبدالملك المتوكل" (كتاب الأربعينية).
([6])البيان التعريفي؛ وموسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، د. عبدالولي الشميري، مؤسسةالإبداع للثقافة والآداب والفنون، ط1، 1439هـ/2018م، المجلد 13، ص402.
([7])ضمير السياسة؛ نظرة في حياة داعية «الدولة»، و«المدنية» الدكتور محمد عبدالملك المتوكل (كتاب الأربعينية)،ص9.
([8])المصدر السابق، ص11.
([9])المصدر السابق، ص11.
([10])المصدر السابق، ص15.
([11])وردت خطأً في المطبوعة (وللحيات)، والصواب ما أثبتناه.
([12])المصدر السابق، ص17.
([13])ورد اسم المؤلف في أعلام المؤلفين الزيدية، للأستاذ عبد السلام الوجيه، ص 938: «مدخل في الإعلام والرأي العام».
([14])ذكر الأستاذ عبدالسلام الوجيه في أعلام المؤلفين الزيدية، ص 938 أنه يدرس في الجامعة، ولم يطبع. ولذا تم الاعتماد على ما ورد في موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، للدكتور عبدالولي الشميري؛ لأنهأ حدث في تاريخ نشره.
([15])ورد في أعلام المؤلفين الزيدية، ص 938 «الحريات الأساسية».
([16])انظر:أعلام المؤلفين الزيدية، عبدالسلام الوجيه، ص938؛ وموسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، د.عبدالولي الشميري،مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، ط1، 1439هـ /2018م، المجلد 13، ص402.