7/ 11/ 1350هـ - 7/ 12/ 1429هـ
15/ 3/ 1932م - 5/ 12/ 2008م
محمد أنعم غالب وزير، أكاديمي، شاعر سياسي.
ولد في قرية "بهمة" في عزلة بني حماد من بلاد الحجرية، وتوفي بصنعاء. وهو مؤلف، وزير، اقتصادي. درس في كتّاب قريته، ثم رحل إلى مدينة عدن، والتحق بمدرسة بازرعة، فحصل على الشهادتين الابتدائية والمتوسطة، ثم درس جزءًا من المرحلة الثانوية في عدن، ثم رحل إلى مصر ضمن البعثة التعليمية سنة 1369هـ/ 1950م، فأكمل دراسته الثانوية في مدينة حلوان، ثم التحق بجامعة القاهرة، فحصل منها على شهادة ليسانس حقوق سنة 1376هـ/ 1957م، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتحق بجامعة تكساس، فحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد سنة 1380هــ/ 1960م.
عمل نائبًا لعميد كلية بلقيس في مدينة عدن سنة 1382هـ/ 1962م، ثم عين وزيرًا للتربية والتعليم سنة 1383هـ/ 1963م، ورئيس المجلس الأعلى للتخطيط، ثم عين وزيرًا للاقتصاد سنة 1389هـ/ 1969م، ثم وزيرًا للاقتصاد مرة ثانية في نفس العام، ثم عين وزيرًا للدولة ورئيسًا للمكتب الفني سنة 1391هـ/ 1971م، ثم مستشارًا للجهاز المركزي للتخطيط، ثم عين وزيرًا للإعلام والتعليم العالي سنة 1394هـ/ 1974م، ثم عين عميدًا للمعهد القومي للإدارة العامة، ثم عين سفيرًا لليمن في جمهورية كوريا الجنوبية سنة 1410هـ/ 1990هـ، ثم عين عميدًا للمعهد الوطني للعلوم الإدارية مرة ثانية، ثم عين عضوًا في المجلس الاستشاري سنة 1418هـ/ 1997م، ثم مستشارًا لوزير التعليم العالي سنة 1422هـ/ 2001م، حتى وفاته.
عمل محررًا في صحيفة "صوت اليمن" خلال فترة صدورها في القاهرة، ومحررًا في صحيفة اليمامة في الرياض، وعمل أمينًا ماليًّا لاتحاد الخريجين في عدن، وعضوًا مؤسسًا للمجلس التنفيذي لاتحاد الحقوقيين في عدن، وعضو اللجنة التأسيسية لجامعة صنعاء، وكان أستاذًا محاضرًا في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء، ونائب رئيس اللجنة الدستورية المشتركة المكلفة بإعداد دستور الوحدة ومقرر اللجنة، وكان عضوًا مؤسسًا، كما كان عضو مجلس الأمناء بمركز الدراسات والبحوث اليمني، وعضوًا مؤسسًا للهيئة القيادية (الأمانة العامة) لمدراس صنعاء الأهلية، وعضوًا مؤسسًا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وعضو اتحاد الاقتصاديين العرب، وعضوًا مؤسسًا، ورئيس المجلس التنفيذي لجمعية الاقتصاديين اليمنيين، كما كان عضو مجلس الأمناء بالمعهد اليمني لتنمية الديمقراطية، وعضو مجلس إدارة الصندوق الاجتماعي للتنمية، وعضو مجلس الأمناء بجامعة الملكة أروى للعلوم الأكاديمية.
حصل على العديد من الشهادات التقديرية، وتم تكريمه من قبل عدد من المؤسسات والمراكز والهيئات الثقافية والبحثية، متزوج من الأستاذة عفاف بنت عبدالله القصيمي[1].
يقول الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح في كتابة "من البيت إلى القصيدة؛ دراسة في الشعر اليمني الجديد" (دار الآداب، 1983): "إن أنعم بدأ رحلته الجديدة مع الشعر في مطلع الخمسينيات، والقصيدة الأولى في ديوانه وعنوانها "عند الغسق" تومئ إلى التاريخ 1951، ولم يكن قد مضى على ابتداع هذا النوع من الشعر في بغداد سوى ثلاثة أعوام، وهي فترة قصيرة تؤكد قدرة الشاعر على التقاط صوت الابتكار والدخول في لحظة الريادة في وقت مبكر".
كما تكشف عن إحساس فطري لتقبل النغمة الجديدة، والمشاركة في توسيع دائرتها الموسيقية، والوصول عبر الفيافي إلى صنعاء التي لم تكن قد أجادت الاستماع إلى القصيدة المستحدثة".
في أيار/ مايو 1998 أقدمت صحيفة "البريد الأدبي" اليمنية المحلية قبل توقفها، وبإشراف ومبادرة من رئيس تحريرها عبدالودود سيف، على نشر عدد من قصائد محمد أنعم غالب غير المنشورة تحت عنوان "الساعة السابعة صباحًا"، إضافة إلى محاولة التعريف به وبدوره الريادي في تحديث القصيدة اليمنية، حيث يعد "مؤسسها" بدون منازع. حينها تساءل الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي الذي عاش لفترة طويلة في اليمن بالقول: لعل ما يثير التساؤل عن عدم معرفة الأوساط الثقافية العربية لنتاج هذا الشاعر المهم ولدوره التأسيسي في القصيدة العربية الحديثة رغم أنه بدأ تجربته في أواخر النصف الثاني من الأربعينيات، وتوفرت له كل أسباب الانتشار؛ فهو شخصية سياسية بارزة تقلدت عدة مناصب وزارية ودبلوماسية (في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات). فما سبب عزوفه عن الشهرة الشعرية؟ بل ما سبب تجاهل النقاد لدوره الريادي؟ أتراه وضع الشعر جانبا لكثرة انشغالاته الوظيفية؟ فجعل من الشعر هواية لا يسعى من ورائها سوى بث مكنونات ذاته في ساعات الوحشة؟ أم أنه يشعر بعدم الرضا على ما قدم، وهو إحساس يخامر جميع الشعراء وبنسب متفاوتة؟ علمًا أن ما قدمه يكفي لجعل اسمه مكتوبًا على "يافطة" كبيرة تتصدر حركة الحداثة الشعرية العربية من خلال نصوصه المنشورة في البريد الأدبي، التي يرجع أقدمها إلى عام 1952.
ويؤكد الناقد اليمني عبدالودود سيف: "قليلون الذين قرؤوا محمد أنعم غالب، وأقل منهم الذين عرفوا دوره في الشعر اليمني المعاصر عامة، وفي تطويره وتحديثه بوجه خاص". ويضيف: "يبدو أن هناك أسبابًا عديدة كرست قطيعتنا بـ"أنعم" حالت أن يظل خارج دائرة الضوء؛ بحيث لم نحسن فهمه، ولم نقوَ على فهم دوره، وأفضت إلى قلة عدد قرائه، وفي مقدمة هذه الأسباب تواضع أنعم المفرط"[2].
من شعره بعنوان "الغريب":
كان اسمه علي
قابلته، في الشاطئ البعيد
عرفته من سحنته
ومضغة التمباك تحت شفته
وكنت في بداية الرحيل
فرحان أني خلفت من ورائي اليمن
لأشهد الحياة، في العوالم الفساح
تموج بالزحام والصراع
قابلته، في الشاطئ البعيد
منذ عشرةٍ من السّنين
في مرفأ يمتد ميل
أحواضه تكتظ بالسفين
حدثني، ولم أكن أعي أكثر ما يقول
ولم أكن أعرف سر حزنه
وهو الذي قد طوّف الأقطار.
من مؤلفاته:
مصادر:
هوامش:
[1] موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، د.عبدالولي الشميري، الجزء الثاني عشر، ص546-548.
[2] الشاعر اليمني محمد أنعم غالب؛ الريادي المجهول، فتحي أبو النصر، نشر في المدن؛ صحيفة إلكترونية مستقلة، انظر الرابط: https://www.almodon.com.
[3] رجال في ذاكرة التاريخ، نجيب يابلي، نشر في موقع صحيفة الأيام برابط: https://www.alayyam.info/news.
[4] المصدر السابق، بنفس الرابط.