حمض الليمون أو حمض الستريك، هو حمض عضوي ضعيف يوجد في الموالح، ويعتبر مادة حافظة طبيعة، يتمتع ملح الليمون بنكهة حمضية ويستخدم على نطاق واسع في الطهي، والتنظيف واستخدامات منزلية عديدة، من ضمنها تعزيز النكهة الحمضية للأطعمة بمختلف أصنافها.
في اليمن يلجأ بعض المواطنين لاستخدام ملح الليمون في بعض الأطعمة ذات الخصوصية اليمنية كراون عبد الدائم، من محافظة تعز تقول لـ"خيوط": "امزج ملح الليمون مع الحلبة في حال عدم وجود الليمون الحامض أو الحمر (التمر الهندي)، إضافة إلى الفلفل العدني ( الفلفل الأحمر) إذا لم يتوفر الخل في المنزل".
وتضيف قائلة: "عادة ما نستخدمه في معظم المأكولات الشعبية، مثل: البطاط بالحمر في حال قلَّت كمية الحمر، وكذلك اللانجوس من أجل الطعم المرغوب مع السكر والصبغة الحمراء، إلى جانب إضافته إلى شيرة (سكر وماء مغلي مضاف له عصير الليمون) في حال لم يتوفر الليمون".
من جانبها، تؤكد أم عبدالرحمن محمد، ربة بيت من تعز، أن بناتها يستخدمن نصف ملعقة من ملح الليمون في طهي (الأندومي)، لإضفاء نكهة حامضة، وتضيف أم عبدالرحمن في حديث لـ"خيوط": "لملح الليمون استخدامات واسعة في بيتنا غير ما ذكرت، إذ يضاف في مختلف (الصوصات) والمقبّلات، بمعنى أنه مكوّن أساسي يستخدم بشكل متكرر ودائم".
استخدامات متعددة
في سياق متصل، تشير ألين العبد، ربة بيت من محافظة عدن، في حديث لـ"خيوط"، إلى احتواء كثير من الأطباق العدنية على البهارات الحارة والحموضة التي تميز السفرة العدنية عن غيرها من السفر، إذ يدخل الحمر (التمر الهندي) والليمون والفلفل الحار في أطباق عديدة، تذكر من بينها المرَق (الشوربة)؛ وهو عبارة عن ماء وحمر هندي وليمون يستعاض عن هذا الأخير بملح الليمون، حيث يخلط بشكل جيد ويترك على النار حتى يجهز تمامًا.
الجدير بالذكر أنّ ملح الليمون يستخدم أيضًا في تتبيل اللحوم والدواجن والأسماك، حيث يساعد في تحسين طعمها وإضافة نكهة فريدة، إلى جانب إضافته في السلطات والمشروبات الباردة للحصول على نكهة منعشة وحادة.
إلى ذلك، يستخدم ملح الليمون في مجالات مختلفة، على رأسها تحضير المنظفات في معامل التصنيع، أو حتى استخدامه بشكله الخام من قبل ربات البيوت لتنظيف الأرضيات والأواني والأسطح عن طريق مزجه بالماء وقليل من سائل تنظيف الأواني، كما أنّه فعّال في إزالة الروائح العالقة في المطابخ أو الحمامات، أو حتى الثلاجة، حيث يتم وضع بعض قشور الليمون وملح الليمون فيها لامتصاص الروائح.
على الرغم من الاستخدامات والفوائد لملح الليمون، فإنّ هناك أضرارًا ومخاطر صحية عديدة في حال تم استخدامه بشكل دائم وغير معتدل، حيث يختلف ملح الليمون المصنع عن ملح الليمون الطبيعي الموجود في الفاكهة؛ فملح الليمون المستخلص من الفاكهة آمن عند استخدامه بتوازن، بينما ينصح بعدم الإفراط في استخدام ملح الليمون المصنَّع؛ لأنه غير آمن وقد يتسبّب بمخاطر كثيرة.
مخاطر محتملة
لا تقتصر فوائد ملح الليمون على الاستخدامات الملموسة له، بل له فوائد كثيرة، تذكر بعضًا منها خبيرة التغذية، الدكتورة عبير المنيف، قائلة في حديث لـ"خيوط": "يعزز ملح الليمون عملية التمثيل الغذائي، إلى جانب المساعدة الكيميائية المسؤولة عن تحويل الغذاء إلى طاقة، إضافة إلى أنه مضاد للأكسدة، ويقلل من حصوات الكلى".
وتتابع المنيف: "كما أنّ ملح الليمون مكون أساسي في المواد الحافظة للأغذية والمشروبات الغازية، والأطعمة المعلبة، ويدخل في صناعة بعض المنتجات الغذائية ومستحضرات العناية بالبشرة".
وعلى الرغم من الاستخدامات والفوائد لملح الليمون، فإنّ هناك أضرارًا ومخاطر صحية عديدة في حال تم استخدامه بشكل دائم وغير معتدل، حيث يختلف ملح الليمون المصنَّع عن ملح الليمون الطبيعي الموجود في الفاكهة؛ فملح الليمون المستخلص من الفاكهة آمنٌ عند استخدامه بتوازن، بينما ينصح بعدم الإفراط في استخدام ملح الليمون المصنَّع؛ لأنّه غير آمن وقد يتسبب بمخاطر كثيرة.
هذا ويتم صناعة ملح الليمون بطريقتين رئيستين، هي: طريقة الاستخلاص من النباتات الحمضية التي تتركز بشكل أساسي في الليمون، حيث يتم تحويلها إلى ملح، وطريقة التخمير وتعتمد على هذه الطريقة الكثيرُ من المصانع، التي تقوم بصناعته على المستوى العالمي.
آثار سلبية
توجد العديد من الآثار الصحية السلبية التي قد يُعاني منها بعض الأشخاص الذين يفرطون في استخدام ملح الليمون، أبرزها بحسب المنيف: "ضعف العظام الذي يؤدّي إلى الهشاشة وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب أنه يؤثر على الأم الحامل وجنينها، وقد يسبّب ضعف الأسنان وتلفها واصفرار لونها".
أخصائي الجهاز الهضمي بمستشفى البدر في محافظة إب، جميل خالد ميلاد، يؤكّد خطورة ملح الليمون على الجهاز الهضمي، إذ قد يتسبّب بحدوث جروح وتقرحات في الجهاز الهضمي، وفي المعدة على وجه التحديد؛ نتيجة لارتفاع حموضة المعدة، وقد يصاحب هذه القروح غثيان وقيء وإسهال.
ويؤكّد ميلاد في حديث لـ"خيوط"، أنّ هناك العديد من الحالات التي تَصِل إلى المستشفى تعاني من مشاكل هضمية؛ بسبب الإفراط في استخدام ملح الليمون أو الحمضيات بشكل عام.
يُضيف ميلاد أنّ الحموضة لها آثار سلبية على المعدة، خاصة عندما يكون لدى المريض التهابات أو تقرحات، مما يُجبر المريض على اتباع نظام غذائي صارم خالٍ من الحموضة.
يشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ حوالي (1.28) مليار شخص بالغ في الفئة العمرية (30-79) سنة حول العالم، يُعانون من ارتفاع ضغط الدم، ويعيش معظمهم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ( https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/hypertension/)