سيطرت مشاورات تمديد الهدنة على أهم أحداث شهر يوليو/ تموز في اليمن، وسط تحركات وجهود أممية ودولية للضغط على جميع الأطراف للقَبول بتمديد الهدنة بدون اشتراطات مسبقة، إضافة إلى أحداث متنوعة على كافة المستويات.
وكثَّفَ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ اتصالاته مع الأطراف؛ دعمًا لتنفيذ جميع بنود الهدنة، واستكشافًا لفرص توسيع نطاقها وتمديد أجَلِها إلى ما بعد 2 آب/ أغسطس.
وترى الأمم المتحدة أنّ تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها ستزيد من الفوائد التي تعود على الشعب اليمني، كما ستوفر منصة لبناء مزيد من الثقة بين الأطراف، والبدء في نقاشات جادّة حول الأولويات الاقتصادية، مثل: الإيرادات والرواتب، والأولويات الأمنية بما فيها وقف إطلاق النار. والهدف في نهاية المطاف هو المضيّ قُدُمًا نحو تسوية سياسية تُنهي النزاع بشكل شامل.
ويلاحظ صمود الهدنة إلى حدٍّ كبير لقرابة الأربعة أشهر الماضية، مما تمثّل واحدة من أطول فترات الهدوء النسبي في اليمن بعد أكثر من سبع سنوات من النزاع المستمر، حيث انخفض خلالها العدد الإجمالي للضحايا بين المدنيين مقارنة بأعدادهم قبل الهدنة. مع ذلك، أثار كلا الطرفين مخاوف بشأن الانتهاكات والحوادث المزعومة في عدة جبهات.
خلال المفاوضات التي جرت في العاصمة الأردنية عمّان مطلع شهر يوليو/ تموز، قدّمت الأطراف مقترحات لفتح طرق في تعز ومحافظات أخرى، وتضمّن اقتراحٌ قدّمته الأمم المتحدة ثلاثة طرق قدّمها أنصار الله (الحوثيين)، وطريقًا دعا إليه المجتمع المدني. قبلت الحكومة اليمنية هذا الاقتراح، لكن تم رفضه من قبل "الحوثيين".
اتفق الأطراف على رحلتين تجاريتين أسبوعيًّا بين صنعاء وعمّان والقاهرة، بإجمالي 32 رحلة خلال فترة الأربعة أشهر. تم تشغيل 20 رحلة ذهابًا وإيابًا حتى الآن بين صنعاء وعمّان، ورحلة واحدة ذهابًا وإيابًا بين صنعاء والقاهرة، أقلّت جميعها ما يزيد على 8000 مسافر. ويعمل مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن على دراسة خيارات ربط مطار صنعاء بمزيد من الوجهات ضمن تمديد الهدنة إلى ما بعد 2 أغسطس/ آب.
كما نصّت الهدنة على دخول 36 سفينة وقود إلى الحُديدة خلال فترة الأربعة أشهر. إلى الآن، في الفترة بين 2 أبريل/ نيسان و30 يوليو/ تموز، دخلت 26 سفينة وقود ميناءَ الحُديدة تحمل 720,270 طنًّا متريًّا من مشتقات الوقود. ويؤكّد مكتب المبعوث الأممي أنّ المزيد من سفن الوقود قيد الإجراءات. حيث خلال عام 2021 بأكمله، دخلت 23 سفينة وقود تحمل أقل من 470,000 طن متري ميناءَ الحُديدة.
ويعتقد المبعوث الأممي إلى اليمن أنّ تجديد الهدنة سيؤدي إلى دخول منتظم لسفن المشتقات النفطية في الوقت المناسب، إضافة إلى تطلع الشعب اليمني والمجتمع الدولي لتنفيذ الهدنة وتجديدها وتعزيزها بشكل كامل.
ويأمل كثيرون في نجاح الجهود المبذولة من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن وأطراف أخرى في تمديد الهدنة التي تنتهي في 2 أغسطس/ آب 2022، نظرًا للأمل الذي أعادت إحياءه في نفوس اليمنيين، بعد أن خلَّف النزاع ندوبًا مسّت كل جانب من جوانب الحياة، يمكن تمييزها في الأسواق والطرق والمدارس والمحاكم والمشافي والبيوت، وأزمة تطال نحو 21 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة.
وشهد شهر يوليو/ تموز، أحداثًا أخرى شهدت فيه اليمن منخفضَين جويّين وأمطارًا غزيرة تسبّبت بفيضانات وسيول وأضرار في الأرواح والممتلكات، كما رصدت "خيوط"، زيادة في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية خلال هذا الشهر بنسبة تزيد على 20%.
مسارات الهدنة وأحداث أخرى
- 3 يوليو/ تموز، أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن عن مقترح معدّل حول فتح الطرق على مراحل، بعد جولات أوليّة من المفاوضات في العاصمة الأردنية عمّان ونقاشات ثنائية لاحقة. بحسب المقترح، تشمل المرحلة الأولى أربعة طرق في تعز، تضمّ طريقًا اقترحه المجتمع المدني، والذي سيساعد في التخفيف من معاناة المدنيين ويجب فتحه على الفور، في حين تضمّ المرحلة الثانية التزامًا من الأطراف بفتح طرق رئيسية في تعز ومحافظات أخرى، بما فيها مأرب، البيضاء، والجوف، والحُديدة، والضالع.
- 5 يوليو/ تموز، أعلن ما يسمى بضباط الارتباط الممثلين للأطراف في لجنة التنسيق العسكري، موافقتهم على تثبيت الهدنة الحالية في اليمن من خلال تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه، وتجميد الأنشطة العسكرية في الميدان.
- في 8 يوليو/ تموز، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن قرار أحادي بفتح طريق "الستين – الخمسين"، لمدينة تعز، كما أعلنت أطراف محسوبة على الحكومة المعترف بها دوليًّا عن قرارات مماثلة بفتح طريق "المخا- البرح- تعز"، وطريق "الضالع- قعطبة- الفاخر- دمت".
- 11 يوليو/ تموز، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لمناقشة الأوضاع في اليمن، ومستجدات الهدنة ومدى الالتزام بتنفيذها.
- 13 يوليو/ تموز، جدّد مجلس الأمن الدولي تفويض بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة (أنمها) لمدة عام واحد حتى 14 يوليو/ تموز 2023.
- 14 يوليو/ تموز، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بأول زيارة له إلى المنطقة، والتي شملت في هذا التاريخ المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفًا في الحرب الدائرة في اليمن، وكان هذا الملف ضمن جدول أعمال هذه الزيارة التي جاءت في وقت حرِج للغاية تعيشه المنطقة والعالم وانشغال الجهود في اليمن بعملية تمديد الهدنة.
- 20 يوليو/ تموز، أكّد المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أنه يكثف اتصالاته مع الأطراف لدعم تنفيذ جميع بنود الهدنة، واستكشاف الفرص لتوسيع نطاقها وتمديها لما بعد الثاني من أغسطس/ آب، مشيرًا إلى ما يتم بذله من جهود للتوصل إلى اتفاق لفتح طرق رئيسية في تعز، ودراسة خيارات ربط مطار صنعاء بمزيد من الوجهات ضمن تمديد الهدنة.
- 21 يوليو/ تموز، تداولت وسائل إعلامية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارًا تشير إلى حدوث تسرب نفطي كبير في ميناء عدن، بقطر 14 كيلومترًا (7 أميال بحرية)، مصدره إحدى السفن، تسبب في نُفوق أطنانٍ من الأسماك في شواطئ عدن، خلال الفترة الماضية.
- 23 يوليو/ تموز، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) تقريرًا يحذّر من فيضانات واسعة النطاق ستشهدها اليمن في الفترة من 19 إلى 31 يوليو/ تموز، بسبب احتمالية عالية لظواهر هطول الأمطار الشديدة.
- 24 يوليو/ تموز، أكّدت مصادر عديدة أنّ الهجوم الذي أصاب حي زيد الموشكي السكني في تعز، واتهمت السلطات التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا جماعة أنصار الله (الحوثيين) بتنفيذه- أدّى إلى إصابة 11 طفلًا وطفلة، أغلبهم دون سن العاشرة.
- 28 يوليو/ تموز، أعلنت الحكومة المعترف بها دوليًّا عن إجراء تعديل وزاري في طاقمها شمل تعيين وزراء جدد لنحو 4 وزارات.
- 28 يوليو/ تموز، أعلنت الأمم المتحدة عن إحصائية ترصد تضرر ما يقرب من 86,000 شخص في اليمن، بما في ذلك أكثر من 10,000 أسرة في مأرب، نازحة بسبب الحرب، وذلك نتيجًة للأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة التي ضربت عدة مناطق في البلاد.
- 31 يوليو/ تموز، وفد من سلطنة عُمان يصل صنعاء برفقة الفريق التفاوضي لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، وذلك للتشاور مع قيادة الجماعة حول التطورات المتعلقة بالهُدنة، والمقترحات التي قدّمها المبعوث الأممي لمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية.