في أكثر من مناسبة، ينبري القيادي في جماعة أنصار الله، محمد البخيتي، لدعوة حزب الإصلاح للحوار والمصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، واستعداد جماعته لتقديم كل الضمانات الممكنة والعادلة لبناء الثقة مع حزب الإصلاح، كما أن القيادي في ذات الجماعة، علي القحوم، لا يفوت شاردة ولا واردة إلا ويقفز لاستثمارها، سواء لدعوة حزب الإصلاح للحوار أو لإحراجه عبر تسريبات بشأن العلاقة الإيجابية بين الطرفين.
__________________________________
بين كل فينة وأخرى، تتوالى أنباء عن وجود تقارب بين حزب التجمع اليمني للإصلاح وجماعة أنصار الله (الحوثيين) عبر تسريبات غير معلنة رسميًّا وغير مؤكّدة من أيٍّ منهما. وفيما ينفي حزب الإصلاح عبر دائرته الإعلامية وجود أيّ تقارب أو حتى حوار ثنائي مع الحوثيين، تبرز مؤشرات ومواقف من قيادات وازنة، سواء في حزب الإصلاح أو في جماعة الحوثي، تتحدث عن نشوء تقارب بين الطرفين.
وبين النفي والتأكيد، ثمة مؤشرات ميدانية وعوامل سياسية وتاريخية تساهم في إحداث التقارب الثنائي بين المكونين، كما أنّ هناك عوائق سياسية داخلية وخارجية تعمل على توسيع فجوة القطيعة بين الجانبين.
وسنتطرق في هذه التناولة، إلى القواسم المشتركة بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، والاتفاقات السابقة المبرمة بينهما، والبحث عن عوامل ومتغيرات من شأنها أن تساهم في عملية التقارب الثنائي، إضافة إلى عوائق قد تحُول دون التقاء الطرفين.
كان الإخوان ينظرون إلى الخميني باعتباره أول زعيم ديني منذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924، وكان أول وفد هبط مطار العاصمة طهران للتهنئة بعد الثورة بأيام، هو وفد الجماعات الإسلامية برئاسة (أبو الأعلى المودودي).
خلفية تاريخية
تعتبر "أنصار الله" جماعة دينية "شيعية" موالية لإيران، والإصلاح هو حزب سياسي "سني" لكنه يمثّل امتدادًا فكريًّا لجماعة الإخوان المسلمين، رغم نفي علاقته بها إرضاءً للسعودية الحاضنة لقيادة الحزب، غير أنّه لا ينكر علاقته الفكرية بالجماعة. ومن هنا فإنّ جماعة الإخوان المسلمين تتقاطع مع جماعة الحوثيين في أنهما جماعتان دينيتان، وتخضع كلٌّ منهما لسلطة المرشد، وتؤمن كلٌّ منهما بالعمل السري، ولديهما بيعة تؤخذ من أتباعهما. وفيما تسعى جماعة الإخوان لاستعادة الخلافة الإسلامية، تسعى جماعة الحوثيين لتحقيق الولاية الإلهية.
كما توجد علاقات عتيقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الثورة الإيرانية، حيث كان الإخوان ينظرون إلى الخميني باعتباره أول زعيم ديني منذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924، وكان أول وفد رسمي هبط مطار العاصمة طهران لتهنئة الإمام الخميني بعد الثورة بأيام (فبراير 1979)، هو وفد الجماعة برئاسة (أبو الأعلى المودودي)، حتى إنّ المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، لا يخفي تأثره بالمفكر الإخواني سيد قطب، وقد ترجم له كتابين للغة الفارسية، وهما: "هذا الدين"، و"معالم في الطريق". ولا ينكر عدد من قيادات الإخوان أنهم كانوا متفائلين بالثورة الإيرانية قبل أن تتطرف وتعتمد منهج تصدير الثورة إلى خارج إيران.
ومن خلال تلك العلاقات القديمة، يمكن البناء عليها لإحداث تقارب بين الجماعتين مجددًا، خاصة في ظل المتغيرات الراهنة وسلوكيات النخبة العربية الحاكمة في شيطنة كل ما هو إسلامي، وتحديدًا تيار الإسلام السني (الإخوان المسلمين)، وهو ما يدفعه للتقارب مع التيار الشيعي (إيران)، كضرورة وجودية للبقاء على قيد الحياة السياسية.
لا يفوت الحوثيون شاردة ولا واردة إلا ويقفزون لاستثمارها، سواء لدعوة حزب الإصلاح للحوار أو لإحراجه عبر تسريبات بشأن العلاقة الإيجابية بين الطرفين.
عوامل التقارب الإصلاحي الحوثي
أولًا: العامل الداخلي
يعيش حزب الإصلاح حالة قطيعة غير معلنة مع جميع مكونات الشرعية، ابتداء بأحزاب المؤتمر والاشتراكي والناصري، ومرورًا بالسلفيين، وليس انتهاء بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وكل طرف يشعر بالريبة تجاه الأطراف الأخرى.
ورغم المحاولات المتكررة لرأب الصدع داخل مكونات الشرعية، فإن جميعها باءت بالفشل، وآخرها تشكيل التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية، الذي كان يرأسه رشاد العليمي قبل أن يكون رئيسًا لمجلس القيادة، وكلُّ ما أنجزه التحالف الوطني منذ تأسيسه وحتى اليوم لا يتعدّى بضعة بيانات مدائحية للتحالف العربي.
وفي الوقت الذي تتسع فيه فجوة الخلافات الداخلية بين مكونات الشرعية، أو بالأصح بين حزب الإصلاح وبقية مكونات الشرعية، تنشب تحالفات ثنائية مناوئة للإصلاح، على غرار تحالف مؤتمر طارق والمجلس الانتقالي الجنوبي وبعض المكونات السلفية ضد حزب الإصلاح، كما تقام اتفاقات مشتركة بين الحزب الاشتراكي والحزب الناصري في وجه حزب الإصلاح الذي بات متهَمًا من جميع المكونات بالاستحواذ على قرار الشرعية، إضافة إلى اتهامه بفرض سلطة ذاتية له في مدينتَي مأرب وتعز، في ظل انكماش كبير لحضوره في بقية المحافظات، وخاصة المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لم يُخفِ مساعيه المعلَنة لاجتثاث حزب الإصلاح من الجنوب، تحت لافتة "مكافحة الإرهاب"؛ بحسب بيانات معلنة للانتقالي.
وإذا كان من المستحيل نجاح الانتقالي أو غيره في اجتثاث حزب عقائدي بحجم الإصلاح من المحافظات الجنوبية، فإنه من غير المستبعد أن ينجح الانتقالي في تقليص مساحة حزب الإصلاح وتحجيم حضوره وقمع كوادره، وهو ما حدث فعلًا، بل وصل الأمر إلى اغتيال العشرات من قيادات وكوادر الحزب.
وبالنسبة لعلاقة حزب الإصلاح بحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح أحمد وطارق صالح)، فهي ليست بأحسن حال من علاقة الإصلاح بالانتقالي، وإن كانت في طور الحرب الباردة والعداء الخامل، الذي سرعان ما ينشط ويثور كلما مرت ذكرى مناسبة ثورة 11 فبراير أو ذكرى استهداف جامع النهدين.
يضاف إلى ذلك التنافس الشديد بين الإصلاح والمؤتمر حول السيطرة على محافظة تعز، حيث يسيطر طارق صالح على المديريات الساحلية لتعز، التي لا تتجاوز أربع مديريات، من أصل 23 مديرية، وهي: المخا، وذوباب، وموزع، والوازعية، وهذه لا تتناسب وطموحات زعيم حزب سياسي فضلًا عن عضو مجلس رئاسة. ومن هنا يدرك الإصلاح صعوبة الاتفاق مع مؤتمر طارق أو مؤتمر أحمد علي، إن لم يكن شبه مستحيل في ظلّ التدخل الإماراتي المتحكم في قرار أبناء صالح.
ولولا التدخل الإماراتي فإنّ حزب الإصلاح أقرب ما يكون لحزب المؤتمر، حيث تجمعهما قواسم مشتركة عديدة وتاريخ طويل من العلاقات الاستراتيجية الوطيدة.
وفيما يتعلق بحزبَي الاشتراكي والناصري، فإنهما ينظران لحزب الإصلاح بأنه استأثر بالنصيب الأوفر من كعكة السلطة، واستفرد بحاضرة محافظة تعز، مع اعترافهما بأنّ الإصلاح قدّم الرقم الأعلى من التضحيات البشرية في جبهات القتال.
وقد صدر أكثر من بيان مشترك بين الاشتراكي والناصري ضد حزب الإصلاح. ومن المفارقات أنّ جميع المكونات السياسية المنضوية داخل الشرعية ترفض أيّ تقارب حقيقي مع حزب الإصلاح.
فيما الحوثيون ما فتِئوا يغازلون الإصلاح وينادونه للحوار.
وفي أكثر من مناسبة ينبري القيادي في جماعة أنصار الله والناطق الرسمي لما تسمى اللجنة العليا للمصالحة الوطنية، محمد البخيتي، لدعوة حزب الإصلاح للحوار والمصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، واستعداد جماعته لتقديم كل الضمانات الممكنة والعادلة لبناء الثقة مع حزب الإصلاح؛ بحسب تعبيره. كما أنّ القيادي في أنصار الله، علي القحوم (مسؤول ملف الأحزاب السياسية في الجماعة)، لا يفوت شاردة ولا واردة إلا ويقفز لاستثمارها، سواء لدعوة حزب الإصلاح للحوار أو لإحراجه عبر تسريبات بشأن العلاقة الإيجابية بين الطرفين.
ترى بعض القيادات الإصلاحية أنه من الأفضل للحزب أن يبادر بإلقاء خيوط التقارب مع الحوثيين من موقع الندية، بدلًا من موقع التبعية للمملكة.
ثانيًا: العامل الخارجي
يواجه حزب الإصلاح العِداء الإماراتي المستعصي على الحل أو حتى المهادنة المؤقتة، إذ إنّ الإمارات حملت على عاتقها محاربة الإسلاميين، وتحديدًا الإخوان المسلمين في جميع أنحاء الوطن العربي. وإضافة إلى العداء الإماراتي الواضح والمعلن، يشعر حزب الإصلاح بخذلان سعودي كبير إلى درجة أنّ السعودية على وشك التضحية بعلاقتها مع حزب الإصلاح في سبيل بناء علاقتها الجديدة مع جماعة الحوثيين. وحتى لو استمر الإصلاح محافظًا على علاقته بالسعودية من طرف واحد، فقد يجد الإصلاح نفسه مجبرًا بتوجيهات سعودية على التفاوض مع الحوثيين والقبول بشروطهم المتفق عليها بين صنعاء والرياض؛ ولذلك ترى بعض القيادات الإصلاحية أنّه من الأفضل للحزب أن يبادر بإلقاء خيوط التقارب مع الحوثيين من موقع الندية بدلًا من موقع التبعية للمملكة.
يضاف إلى ذلك، دور دولة قطر التي تحتضن العديد من قيادات الإصلاح، وتحتفظ بعلاقات متميزة مع الحوثيين، ومن مصلحة قطر أن يتشكل تحالف إصلاحي حوثي لمواجهة تحالف الانتقالي المؤتمري المدعوم من دولة الإمارات (الخصم اللدود لقطر).
وكذلك قد تفعل سلطنة عمان، التي تحتضن قيادات حوثية وإصلاحية "وسطية". كما أنّ للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دورًا إيجابيًّا في تقارب الموقف الإصلاحي مع موقف الحوثيين. وقد صدحت أصواتٌ إصلاحية وازنة مشيدة بموقف أنصار الله في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
أقرت المحكمة الجزائية بصنعاء، رفع الحجز عن ممتلكات العشرات من كوادر حزب الإصلاح الموجودين في صنعاء، بينهم قيادات وسطية في الحزب، وما زالت العملية مستمرة.
مؤشرات التقارب بين الإصلاح والحوثيين:
- بروز أصوات حوثية وإصلاحية تنادي بالتقارب بين الطرفين، مثل: محمد البخيتي، وعلي القحوم، وتوكل كرمان، وشوقي القاضي، ومبخوت الشريف، والحسن أبكر، وغيرهم، وإن كانت تلك الأصوات خجولة، فإنّها تعبر عن وجود حراك بدأ يتزحزح ويتخذ طور التشكل وربما الاتساع.
- في أواخر شهر يوليو، أقرّت المحكمة الجزائية بصنعاء رفع الحجز عن ممتلكات العشرات من كوادر حزب الإصلاح الموجودين في صنعاء، بينهم قيادات وسطية في الحزب، وما زالت العملية مستمرة، بحسب تأكيد المحامي عبدالباسط غازي.
- إبرام العديد من الصفقات السابقة بين قيادات ميدانية من حزب الإصلاح والحوثيين، تكللت بالنجاح، وجرى بموجبها تبادل مئات الأسرى والمعتقلين من الطرفين، في محافظات مأرب والجوف وتعز، وغيرها، دون تدخل من قيادة التحالف العربي أو المبعوث الأممي إلى اليمن.
- الاتفاق مؤخرًا على إعادة فتح عدد من الطرقات التي كانت مغلقة في محافظتَي تعز ومأرب، بجهود من لجنة راية السلام، ولولا وجود رغبة وإرادة من الإصلاحيين والحوثيين لما نجحت أية جهود في فتح الطرقات. وهذا يشير إلى وجود بعض التقارب بين الطرفين نزولًا عند مقتضيات المصالح المشتركة والمتبادلة بينهما.
رئيس إصلاح مأرب، أولُ قيادي إصلاحي يشيد بموقف جماعة أنصار الله المساند لأبناء قطاع غزة. وفي يونيو الفائت، بعث برسالة مشتركة لسلطان العرادة ومهدي المشاط، قدّم فيها مبادرة لفتح الطرقات المغلقة من وإلى مأرب.
- تحتضن صنعاء عددًا من قيادات وكوادر حزب الإصلاح، مثل: الدكتور فتحي العزب- رئيس الدائرة الإعلامية للحزب سابقًا، وأربعة برلمانيين، وهم: الدكتور منصور الزنداني، والنائب فؤاد دحابة، والنائب زياد علي صغير شامي، والنائب محمد هاشم طاهر البطاح، إضافة إلى رجال أعمال ومشايخ قبَليين محسوبين على الحزب.
- في مارس الفائت، كشف عضو المكتب السياسي للحوثيين، علي القحوم، عمّا أسماه: "حوار وطني مستمر مع الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح"، وشدّد القحوم على ضرورة العمل على تجاوز الماضي وحل كل المشكلات بالحوار السياسي وإسقاط كل الرهانات والمؤامرات الخارجية الهادفة إلى زرع الفتن وإشعالها بين اليمنيين".
وفي يونيو الماضي، قال علي القحوم إنّ حزب الإصلاح كلّف رئيس فرع الحزب بمأرب، مبخوت بن عبود الشريف، بالتواصل والحوار مع أنصار الله، ووصف القحوم ذلك بأنها "بادرة طيبة من شأنها أن تفتح الآفاق إلى المُضيّ في الحوار الداخلي البعيد من الوصاية الخارجية". وكان رئيس إصلاح مأرب مبخوت الشريف أول قيادي إصلاحي يشيد بموقف جماعة أنصار الله المساند لأبناء قطاع غزة. وفي يونيو الفائت، بعث مبخوت الشريف برسالة مشتركة لسلطان العرادة ومهدي المشاط، قدّم فيها مبادرة لفتح الطرقات المغلقة من وإلى مأرب.
وجاء الردّ سريعًا على لسان علي القحوم، بقوله: "نعتبر ما قدّمه الشيخ مبخوت عبود الشريف، رئيس فرع الإصلاح في مأرب، خطوةً للتقدم في مسارات الحوار الوطني معهم وخطوة إلى الأمام وبادرة إيجابية للتقدم والمضي قُدمًا في طيّ الماضي والقَبول بمبدأ الحوار لحل كلّ المشكلات الداخلية وتجاوزها، والتطلع للمستقبل بمسؤولية وطنية، والعمل على مواجهة التحديات والمخاطر والتوحد في الموقف لنصرة فلسطين، والحفاظ على الوحدة اليمنية ومواجهة مشاريع الاستعمار الأجنبية، وإغلاق الأبواب أمام التدخلات الخارجية".
وأضاف أنّه "مهما اختلفنا، فنحن في الأول والأخير يمنيون قبل أن يكون هناك أحزاب".
- ثمّة مؤشرات سابقة للتقارب بين الطرفين، وتحديدًا في العام 2014، حين سارع حزب الإصلاح إلى توقيع اتفاق السلم والشراكة مع أنصار الله.
وفي نهاية نوفمبر 2014، استقبل زعيم أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في مقر إقامته بصعدة، وفدًا رفيعًا من قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، وتم الاتفاق على إخلاء مقرات الإصلاح من الحوثيين وإعادة تسليم منازل وممتلكات قيادات الحزب، وبَدء صفحة جديدة بين الطرفين.
وفي أبريل/ نيسان 2015، وافق حزب الإصلاح على تأييد عاصفة الحزم بعد أسبوع من انطلاقها، مشترطًا على التحالف العربي عدم خوض الحرب ضد الحوثيين تحت شعار طائفي، وإنما تحت شعار سياسي، تحت قيادة وزارة الدفاع، باعتبارها حربًا سياسية قابلة للحلّ عبر الحوار والمصالحة.
وهذا كله يؤكّد إمكانية تحقيق التقارب الإصلاحي الحوثي مجددًا.
يرى إصلاحيون أنّ جماعة الحوثي لم تثبت حسن نواياها تجاه الإصلاح؛ في عددٍ من القضايا الخلافية؛ أبرزُها الكشفُ عن مصير عضو الهيئة العليا للإصلاح، محمد قحطان، الذي ما زال مصيره مجهولًا منذ العام 2015 وحتى اليوم.
عوائق التقارب
- ترى جماعة أنصار الله (الحوثيين) أنّ حزب الإصلاح هو العدوّ الأخطر بالنسبة لها، وكذلك يعتقد حزب الإصلاح بأن المكون الحوثي هو أخطر أعدائه.
- كما يتهم الحوثيون حزبَ الإصلاح بالمشاركة في شنّ الحروب ضدّهم، ابتداء من حروب صعدة الست التي اندلعت بشكل متقطع بين عام 2004 وحتى عام 2010، وذلك بين جماعة الحوثيين والجيش اليمني بقيادة الجنرال علي محسن الأحمر، الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع حزب الإصلاح.
- الحوثيون اقتحموا مقرّات ومنازل وممتلكات تابعة للحزب، وتسبّبوا في مقتل العديد من كوادر الحزب واعتقال بعضٍ منهم، وفرض الإقامة الجبرية على بعضهم الآخر.
- يرى إصلاحيّون أنّ جماعة الحوثي لم تثبت حسن نواياها تجاه الإصلاح، في عددٍ من القضايا الخلافية؛ أبرزها الكشفُ عن مصير عضو الهيئة العليا للإصلاح، محمد قحطان، الذي ما زال مصيره مجهولًا منذ العام 2015 وحتى اليوم.
ولهذا يرى مراقبون أنّ الاتفاقات السابقة بين حزب الإصلاح وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، مجرد خطوة اضطرارية، أو مخرج طوارئ مؤقت، أو عبارة عن استراحة محارب.
ختامًا؛ فإنّ طبيعة الواقع الميداني على الأرض والمتغيرات السياسية والمصالح المشتركة ومدى حجم الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية، هي من تُجبر أيّ طرف سياسي على اتخاذ موقفٍ ما تجاه الطرف الآخر.
ورغم الاختلافات العقائدية والمذهبية بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، فإنّ للسياسة مذهبًا آخر، فهي لا تعرف العداوة الدائمة ولا الصداقة الأبدية.