نفذت جماعة انصار الله (الحوثيين) على مدى عشرة أيام ماضية موجة اعتقالات واسعة استهدفت العديد من موظفي الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الإنسانية والمحلية في العاصمة صنعاء، بينهم نساء، في حملة انتهاكات جديدة تمارسها ضد المنظمات العاملة في الجوانب الإنسانية والحقوقية والعاملين فيها.
تقول مصادر متطابقة إن الجماعة اعتقلت قرابة 40 موظفاً وعاملا إنسانياً في صنعاء وحجة والحديدة وعمران وصعدة، ابتداء من الخميس قبل الماضي وإن العدد مرشح للتزايد مع فقدان التواصل بعاملين آخرين تواروا عن الأنظار، حسب أصدقاء ومعارف لهم.
وبحسب المعلومات المتداولة طالت الحملة التي نفذها ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" الحوثي 6 من العاملين لدى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في محافظات حجة والحديدة وصنعاء، كما استهدفت 3 موظفين لدى مكتب المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي، وأكثر من عشرين شخصاً من العاملين في منظمات محلية ومؤسسات عامة وشركات تجارية وجهات أخرى.
وقالت منظمة مواطنة لحقوق الانسان إن سلطات جماعة أنصار الله (الحوثيين) اعتقلت موظفات وموظفين عاملين في كل من: المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، والمعهد الديمقراطي الأمريكي، والصندوق الاجتماعي للتنمية، ومنظمة شركاء اليمن، والائتلاف المدني للسلام، ومؤسسة ديب روت، ومؤسسة رنين اليمن، ومؤسسة برسنت، ومنظمات دولية ومحلية أخرى، وشركات تجارية، في إطار حملة اعتقالات واسعة.
وطالبت مواطنة، في بيان صادر عنها الأحد، اطلعت عليه "خيوط،" جماعةَ أنصار الله (الحوثيين) بالإفراج الفوري وغير المشروط عن العشرات من الموظفين اليمنيين العاملين في منظمات دولية ومحلية وشركات تجارية. وقالت رضية المتوكل، رئيسة المنظمة "إن حملات جماعة أنصار الله (الحوثيين) المستمرة في احتجاز العاملات والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية وفي شركات القطاع الخاص، والتي تفتقر إلى الحد الأدنى من الإجراءات المقررة قانوناً، وللضمانات المكفولة في التشريعات اليمنية والمواثيق الدولية، تُقوِض حقوق من طالتهم بالاحتجاز، وتُشكِّل ضربة إضافية لمجال العمل الإنساني والإغاثي في اليمن، الذي يشهد انكماشاً متصاعداً غير مسبوق لبرامجه وأنشطته وعملياته المهمة لملايين السكان." وأضافت المتوكل "إن تلك الحملات لا تبث الهلع والخوف في أوساط المجتمع المدني وعائلاتهم وحسب، بل تبث الهلع والخوف أيضا في أوساط المجتمع اليمني كله، ولذلك يجب أن تتوقف دون تأخير."
ومنذ أوائل شهر يونيو/ حزيران الجاري داهمت سلطات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عددا من منازل ومكاتب موظفات وموظفين يعملون لدى عدد من المنظمات الدولية والمحلية، وقامت بمصادرة وتفتيش هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية، دون الكشف عن التهم الموجهة إليهم. وبحسب شهود عيان فإن حملات المداهمة قد تمت بشكل مباغت، في أوقات متفرقة من الليل، بعد تطويق تلك المنازل والمكاتب. والذين تم احتجازهم لم يُكشف عن مصيرهم وأماكن احتجازهم منذ لحظة الاحتجاز.
وأصدر ناشطون وكتاب وحقوقيون يمنيون، من جهتهم، بيانا استنكروا فيه هذه الاعتقالات ومصادرة هواتف المطلوبين وهواتف أفراد أسرهم، بما فيها أجهزة تخزين المعلومات الشخصية، وطالبوا الحوثيين بالإفراج الفوري عن المعتقلين وإعادة المضبوطات وكل ما تم أخذه. وجاء في بيان مذيل بأسماء قرابة ستين شخصية من الأدباء والكتاب والمثقفين والناشطين ما يلي:
"نطالب جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء بالإفراج الفوري عن الموظفين اليمنيين الذين تم اعتقالهم، ويهمنا أن نؤكد أن اعتقال الموظفين اليمنيين العاملين في المنظمات الأممية إضافة إلى أنه انتهاك لحقوق الإنسان فإنه يساعد في عزل البلاد عن العالم، ولذلك فإن اعتقال موظفين في منظمات مصرح لها بالعمل يعني أنه يضع البلاد أمام مشكلة حقوقية شهودها هم الموظفون اليمنيون الذين تم اعتقالهم من العاملين في المنظمات الأممية،" ,ودعوا "سلطة صنعاء إلى عدم استقبال عيد الأضحى المبارك بهذه الاعتقالات،" كما جاء في البيان
ومنذ أوائل شهر يونيو/ حزيران الجاري، داهمت سلطات جماعة أنصار الله (الحوثيين) عددا من منازل ومكاتب موظفات وموظفين يعملون لدى عدد من المنظمات الدولية والمحلية، وقامت بمصادرة وتفتيش هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية، دون الكشف عن التهم الموجهة إليهم. وبحسب شهود عيان فإن حملات المداهمة قد تمت بشكل مباغت، في أوقات متفرقة من الليل، بعد تطويق تلك المنازل والمكاتب. والذين تم احتجازهم لم يُكشف عن مصيرهم وأماكن احتجازهم منذ لحظة الاحتجاز، ولم يُمكنوا من الاتصال بمحامييهم أو أسرهم، ما يجعلهم ضحايا إخفاء قسري. وبين هؤلاء امرأتان، إحداهن احتُجزت مع زوجها وطفليها اللذين يبلغ أحدهما 3 سنوات، ويبلغ الآخر 9 أشهر.
قال أقارب بعض المحتجزين وزملاء لهم لـ"هيومن رايتس ووتش "إن سلطات الحوثيين لم تكشف عن أماكن الأشخاص الذين اعتقلتهم ولم تسمح لهم بالتواصل مع أصحاب عملهم أو عائلاتهم. رفضُ السلطات الكشف عن مكان المعتقلين أو مصيرهم يمكن أن يرقى إلى مستوى الإخفاء القسري بموجب القانون الدولي." وفي إحدى الحالات، احتجز الحوثيون أيضا زوج امرأة تعمل في منظمة يمنية في المجتمع المدني وطفليها البالغين من العمر ثلاث سنوات وتسعة أشهر، بحسب صديق تحدث إلى هيومن رايتس ووتش.
وقد أكدت الأمم المتحدة عبر المتحدث الرسمي لها، ستيفان دوجاريك، قيام جماعة أنصار الله (الحوثيين)، باحتجاز وإخفاء 11 من اليمنيين الموظفين لدى وكالات الأمم المتحدة في اليمن،" وأضاف: "تشعر الأمم المتحدة بقلق بالغ إزاء هذه التطورات، وتسعى بنشاط للحصول على إيضاحات من سلطات الأمر الواقع التابعة للحوثيين بشأن ظروف هذه الاعتقالات، كما تسعى لضمان الوصول الفوري إلى موظفي الأمم المتحدة هؤلاء، وتتابع الأمم المتحدة جميع القنوات المتاحة لتأمين الإفراج الآمن وغير المشروط عنهم جميعا في أسرع وقت ممكن."