هل تستطيع نجمة هوليوود، أنجلينا جولي، إعادة تذكير العالم بمأساة اليمن؟ وفي أول تعليق لها عند وصولها عدن، أكدت أن اليمن تشهد واحدة من أسوأ المآسي في العالم، وهي نفس السردية التي ظل العالم يكررها.
بعيدًا عن هدف الزيارة، تُعد جولي أهم نجمة سينمائية مرموقة زارت اليمن، وهو بلد لا يمثل أهمية كمقصد لنجوم السينما، إنه بلد مُهمل ومنسي يعاني حربًا منذ 7 سنوات. وبالتأكيد لم تكن جولي لتزورها خارج هذا السياق؛ كونها سفيرة الأمم المُتحدة للنوايا الحسنة.
لا يمكن أبدًا النظر لجولي خارج مسيرتها الفنية الكبيرة، ألمعيتها كواحدة من أكثر نجمات السينما نجاحًا في العالم. حتى في زيارتها إلى اليمن، كما في زيارات سابقة لبلدان تعاني ويلات الحروب والصراعات، يتأسس حضورها من أجل إعادة المآسي المنسية إلى أذهان العالم.
وتهدف الأمم المتحدة من تلك الزيارة، إلى تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن. وعبرت المفوضية على صفحتها الرسمية، في "تويتر"، عن أملها بأن يساعد ذلك على حشد الدعم العاجل للعمل الإنساني. وتحديدًا قبل مؤتمر سنوي رفيع المستوى في 16 مارس الجاري، سيتم الإعلان فيه عن التبرعات لليمن.
ويبدو أن الجميع يعول على زيارة جولي، فوزير الخارجية في حكومة الحوثيين في صنعاء، هشام شرف، اعتبر أن زيارتها ستسهم في لفت الأنظار إلى ما يتعرض له اليمنيون من عدوان وحصار. وهناك من يُطالب بزيارتها سجون الحوثيين أو زيارة مأرب، المدينة التي تحتضن أكبر عدد من اللاجئين في اليمن. والبعض رأى أنها زيارة تأخرت، بينما السؤال الأكثر تداولًا عما إن كانت زيارتها ستحدث فرقًا بالنسبة لليمن.
بالنسبة لما تمثله مهمتها فصوتها سيمثل شيئًا؛ نجوميتها قادرة على استقطاب اهتمام عريض حول العالم. ولم يخفِ أحدهم رغبته في انتظار مجيئها والفوز بصورة معها.
لكن ماذا يمكن لجولي أن تفعل، وعلى صفحتها في الإنستغرام، كانت أعلنت عن زيارتها اليمن، وأشارت إلى ما يعانيه اللاجئون حول العالم. فهناك 82 مليون لاجئ، يُضاف لهم مليون آخر من الأوكران بسبب تعرض بلدهم لغزو روسي. وفي تصريح لها بعد زيارة لأحد مراكز اللاجئين في عدن، قالت بأن اليمنيين يحتاجون للحماية والسلام.
ذلك أكثر ما يحتاجه اليمنيون منذ اندلاع الحرب. ومنذ تعيينها في 2001 كسفيرة نوايا حسنة للأمم المتحدة، قالت مثل هذه العبارات، وأظهرتها الصور متأثرة بما رأته من معاناة، كما أنها تبنت عدة أطفال من اللاجئين، دامغة حضورها الإنساني. وضمن مهامها زارت أفغانستان وسوريا وجنوب السودان وتشاد وبلدان أُخرى.
كان يُمكن سؤالها عن: أكثر شيء لفت انتباهها عند زيارتها اليمن، أو أنها قد رأت نفس الأشياء التي سبق أن شاهدتها في بلدان الحروب والمآسي الجماعية، أو هل سبق لها أن عرفت شيئًا عن اليمن، لا علاقة له بالحرب أو التنظيمات المُتطرفة.
بالتأكيد، تُعد زيارة أنجلينا جولي إلى اليمن حدثًا فريدًا من نوعه، بالنسبة لليمنيين، لولا أنه وصم بروتين زياراتها كسفيرة للنوايا الحسنة. أي باعتبار اليمن بؤرة حرب ومآسي. مع هذا، يمكن ملاحظة النظرة التي تتطلع لوجه جولي، خصوصًا من المُسلحين. فبعد سنوات العزلة المريرة تبدو بهيئة ملاك سقط من السماء، ليست فقط الألمعية التي شاهدها الجميع مرارًا تمثل أدوارًا سينمائية ناجحة.
في واحدة من التعليقات البعيدة عن مهام جولي، قال أحدهم يكفي مرور عطرها. وهذا التلميح إلى ما جسدته جولي خلال مسيرتها كواحدة من أبرز أيقونات الجمال العالمية. وبالنسبة لما تمثله مهمتها، فصوتها سيمثل شيئًا؛ نجوميتها قادرة على استقطاب اهتمام عريض حول العالم. ولم يخفِ أحدهم رغبته في انتظار مجيئها والفوز بصورة معها.
غير أن جولي ستهتم فقط في التقاط الصور مع اللاجئين، أي إن أهمية الصورة متروكة لألبوم إنساني، تاريخ مهامها الإنسانية في بلدان عدة. وهذا الجزء الرئيسي يجعل كل ما تتحدث به لا يمت بصلة كبيرة لمهنتها كممثلة سينمائية. وليس من الممكن أن يوجه لها صحفي سؤال حول مشاريعها المستقبلية، عن الأدوار التي تفضل تقديمها.
مسيرة حافلة
وُلدت أنجلينا جولي في لوس أنجلوس الأمريكية، وكانت شغوفة بالتمثيل منذ عُمر مبكر، فوالديها ممثلون مسرحيون. وبعد مشاركتها بأعمال مسرحية، ظهرت في أفلام وأعمال تلفزيونية منذ منتصف التسعينيات. وحققت نجاحًا في أداء دور فتاة مضطربة عقليًّا في فيلم ‘Girl interrupted’ وحازت عنه جائزة أوسكار دور ثاني وجائزة غولدت غلوب.
لاحقًا، ظهرت في أعمال ناجحة جماهيريًّا، ومتنوعة منها "توم رايدر" في 2001، والذي صورت بعض مشاهده في كمبوديا، وأصبحت واحدة من أبرز نجمات هوليود، كما ظهرت في "الإسكندر" مؤدية دور أم القائد اليوناني الشهير الإسكندر المقدوني، ومن إخراج كليت ويستوود قدمت واحدًا من أفضل أدوارها في فيلم Changeling.
وخلافًا لتمثيلها، اتجهت جولي للإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو، وفي عام 2014 اتجهت جولي للإخراج وقدمت أنجح فيلم من إخراجها بعنوان Unbroken، وتدور قصته حول عداء أمريكي أولمبي شارك في الحرب العالمية الثانية وتعرض للاعتقال في اليابان لمدة عامين، أثناء الحرب. ومن وقتها لم تظهر جولي في أي فيلم سينمائي، وكانت مُرشحة لأداء شخصية كيلوباترا، في فيلم من إنتاج شركة بارامونت، والذي يتم التجهيز له منذ سنوات، وسبق لها التصريح بأنه سيكون دورها الأخير. لكن مؤخرًا، تضاربت الترشيحات بين بيونيسيه وليدي غاغا، وتضاءلت فرص جولي، ليقع الاختيار على ممثلة إسرائيلية.