في الملاعب الرياضية بعدن، تجد الملعب مكتظًّا باللاعبين والحكّام والإعلاميين والصحفيين، وتجد (صفاء) التي اقتحمت غمار مهنة الصحافة الرياضية التي تصنف أنها حكرٌ على الرجال، لكنها بثقة وشغف كسرت هذه القاعدة لتمارس مهمة الإعلام الرياضي.
صفاء يوسف الدبعي، فتاة حالمة وطموحة، وُلدت وترعرعت في عدن حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة عدن سنة 2008، تعمل اليوم في الإعلام الرياضي إلى جانب احترافها لكرة الطائرة منذ كانت في سن العاشرة.
تقول الدبعي لـ"خيوط": "خلال مسيرتي الرياضية التحقت بالفريق المدرسي لكرة الطائرة لفئة الصغيرات، وخلال مشواري مع فريق الكبار شاركت مع فتيات منتخب محافظة عدن في أكثر من بطولة منذ سنة 2000 حتى سنة 2004. اليوم ما تزال صفاء تمارس الرياضة بشغف بين الحين والآخر، بسبب ضيق الوقت وساعات العمل الطويلة.
بداية الشغف
تعمل الدبعي حاليًّا أيضًا، في المجال القانوني، واكتسبت خبرة، بحسب حديثها، في مجال التسويق والتطوير للمنشآت، حيث تولت مؤخرًا وظيفة مدير التسويق في أكثر من شركة.
التحقت الدبعي في مجال الإعلام الرياضي عبر صحيفة 14 أكتوبر، حيث خصصت الصحيفة عمودًا لها كل أسبوعين بعنوان "دردشة نسوان"، خلال سنة (2003-2004) بمضامين رياضية، كما كتبت سلسلة من المقالات في (صحيفة الأيام - عدن الغد - يمني سبورت - وتايم سبورت).
مستوى الإعلام الرياضي لا يتوافق مع البيئة الرياضية في اليمن، التي تعترف بكرة القدم دون غيرها من الرياضات، إذ يهتم القراء بأخبار كرة القدم ويتابعونها بشغف رغم وجود منافسات في رياضات متعددة أخرى.
تتحدث صفاء عن بداياتها، لـ"خيوط": "عند دخولي للملعب المرة الأولى تعالت الأصوات المستنكِرة لتواجدي، بل إن الأغلب ترك متابعة المباراة وظل يراقب خطواتي وتحركاتي في الملعب". وتؤكد أنّ هناك سلوكيات سلبية يرتكبها بعض الأشخاص في الملاعب تعيق عمل المرأة الصحفية والإعلامية أو الرياضية، وتقيد حريتها في إجراء المقابلات والتقاط الصور.
أسس النجاح
عن الشروط التي يجب أن تتوفر في الإعلامية الرياضية تسرد الدبعي بعضها، قائلة: "إنّ على الإعلامي الرياضي أن يتمتع بالمصداقية، والحياد والانضباط والتواضع والإخلاص في العمل إلى جانب التحلي بمخزون معلوماتي رياضي وثقافي واسع".
وتستطرد أنّ هذه أهم مواصفات نجاح أي صحفية، خاصة فيما يتعلق بمصداقية نقل الخبر من خلال التأكد من المصدر؛ لأن المعلومة الصحيحة والصادقة هي التي تأتي من مصدر موثوق حتى لا تتزعزع المصداقية الإعلامية لدى القراء.
كما أنّ مستوى الإعلام الرياضي لا يتوافق مع البيئة الرياضية في اليمن، التي تعترف بكرة القدم دون غيرها من الرياضات، بحسب الدبعي، إذ يهتم القراء بأخبار كرة القدم ويتابعونها بشغف رغم وجود منافسات في رياضات متعددة أخرى، مثل (كرة السلة - كرة الطائرة - التنس - السباحة - الشطرنج)، وهو ما يتطلب تكثيف حملات التوعية بالرياضات الأخرى.
لن يتحقق هذا إلا بدعم قطاع الإعلام الرياضي عبر إنشاء قنوات رياضية وإذاعية متخصصة، وذلك للوصول في نهاية المطاف إلى بيئة مناسبة تساعد على تلبية متطلبات الجمهور الرياضي بمختلف ميوله وتوجهاته.
وترى هذه الصحفية المتخصصة بالمجال الرياضي، أنّ من أولويات الاهتمام بقطاع الإعلام الرياضي، تشجيعَ دخول المرأة إلى هذا المجال عبر توفير فرص عمل لهن من أجل تعزيز مواهبهن وصقلها. فعلى الرغم من وجود صحف ومواقع تستقبلهن، إلا أنّ هذا غير كافٍ، بل ينبغي عمل دورات تدريبية مكثفة تستهدف الصحفيات في مجال (الإعلام الرياضي وتغطية الفعاليات الرياضية)، وإتاحة الفرصة لهن للسفر خارج البلاد برفقة المنتخبات، تمامًا مثل الفرص المتاحة للذكور.
فالنساء نجحن في إثبات أنفسهن من خلال العمل في الإعلام الرياضي وممارسة الرياضة وتغطية الأخبار الرياضية، كذلك قادرات على منافسة كبار الصحفيين في هذا المجال، ولكنهن بحاجة للدعم والتشجيع من قبل الجميع، سواء جهات متخصصة أو حتى المجتمع.