ماريا ألكسندروفنا نيبولسينا
ترجمة: أحمد سنان
شكّلت ثورة 26 سبتمبر قلقًا شديدًا للاستعمار البريطاني في عدن. مكمن ذلك القلق هو الخوف من انتقال عدوى الثورة ضدّ الإمامة إلى شوارع عدن واشتعال ثورة تحررية تودي بالهيمنة البريطانية وتفقدها ليس
هيبتها فحسب، بل وتفقدها القاعدة الاستراتيجية التي تتكئ عليها في الشرق الأوسط. فيما يلي ترجمة لمقتطفات من بحث حول العملية البريطانية السرية في الشمال لمواجهة احتمال نشوب الثورة المسلحة في
عدن. ما يميز هذا البحث أن مادته الرئيسية مستقاة من مصادر بريطانية بدرجة رئيسية، نورد بعضها في الهوامش.
(1-2)
بدون الاعتراف بالنظام الجديد في شمال اليمن، بدأت الدوائر الحاكمة البريطانية في مناقشة سيناريوهات التطورات المحتملة. في يناير 1963، عاد السياسي البريطاني المقدم نيل "بيلي" ماكلين إلى لندن من رحلة غير رسمية إلى شبه الجزيرة العربية. خلال اجتماع مع وزير الطيران جوليان إيمري، ووزير الخارجية ألكسندر دوغلاس هوم، ومؤسس الخدمة الجوية الخاصة (AFS) ديفيد ستيرلنغ، والعقيد في سلاح الجو بريان فرانكس، اقترح نيل ماكلين اتخاذ موقف مقابل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي. برأيه، إذا تم تقديم المساعدة للقبائل الموالية للملكية، فيمكنها محاربة القوات المسلحة المصرية بنفسها. اعتقد ماكلين أن الأزمة في اليمن يمكن استخدامها لمواجهة جمال عبدالناصر وتطلعاته ليصبح زعيمًا في شبه الجزيرة العربية برعاية الجمهورية العربية المتحدة حديثة النشأة. اعتقد السياسي البريطاني أنه حتى لو لم يكن من الممكن طرد قوات ناصر من اليمن، فعلى الأقل من الممكن تشتيت انتباه القوات المصرية وتهيئة الظروف التي ستضطر مصر معها للدفاع عن نفسها من اليمنيين، وهذا سيحرمها من فرصة غزو عدن ومناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية. وجود مثل هذه النوايا بين القيادة المصرية، أكّده العاهل اليمني المخلوع البدر، الذي أراد ناصر ذات مرة استخدامه في مؤامرة ضد والده أحمد. واعتبرت بريطانيا مشاركة قوات ناصر في أحداث اليمن استمرارًا للمواجهة مع مصر بعد عام 1956.
وكما أفاد ماكلين، فقد أصبح أيضًا على علم بأن ناصر عقد اتفاقًا مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية يقضي بنقل مجموعة من المتطوعين إلى معسكرات تدريب في مصر لتنظيم هجمات إرهابية في عدن. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء معسكرات مماثلة لتدريب أنصار الجبهة القومية في شمال اليمن. ومن هناك، تم نقل الأسلحة سرًّا إلى جنوب اليمن، وتم بث برامج إذاعية تروج لفكرة الكفاح المسلح. لقد فهموا في لندن أنه إذا لم يتم القيام بأي شيء، فسيتم توجيه الأحداث ضد البريطانيين في عدن.
في 7 يناير 1963، قررت لجنة مجلس الوزراء المعنية بالسياسة الخارجية والدفاعية، بناءً على تقرير ماكلين، التوصية بالاعتراف بالنظام الجديد في صنعاء. وفي الوقت نفسه، تم استبعاد إمكانية تقديم مساعدة مفتوحة للملك المخلوع والتدخل في شؤون شمال اليمن. وتم التعبير عن هذا الموقف الرسمي لبريطانيا العظمى من قبل رئيس الوزراء هارولد ماكميلان، الذي قال: "إنّ حقيقة دعم المملكة المتحدة في كثير من الأحيان للأنظمة القديمة والقمعية بدلًا من أشكال الحكم الحديثة والأكثر ديمقراطية، تتعارض مع أفكار السياسة المتوازنة والبراغماتية السياسية".
وقد حظي هذا الموقف بموافقة جزء من الدوائر الحاكمة البريطانية، التي رأت أن على لندن أن تدعم نظامًا جمهوريًّا يمكن إقامة علاقات ودية معه، وبالتالي الحد من نمو النفوذ المصري في المنطقة. وهذا على سبيل المثال، رأي الدبلوماسي البريطاني كريستوفر غاندي الذي خدم في تعز في شمال اليمن في الستينيات. وأكّد أنه حتى لو تمكّن الملكيون من استعادة مواقعهم والعودة إلى السلطة، فإن الملك لن يحظى بهذا النوع من الدعم الشعبي الذي يحظى به الجمهوريون ما لم يبدأ في تنفيذ الإصلاحات. وفي المقابل، فإن المسار نحو دمقرطة النظام الملكي في شمال اليمن، سوف يتعارض مع سياسة لندن في عدن، حيث تدعم الحكم الإقطاعي التقليدي.
لكن في النهاية، لم تُسمع هذه الحجج؛ تحت غطاء التصريحات الرسمية، بدأت الاستعدادات لعملية سرية في شبه الجزيرة العربية. وقد تم تفسير ذلك، برغبة لندن في الانتقام من عبدالناصر بسبب أزمة السويس، من ناحية، ومن ناحية أخرى المخاوف المتزايدة من أن الثورة التي بدأت في شمال اليمن ستمتد إلى جنوب اليمن وتهدد وجود القاعدة العسكرية البريطانية في عدن، والتي كانت نقطة مهمة استراتيجيًّا وأولوية في السياسة البريطانية في الشرق الأوسط.
كانت العملية سرية للغاية لدرجة أنه لم يكن لها اسم في البداية. وفي الحكومة، كان الأمر معروفًا لدائرة ضيقة جدًّا (وزير المستعمرات دنكان سانديز، ووزير الطيران جوليان إيمري)، حيث تقرر استخدام المرتزقة دون إشراك القوات المسلحة الوطنية -فإذا لم تنجح النتيجة، يمكن للحكومة البريطانية أن تنأى بنفسها بسهولة عن العملية. وحتى قبل بدء مهمة المرتزقة الفعلية، بدأت بريطانيا بتزويد الملكيين سرًّا بالأسلحة من خلال زعيم قبلي في بيحان.
في نهاية أبريل 1963، لجأ ستيرلنغ إلى المقدم المتقاعد في سلاح الجو الملكي البريطاني جيم جونسون، الذي كان يقود سابقًا الفوج الحادي والعشرين، والذي أصبح اللاعب الرئيسي في تلك العملية، بطلب العثور على أشخاص مؤهلين. وبمساعدة العقيد جون وودهاوس، الذي كان يقود في ذلك الوقت القوة الجوية الثانية والعشرين، تم تجنيد العديد من الضباط ذوي الخبرة لإرسالهم إلى اليمن. قام جونسون بنفسه بشراء الزي الرسمي والمتفجرات والمسدسات اللازمة، وقام بتخزين كل شيء في قبو منزله حتى بدء العملية. وقع الدعم الفني على عاتق مساعِدة جيم جونسون، التي كانت ابنة أخت ستيرلنغ، فيونا فريزر، البالغة من العمر 21 عامًا. تم تكليفها بالتعامل مع جوازات سفر وتأشيرات المرتزقة المسافرين إلى الشرق الأوسط، وكذلك الحفاظ على الاتصال مع عائلاتهم. وعلى مدار العام ونصف العام التاليين، ساعدت مرارًا وتكرارًا في إرسال "جنود الحظ" إلى اليمن. في وقت لاحق، أشارت فريزر إلى أنّ المرتزقة الذين تم تكليفها بالعمل معهم لم يكن لديهم معلومات دقيقة حول المكان الذي كانوا سيتجهون إليه والمهام التي سيؤدونها. كان هذا جزءًا من خطة MI6 السرية المصممة لتقليل فرص تسرب المعلومات.
تم إضفاء الطابع الرسمي على عمليات المرتزقة من خلال شركة "Television International Enterprises" التابعة لشركة ديفيد ستيرلنغ، والتي أنشأت شركة واجهة "Rally Films" لهذا النوع من النشاط.
في اليوم السابق لإرسال المجموعة التخريبية إلى اليمن، حدث ما لم يكن متوقعًا، وأصبحت العملية برمتها في خطر. فخلال اجتماع لمجلس العموم بالبرلمان البريطاني في 5 يونيو 1963، اعترف وزير الحرب في حكومة ماكميلان، جون بروفومو، علنًا بوجود علاقة غرامية مع عارضة الأزياء البريطانية كريستين كيلر، واستقال. كانت المؤامرة هي أن كيلر كانت في نفس الوقت على علاقة مع بروفومو ومع الملحق البحري المساعد لسفارة الاتحاد السوفيتي في بريطانيا، الضابط يفغيني إيفانوف. ربما، كانت أجهزة المخابرات البريطانية، التي كانت على علم بعلاقات إيفانوف مع المخابرات السوفيتية، تأمل في استخدام كيلر، فأعادت تجنيده. ومن مذكرات إيفانوف نفسه، يتضح أنه استخدم لجمع بيانات مساومة عن وزير الحرب. وكانت نتيجة عمله، في رأيه، ليس فقط استقالة بروفومو من منصب وزير الدفاع والاستقالة اللاحقة لرئيس الوزراء هارولد ماكميلان، ولكن أيضًا هزيمة المحافظين في الانتخابات البرلمانية التالية.
وفي الطريق إلى اليمن، وقعت حادثة أخرى هددت بإحداث فضيحة دولية فيما يتعلق بالتحضير لعملية تخريبية بمشاركة بريطانيا العظمى. في مطار طرابلس، حيث كان من المفترض أن يتم لم شمل جميع المشاركين في العملية، انفجرت إحدى الحقائب التي كانت تحتوي على متفجرات بلاستيكية، أمام جهاز الأمن الليبي. وبما أنّ المتفجرات كانت تفوح منها رائحة اللوز، خمن كوبر بقوله إنه تاجر مرزباني، فأنقذ نفسه ومجموعة من المخربين الذين واصلوا رحلتهم إلى وجهتهم.
بطريقة أو بأخرى، ألقى اعتراف ج. بروفومو بظلاله على الفور على ماكميلان، الذي سارع، خوفًا على سمعته، إلى لفت انتباه جونسون إلى ضرورة إلغاء العملية في اليمن. وفي الوقت نفسه، قرر عدم اتباع التعليمات الواردة من أعلى، مسبّبًا ذلك منطقيًّا أنه من غير المرجح أن يفعل MI6 أي شيء على المستوى الرسمي قبل بداية يوم العمل التالي، ودون إخبار أي شخص بأي شيء، حجز تذاكر طيران لشخصين فرنسيين وثلاثة بريطانيين على متن رحلة واحدة، وأرسل البريطاني الرابع –جوني كوبر– على متن رحلة أخرى.
أحد الفرنسيين كان من قدامى المحاربين في الفيلق الأجنبي، روجر فولك، والآخر لم يكن سوى بوب دينارد الشهير، المعروف بمشاركته في العديد من عمليات المرتزقة في بلدان مختلفة من العالم، بما في ذلك: جزر القمر، بنين، أنغولا، نيجيريا، إلخ. ويعتقد أن دينارد أصبح النموذج الأولي للشخصية الرئيسية في كتاب فريدريك فورسيث "كلاب الحرب" في عام 1974، وكذلك بطل فيلم "الإوز البري" في عام 1978. من إخراج أندرو ماكلاجلين. وفي الفترة ما بين محاولة كاتانغا الفاشلة للانفصال عن الكونغو وقمع تمرد سيمبا، غادر دينارد للانضمام إلى العملية اليمنية. "تجول" العديد من المرتزقة بهذه الطريقة من صراع إلى صراع.
ووفقًا للخطة، كان على جميع المشاركين في العملية أن يتواصلوا في طرابلس ويواصلوا الرحلة معًا إلى عدن عندما أبلغ ستيرلنغ، في محادثة هاتفية مع جونسون، عن الحاجة إلى إلغاء العملية بشكل عاجل، أجاب: "أنا آسف جدًّا، لكنني غير قادر على إيقاف المجموعة. لقد ذهبت بالفعل في مهمة".
وفي الطريق إلى اليمن، وقعت حادثة أخرى هدّدت بإحداث فضيحة دولية فيما يتعلق بالتحضير لعملية تخريبية بمشاركة بريطانيا العظمى. في مطار طرابلس، حيث كان من المفترض أن يتم لمّ شمل جميع المشاركين في العملية، انفجرت إحدى الحقائب التي كانت تحتوي على متفجرات بلاستيكية، أمام جهاز الأمن الليبي. وبما أنّ المتفجرات كانت تفوح منها رائحة اللوز، خمن كوبر بقوله إنه تاجر مرزباني، فأنقذ نفسه ومجموعة من المخربين الذين واصلوا رحلتهم إلى وجهتهم. في البداية، كان المخطط إرسال مجموعة صغيرة من المرتزقة إلى شمال اليمن من أجل إحداث تخريب وتدمير طائرة سوفيتية كانت تقصف الملكيين. ومع ذلك، عند الوصول إلى المكان، اكتشفت المجموعة أنّ المطار الذي كانت تتواجد فيه الطائرات السوفيتية كان يخضع لحراسة مشددة للغاية، وكان لا بدّ من التخلي عن الخطة الأصلية. وتقرر التركيز بشكل أساسي على تدريب المفارز الملكية المسلحة على ممارسة مهارات التخريب وتقنيات حرب العصابات. وللاحتياط، ارتدى المرتزقة، بمجرد وصولهم إلى القرى الجبلية التابعة للملكيين، الملابسَ المحلية واتخذوا أسماء عربية لأنفسهم. كان هذا التكتيك ناجحًا للغاية، وفقًا لبعض المصادر، اعتقد ناصر أنّ هناك نحو 800 مرتزق في اليمن، بينما في الواقع كان عددهم في فترات مختلفة، من 6 إلى ما يزيد قليلًا على 40 شخصًا. وكانت الغالبية العظمى من المرتزقة فرنسيين وبلجيكيين، ولم يتجاوز عدد رجال جونسون اثني عشر رجلًا.
ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن البدر، الذي كان في شمال البلاد بعد الإطاحة به، بعد أن لجأ إلى القبائل الزيدية الموالية للإمام، وعد بالاعتراف بدولة إسرائيل إذا ساعدت في إعادة العرش إليه. وكانت تل أبيب متحمسة للغاية لهذا الاحتمال، لدرجة أنها تفاوضت مع الملكيين لمحاولة إقناع الأمير السعودي فيصل، بالاعتراف بإسرائيل.
تم تنسيق وتوجيه أعمال الملكيين في القتال ضد القوات المصرية من قبل مرتزقة بريطانيين وفرنسيين، بينما قام الطيّارون وعملاء المخابرات الإسرائيليون بتزويد جنود الجيش الملكي بالأسلحة ومعدات الاتصالات اللازمة. خلال لقاءات متكررة بين المشاركين في العملية وممثلي المخابرات الإسرائيلية عام 1962-1963، وعد الإسرائيليون بتقديم الدعم الجوي للمجموعة، بالإضافة إلى ذلك، اتفق الطرفان على أنّ إسرائيل ستكون قادرة على توفير الأسلحة والمال والمدربين الذين يمكن بسهولة الخلط بينهم وبين العرب. ونتيجة لذلك، في 1964-1966، نفذ الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 14 طلعة سرية ناجحة، أسقط خلالها الأسلحة والزي الرسمي للمرتزقة والملكيين، وساعد أحيانًا في إجلاء قادة جيش (الإمام) من ساحة المعركة. وفي مقابل المساعدة الجوية، طلبت إسرائيل من البريطانيين مشاركة تفاصيل حول القدرات العسكرية المصرية وتحركات قواتها.
ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن البدر، الذي كان في شمال البلاد بعد الإطاحة به، بعد أن لجأ إلى القبائل الزيدية الموالية للإمام، وعد بالاعتراف بدولة إسرائيل إذا ساعدت في إعادة العرش إليه. وكانت تل أبيب متحمسة للغاية لهذا الاحتمال، لدرجة أنها تفاوضت مع الملكيين لمحاولة إقناع الأمير السعودي فيصل بالاعتراف بإسرائيل.
في فبراير 1964، عندما كان المرتزقة يقومون بالفعل بتدريب مؤيدي (الإمام)، بدعم من MI6 ووكالة المخابرات المركزية، جرت أول عملية شاركت فيها القوات الجوية الإسرائيلية. قام كوبر بتنسيق تحركات الطائرة أثناء إقلاعها من القاعدة الجوية في إيلات، عن طريق الراديو، حيث تم إسقاط الأسلحة والزي الرسمي على الأراضي التي يسيطر عليها كوبر وفريقه.
لكن الاتفاق على طلب المساعدة من إسرائيل كان يعني ضمنًا الالتزام بشرط مهم جدًّا، هو ألّا يعلم أحد في العالم، وخاصة في المملكة العربية السعودية، بمشاركة إسرائيل السرية في العملية ضد مصر في اليمن، لذلك لم يكن من المفترض أن تحمل جميع الأسلحة التي تم إسقاطها من الطائرات علامات إسرائيلية في حال وقوعها في أيدي العدو.
فضّل السعوديون أنفسهم البقاء في الظل وتقديم الدعم المادي بشكل أساسي لمعارضي النظام الجمهوري في اليمن. كانت مساعدة المملكة العربية السعودية لعملية المرتزقة البريطانية هائلة. وقد قدم السعوديون التمويل نقدًا وسبائك ذهب. دخلت الشريحة الأولى إلى حساب جونسون في أكتوبر 1963، وبلغت 10000 جنيه إسترليني، للعمل بدوام جزئي، حصل المرتزقة على مكافآت فلكية. لذلك، في المرحلة الأولية، حصل كوبر على 400 جنيه شهريًّا، وتعادل حوالي 5000 جنيه بتقييم 2011.
(يتبع)
رابط المادة:
https://cyberleninka.ru/article/n/iz-istorii-stanovleniya-korporativnogo-naemnichestva-sekretnaya-operatsiya-velikobritanii-v-severnom-yemene-v-1960-e-gody/viewerhttps://cyberleninka.ru/article/n/iz-istorii-stanovleniya-korporativnogo-naemnichestva-sekretnaya-operatsiya-velikobritanii-v-severnom-yemene-v-1960-e-gody/viewer