اتضحت في مايو/ أيار أكثر ملامح التغييرات والتطورات التي تسارعت في شهر أبريل/ نيسان، مع إعلان الهدنة في اليمن التي سيطرت على مجمل أحداث هذا الشهر، وتراجعٍ ملحوظٍ للأحداث العسكرية والأمنية، فيما تستمر المشاورات الخاصة بفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى وسط تعقيدات قد تؤثر على جهود تمديد الهدنة التي تنتهي في 2 يونيو/ حزيران 2022.
واستبشر يمنيون في هذا الشهر مايو/ أيار بعودة مطار صنعاء للعمل لتخفيف الأعباء عن المسافرين والمرضى والذين عاشوا سنوات من التنقل الشاق عبر طرق وعرة وبديلة للوصول للمطارين الوحيدين العاملين في اليمن منذ ست سنوات، مطار عدن ومطار سيئون بمحافظة حضرموت (جنوب اليمن). في حين تجري في العاصمة الأردنية عمان مباحثات فتح الطرق في تعز ومختلف المحافظات اليمنية بين ممثلين عن الحكومة المعترف بها دوليًّا وأنصار الله (الحوثيين).
كان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ قد أعلن مطلع أبريل/ نيسان الماضي، عن اتفاق طرفي الحرب في اليمن على هدنة لمدة شهرين، تبدأ من 2 أبريل/ نيسان، ويمكن تجديدها لاحقًا بعد انتهاء الشهرين بموافقة الأطراف، تشمل وقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود.
كما تم الاتفاق كذلك على دخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة (غربي اليمن)، وتشغيل رحلات تجارية لوجهات محددة سلفًا من وإلى مطار صنعاء.
ويأمل كثيرون في نجاح الجهود المبذولة من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن في تمديد الهدنة التي تنتهي في 2 يونيو/ حزيران، نظرًا للأمل الذي أعادت إحياءه في نفوس اليمنيين، بعد أن خلَّف النزاع ندوبًا مسّت كل جانب من جوانب الحياة، يمكن تمييزها في الأسواق والطرق والمدارس والمحاكم والمشافي والبيوت، وأزمة تطال نحو 21 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة.
الهدنة وأحداث أخرى
5 مايو/ أيار، أعلنت الحكومة المعترف بها دوليًّا منح تصريح بدخول سفينة محملة بالوقود "Eugenia Gas" إلى ميناء الحديدة بموجب بنود الهدنة. كما صرحت في 9 مايو/ أيار، بدخول سفينتين للوقود "Uhud" و "Princess Khadija" إلى ميناء الحُديدة بموجب بنود الهدنة.
هدفت الهدنة إلى توفير بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سلمية للنِّزاع، مع وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه، وتجميد المواقع العسكرية الحالية على الأرض. إضافة إلى دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة إلى موانئ الحديدة، وكذا تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعيًّا إلى صنعاء.
في 8 مايو/ أيار، فرنسا تمنح الروائي اليمني علي المقري، وسامَ الفنون والآداب بدرجة فارس (الدرجة الأولى)، حسب رسالة من وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشلو.
في 9 مايو/ أيار، كشفت الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عن تفاصيل خطة إنقاذ خزان صافر المقرر البدء بتنفيذها رسميًّا يونيو/ حزيران، وذلك قبل يومين من عقد اجتماع للمانحين للخطة التشغيلية المقدرة بنحو 140 مليون دولار استضافته هولندا في 11 مايو/ أيار. تتكون الخطة من مرحلتين، مرحلة تشغيلية استعدادية لمدة شهرين، ومرحلة لنقل الشحنة إلى خزان مؤقت تستغرق 15 شهرًا.
12 مايو/ أيار، تم التوافق لحل مشكلة جوازات السفر، والسماح لجوازات السفر الصادرة من العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق سيطرة أنصار الله (الحوثيين) استخدامها للسفر إلى خارج اليمن.
16 مايو/ أيار، شهد الحدث الأهم في هذا الشهر، وهو: تشغيل أول رحلة جوية تجارية من مطار صنعاء منذ حوالي ست سنوات متجهة إلى عمّان—الأردن، وعلى متنها 130 من المسافرين اليمنيين.
25 مايو/ أيار، عُقِد اجتماع في العاصمة الأردنية عمّان بين ممثلي الحكومة المعترف بها دوليًّا وبين أنصار الله (الحوثيين)، حول فتح الطرقات في تعز ومحافظات يمنية أخرى.
30 مايو/ أيار، وصول رحلة للخطوط الجوية اليمنية على متنها نحو 229 راكبًا إلى مطار صنعاء قادمة من العاصمة الأردنية عمان هي السادسة بعد إعادة تشغيل مطار صنعاء بموجب اتفاق الهدنة، في حين من المنتظر تسيير أول رحلة من مطار صنعاء إلى القاهرة غدًا الأربعاء بعد موافقة السلطات المصرية على ذلك.
31 مايو/ أيار، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ يصرح من العاصمة العمانية مسقط بعد اجتماعه مع كبير مفاوضي أنصار الله (الحوثيين) محمد عبدالسلام، قادمًا من عدن التي اجتمع فيها مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، غروندبرغ؛ ضرورة إعادة فتح الطرق في تعز ومناطق أخرى من اليمن، وتجديد الهدنة، وأخذ خطوات جديّة تجاه إنهاء النزاع بشكل شامل.
التهيئة للتمديد
الجدير بالذكر أن جميع الأطراف في اليمن، في هدنة مدتها شهران، بدأت في 2 أبريل/ نيسان 2022، وتشارف على الانتهاء مع حلول ٢ يونيو/ حزيران 2022، قابلة للتمديد.
وهدفت الهدنة إلى توفير بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سلمية للنِّزاع، مع وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه، وتجميد المواقع العسكرية الحاليّة على الأرض. إضافة إلى دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة إلى موانئ الحديدة، وكذا تشغيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعيًّا إلى صنعاء، ومنها خلال شهري الهدنة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية.
في حين ينتظر اليمنيون انفراج أزمة الطرقات والاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات، لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وأطفال وتنقلاتهم بالاستفادة من الجو الذي تُهَيِّئه الهدنة.
