قصة التعليم الحديث في مدينة ذمار

مجموعة من خرّيجي الثانوية 1989 يكرّمون معلّمهم الأول
عبدالوهاب الحراسي
January 12, 2022

قصة التعليم الحديث في مدينة ذمار

مجموعة من خرّيجي الثانوية 1989 يكرّمون معلّمهم الأول
عبدالوهاب الحراسي
January 12, 2022

قصة المدرسة، أي مدرسة، هي قصة التعليم، وقصة التعليم هي قصة "الثابت والمتغير". في فلسفة التربية والتعليم اليمنية، كان وما يزال الثابت والحي فيها، عنصرَي الدين والطاعة (إخراج وإنشاء جيل مؤمن وصالح). أما المتغيّر، بل الذي مات ودفن، فهو التأهيل للفكر والتفكير العلمي والتجريبي ورعاية الإبداع وتنمية المواهب. 

بداية القصة

أول مدرسة للتعليم الحديث بنيت في مدينة ذمار، هي مدرسة بلقيس، وكان اسمها "المدرسة العلمية" عندما بنيت بين العامين 1964 و1965. أول ضربة معول في حفر أساسها كانت بيدي الرئيس عبدالله السلال، ويومها تبرّع براتب شهر كامل من أجل نفقات البناء، وبعده تقاطر المتبرعون من ميسوري المدينة وتجارها حتى اكتمل البناء على نفقة الأهالي؛ مبنى أمامي يضم الإدارة، الإرشيف، وفصلين، ومبنى جنوبي لستة فصول. لاحقًا تم هدم مبنى الفصول الستة لتوسعته رأسيًّا من الداخل، وبقي المبنى الآخر ماثلًا بطرازه الأول: رواق طويل ينهض على أقواس وأعمدة من حجر "الحَبش". 

في فترة رئاسة السلال (1962-1967)، كان يتم إرسال "عسكري" (حارس المدرسة) للبحث عن أي طالب تغيب عن المدرسة، وإبلاغ ولي أمره في نهار اليوم نفسه. 

كانت المدرسة للبنين حين كان اسمها "العلمية"، وكان أول مدير لها الأستاذ حسن الأبيض، ومع مطلع العام 1970، أصبح اسمها "بلقيس". ومنذ 1973، صار التعليم فيها مختلطًا (بنين وبنات)، وكان جميعهم يتعاركون على صنبور واحد لمياه الشرب. حينها عُيّنت أول مديرة للمدرسة، كانت تربوية فلسطينية اسمها نور أحمد حمّود، وعُرفت بحنانها وحبها لجميع الطلبة.

بعد "المدرسة العلمية"، بُنيت مدرسة الكويت (الثورة حاليًّا) في 1970، على نفقة دولة الكويت. ثم مدرسة الكوفة (1973) على نفقة الجمهورية العراقية، يليها معهد المعلمين، وأخيرًا ثانوية عقبة بن نافع، على نفقة الجماهيرية العربية الليبية.

ومما يجدر ذكره دومًا، أنه لا يمكن بتر الدلالات الرمزية لأسماء المدارس، ولا الأسباب السياسية لتغيير أسمائها، عن قصة فلسفة التربية والتعليم اليمنية. إنها جزء أصيل من القصة.

الأستاذ محمد أحمد الأكوع

كان يعمل في إذاعة صنعاء مدققًا لغويًّا ومعدًّا للبرامج، في أواسط السبعينيات، وكان الوحيد المفوض بمراجعة وتعديل نصوص الدكتور عبدالعزيز المقالح الإذاعية، وبعدها تم تعيينه مديرًا لثانوية عقبة بن نافع بمدينة ذمار (تم بناؤها بين عامي 1974 و1975). أهمية هذا المربي القدير تكمن في كونه يمثل مرحلة ذروة قصة التعليم التي شهدتها مدينة ذمار. فحتى النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين الماضي، كان في المدرسة غرفة لتعليم الموسيقى، تحتوي على عدد كبير من الآلات الموسيقية، وكانت حصة "الفنية" مساحة زمنية لاستكشاف وتنمية مهارات الطلبة في العزف والغناء والرسم، الذي كان له مدرّس متخصص. أما المعمل، فكان مفتوحًا طيلة اليوم الدراسي للطلاب والمعلمين لإجراء وتعلّم التجارب العلمية. 

الأستاذ محمد أحمد الأكوع بين طلابه القدامى
مؤخرًا، قام مجموعة من طلاب مدرسة عقبة، المتخرجين في العام الدراسي 1988/1989، بتكريم الأستاذ محمد أحمد الأكوع، بعد أن اتفقوا على أن ذلك تكريمًا لتلك المرحلة من تاريخ التعليم في المدينة

كان للمدرسة مخزنٌ زاخر بأدوات الألعاب الرياضية، كالقرص والجُلّة والرمح ومضارب التنس، وأنواع من الكرات حسب اللعبة. كما كان ذلك المخزن يحتوي على ملابس وإكسسوارات التمثيل اللازمة للمسرحيات المدرسية التي كانت تقام في المناسبات الوطنية والدينية.

مؤخرًا، قام مجموعة من طلاب مدرسة عقبة، المتخرجين في العام الدراسي 1988/1989، بتكريم الأستاذ محمد أحمد الأكوع، بعد أن اتفقوا على أن ذلك تكريمًا لتلك المرحلة من تاريخ التعليم في المدينة. 

نبذة عن الأستاذ محمد أحمد الأكوع الذي خنقته العبرة -حرفيًّا- أثناء التكريم، فلم يستطع قول أكثر من «شكرًا.. شكرًا لكم جميعًا»:

  •  من مواليد مدينة ذمار حارة (عمرو) 1944؛
  •  حصل على تعليمه الأولي على يد والده، واستكمل تعليمه الابتدائي (الأساسي) بمدرسة ذمار (المكتب) 1962؛ 
  • حصل على منحة للبحوث الإسلامية إلى جمهورية مصر العربية لاستكمال التعليم الإعدادي والثانوي في مدينة القاهرة في الجامع الأزهر 1963–1967؛
  • عاد إلى اليمن "لظروف خاصة"، ومارس التدريس في مدينة ذمار 1967–1969؛
  • مدير مدرسة الكويت (الثورة) الإعدادية 1970؛ 
  • مدير مدرسة الكوفة الإعدادية- الثانوية 1975؛
  • حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة صنعاء في يناير 1983؛
  •  مدير مدرسة عقبة بن نافع الإعدادية الثانوية 1983، حتى تقاعده؛
  • مدير مكتب الإعلام والثقافة في محافظة ذمار 1985؛
  • مدير معهد المعلمين بمدينة ذمار 1988؛
  •  شارك في العديد من الدورات التدريبية التربوية المحلية، وفي البعثات التربوية التدريبية إلى جمهورية مصر العربية؛
  • القائم بأعمال مدير برنامج إذاعة صنعاء في 10/7/1980؛
  •  شارك في عدد من الدورات التدريبية للإعلاميين العرب في لبنان، مصر وسوريا، خلال الفترة من 1977–1982؛
  • عضو مؤسس في اللجنة العمومية للمجالس التعاونية 18/7/1975؛
  •  عضو الجمعية العمومية للاتحاد العام للمجالس المحلية والتطوير التعاوني 1985؛
  •  عضو اللجنة الإشرافية في التعداد العام للمساكن والسكان في الجمهورية اليمنية، فبراير/ شباط 1986؛
  •  المسؤول المالي لنادي فتح الرياضي الثقافي 1986.


  • معلومات إضافية عن الأستاذ الإعلامي:

في نهاية سبعينيات القرن العشرين وبداية الثمانينيات، وأثناء دراسته في جامعة صنعاء، عمل في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومارس الكتابة الإبداعية: الشعر وتأليف المسلسلات والبرامج ذات الطابع الوطني والشعبي والتوعوي في إذاعة صنعاء. كما شارك في صياغة وتأسيس المنهاج العام للخارطة البرامجية لإذاعة صنعاء، مع الرواد الإعلاميين الأوائل، أمثال حسن العزي، يحيى الدرة، ثابت الغياثي، صالح العابد، أحمد السياغي، إبراهيم المقحفي، حسن الشرفي، أحمد سعدان، كما أعدّ برامج توعوية خفيفة قدمت في الإذاعة بصوت حسن العزي.

من البرامج التي أعدها وشارك في إعدادها لإذاعة صنعاء: "صباح الخير"، "كلام أخضر"، "أشواق وأشواك"، "الحاج رمضان"، مسلسل "زمن الليل الدائم"، "معي لك خبر"، "الأسرة"، "ألوان"، "اليمن السعيد"، "حكاية".


•••
عبدالوهاب الحراسي

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English