تستضيف اليوم حكومتا السويد وسويسرا مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات وتوفير تمويل فوري لجهود الإغاثة في اليمن لمنع حدوث مجاعة تقول الأمم المتحدة إنها ستكون أسوأ ما يشهده العالم منذ عقود.
وسيشارك في مؤتمر إعلان التعهدات، اليوم الاثنين 1 مارس/اّذار، أكثر من 100 حكومة وجهة مانحة ومنظمات دولية ومسؤولو إغاثة دولية.
ونظراً لتردي الأوضاع الإنسانية بشكل كبير مع استمرار الحرب للعام السادس على التوالي، ونفاد تمويل الجهود الإنسانية، تطالب الأمم المتحدة من مؤتمر المانحين بتوفير 3.85 مليار دولار هذا العام لمساعدة 16 مليون يمني في حاجة ماسة إلى الغذاء.
ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج ثلثا سكانه إلى المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ويُتوقع أن يعاني أكثر من 16 مليون شخص من الجوع خلال العام الحالي 2021، فيما يشرف على الموت جوعا نحو 50 ألف يمني يعيشون في ظروف تشبه المجاعة. كما يتوقع أن يعاني هذا العام ما يقرب من نصف أطفال اليمن تحت سن الخامسة، من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 400 ألف طفل سيموتون إذا لم يتلقوا العلاج بشكل عاجل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان، إن الحياة في اليمن الآن لا تُطاق بالنسبة لمعظم الناس، إذ إن الطفولة أصبحت شكلاً خاصاً من أشكال الجحيم.
وأضاف أن الحرب تبتلع جيلاً كاملاً من اليمنيين، ولابد أن تنتهي ويبدأ العمل في التعامل مع عواقبها الهائلة على الفور، وشدد غوتيريش على ضرورة عدم التخلي عن اليمن.
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك: "عمليات الإغاثة الممولة بالشكل الملائم ستمنع انتشار المجاعة وستوفر الظروف للسلام الدائم، فإذا لم تُطعم الناس، فإنك تطعم الحرب"
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قال من جانبه، "إننا في مفترق طريق مع اليمن، يمكن أن نختار المسار المؤدي إلى السلام أو أن نترك اليمنيين ينزلقون إلى أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود".
وقال لوكوك إن عمليات الإغاثة الممولة بالشكل الملائم ستمنع انتشار المجاعة وستوفر الظروف للسلام الدائم، مضيفاً: "إذا لم تُطعم الناس، فإنك تطعم الحرب".
ودعت منظمات مدنية إنسانية يمنية، إلى تخصيص غالبية تمويل المساعدات للمجالات ذات التأثير المستدام، بما في ذلك دعم رواتب موظفي الخدمة المدنية، والمعونة النقدية للرعاية الاجتماعية، وأنشطة كسب العيش، بما في ذلك قطاعي الزراعة ومصايد الأسماك، والخدمات الصحية، وتحسين الكهرباء، وخدمات المياه ومكافحة تجنيد الأطفال.
وتشكو الأمم المتحدة من انخفاض تمويل العمليات الإنسانية في اليمن خلال عام 2020، بشكل حاد، إذ لم تتلق الأمم المتحدة وشركاؤها سوى 1.9 مليار دولار فقط، أي نصف ما تلقوه لعمليات الإغاثة في اليمن خلال عام 2019.
وتعتزم الوكالات الإنسانية مساعدة أكثر من 16 مليون شخص في اليمن خلال عام 2021، بالنظر إلى المعلومات المقلقة عن مخاطر حدوث المجاعة، وسوء التغذية، وجائحة كـوفيد-19، والكوليرا والتهديدات الأخرى.