لطالما ارتبط الشاي باللون الأحمر الداكن، ذلك المشروب الذي يُعدّ الأكثر شعبية في العالم. إلا أنّ الحاج رياض (60 عامًا)، صاحب محل لبيع الشاي في مدينة سيئون، يقدّم تجربة مميزة وفريدة من نوعها من خلال عرضه "الشاي الأزرق" للبيع. الذي يُعرف أيضًا باسم مسحوق "زهرة فراشة البازيلاء الزرقاء"، (Blue Butterfly Pee Flower).
يعمل رياض على بيع الشاي، منذ سبعة أعوام، ويرى فيه مشروبًا مميزًا وشاعريًّا، ويقدم رياض العديد من أنواع الشاي، منها: الأحمر، والأخضر، والأصفر، لكنه في الآونة الأخيرة قام بعرض نوع جديد من الشاي، وهو الأزرق.
تجربة فريدة
وعن تجربته الفريدة مع هذا النوع من الشاي، يتحدث رياض لـ"خيوط": "بدأتُ ببيع الشاي الأزرق منذ عامين تقريبًا، بعد أن سمعتُ عن فوائده الصحية العديدة. لم أتوقع أن ينال إقبالًا كبيرًا من الزبائن، لكنّ المفاجأة السارّة كانت أنّ الطلب عليه ازداد بشكلٍ لافت مع مرور الوقت".
يُضيف رياض: "أحرص على شراء أوراق الشاي الأزرق من مصادر موثوقة، من المزارع المنتشرة حول المدينة، وأقوم بتحضيره بعناية فائقة للحفاظ على لونه الأزرق الجميل، ونكهته المميزة. أُقدّم الشاي الأزرق ساخنًا أو باردًا، مع النعناع أو الليمون، حسب رغبة الزبون".
ويُرجع رياض الأسباب التي أدّت إلى إقبال الناس على شرب الشاي الأزرق، إلى طعمه اللذيذ وفوائده الصحية العديدة، حيث يعتبر الشاي الأزرق من أفضل المشروبات الغنية بمضادات الأكسدة، التي تُساعد على تقوية جهاز المناعة.
وترد في نشرات طبية فوائد عديدة للشاي الأزرق، حيث يُعدّ بديلًا صحيًّا لمرضى السكري فهو يساعد في السيطرة على مستويات السكر بالدم، ويقوي الذاكرة ويساعد على محاربة الاكتئاب والقلق، ويقلل من خطر الإصابة بتلف الشبكية والتنكس البقعي والزرق وعدم وضوح الرؤية، وما إلى ذلك. وله خصائص عالية مضادّة للالتهابات ويمكنه أيضًا منع نمو الخلايا السرطانية في الجسم، وفقًا لبعض الدراسات. ويعمل على تحسين عملية الهضم في الجسم؛ لأنّه غنيّ بمضادات الأكسدة-6، ما يساعد في إنقاص الوزن، وعلى إنقاص الوزن؛ لأنّه لا يحتوي على الدهون والكربوهيدرات والكوليسترول. ويحتوي على مركبات الفلافونويد التي تزيد من إنتاج الكولاجين لتحسين البشرة وإزالة البقع الداكنة، وأخيرًا يعمل على تعزيز نمو الشعر لاحتوائه على مادة الأنثوسيانين.
"أُحبّ شرب الشاي الأزرق بشكلٍ مُنتظم، فهو يُضفي شعورًا بالانتعاش والهدوء على نفسي. أُفضّله ساخنًا مع النعناع، وأستمتع بلونه الأزرق الجميل ونكهته المميزة".
شغف وفوائد
يُعرب سعد باسالم، متذوق للشاي وأحد الزبائن الدائمين لمحل الحاج رياض، عن إعجابه الكبير بالشاي الأزرق. فهو يرى أنّ طعمه فريد ومميز، وأنّ لونه الأزرق الجميل يُضفي لمسة جمالية على تجربة تناوله. كما يُؤكّد باسالم شعورَه بالراحة والاسترخاء بعد شرب هذا الشاي، مُشيرًا إلى فوائده الصحية الكثيرة.
وعن شغفه بالشاي الأزرق، يتحدث باسالم لـ"خيوط": "أُحبّ شرب الشاي الأزرق بشكلٍ مُنتظم، فهو يُضفي شعورًا بالانتعاش والهدوء على نفسي. أُفضله ساخنًا مع النعناع، وأستمتع بلونه الأزرق الجميل ونكهته المميزة".
ويُضيف باسالم: "أُؤمنُ بفوائد الشاي الأزرق الصحية، فهو غنيّ بمضادات الأكسدة التي تُساعد على تقوية جهاز المناعة ومكافحة الأمراض. كما أنّه يُساعد على تحسين عملية الهضم ويُقلّل من التوتر والقلق".
تجربة ناجحة
ينمو الشاي الأزرق، في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. ويُستخدم منذ قرون في الطب التقليدي في العديد من الثقافات، بما في ذلك الهند والصين وتايلاند، إلّا أنّه قبل عامين، تم تجربة زراعة هذا النوع من الشاي في مركز الأبحاث الزراعي بمدينة سيئون. وقد لاقت هذه التجربة نجاحًا كبيرًا، حيث انتشرت شتلات نبات الشاي الأزرق وأصبحت رغبة زراعته في مختلف مناطق المدينة أمرًا شائعًا.
يُعزى هذا الإقبال، إلى الفوائد الصحية المتعددة للشاي الأزرق؛ كما يوضح المهندس الزراعي عبدالله مؤمن، رئيس قسم الغابات والمراعي في محطة الأبحاث الزراعية في سيئون، حيث يحتوي هذا الشاي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وأبرزها الأنثوسيانين، التي تُعرف بقدرتها على تنشيط الدورة الدموية ومقاومة الالتهابات. وإلى جانب ذلك، يُشير مؤمن إلى أنّه من فوائد الشاي الأزرق أيضًا، تحسين المزاج وتنظيم مستوى السكر في الدم، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وتقوية الذاكرة، وزيادة التركيز. وليس ذلك فقط، بل يُستخدم نبات الشاي الأزرق أيضًا كزينة، حيث يُعدّ من النباتات المتسلقة ذات الأزهار الزرقاء الجميلة، ممّا يجعله خيارًا مثاليًّا لإضفاء لمسة جمالية على المنازل والحدائق.
ويتميز الشاي الأزرق بلونه الأزرق الجذاب الذي يتحول إلى بنفسجي عند إضافة الليمون، وأصفر عند إضافة الزعفران، ممّا يضفي عليه مظهرًا فريدًا ونكهة مميزة.
