استحوذت شبوة على أحداث شهر أغسطس/ آب في اليمن، بعد أن شهدت اشتباكات عسكرية مسلحة، امتدّت إلى أطراف محافظتي حضرموت ومأرب، وكان لها صدى وتداعيات واسعة، محليًّا وإقليميًا، نظرًا لما تمثّله هذه المحافظة من أهمية استراتيجية على مستوى الخارطة الجغرافية لليمن أو من ناحية الثروات النفطية والغازية التي تتميز بها المحافظة التي يتبعها أحد أهم الموانئ والمشاريع الاقتصادية في البلاد؛ ميناء بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال.
لم يستقر الوضع في شبوة منذ نهاية العام الماضي 2021، عندما تم تعيين عوض ابن الوزير محافظًا جديدًا للمحافظة بدلًا عن المحافظ السابق محمد صالح بن عديو، يهدأ تارة ليعود مرة أخرى للاشتعال كما يحدث منذ السابع من أغسطس/ آب الحالي 2022، بعد فشل اغتيال العميد لعكب، وقرار محافظ شبوة عوض بن الوزير بإقالته مع اثنين آخرين يتم تصنيفهم محسوبين أو متحالفين مع الإصلاح، متجاوزًا بذلك -كما يرى مراقبون- صلاحيات الجهات السيادية المعنية (وزارة الداخلية).
شهد اليمن أمطارًا غزيرة خلال شهر أغسطس/ آب، نتج عنها سيول غزيرة اجتاحت عددًا من المحافظات في البلاد وتسببت بسقوط ضحايا وأضرار بالغة في الممتلكات والمساكن والزراعة والطرقات ومختلف قطاعات البنية التحتية، كما اندلعت اشتباكات عنيفة في محافظة تعز جنوب غربي اليمن في ظل اقتراب موعد انتهاء الهدنة الثالثة في الثاني من سبتمبر/ أيلول، في حين شهد هذا الشهر رحيل المناضل محمد عبدالله الفسيل والأديب وليد دماج.
وتزامن حلول شهر أغسطس/ آب، مع تجديد ثالث للهدنة في اليمن على أملٍ في تحويلها إلى اتفاق لهدنة موسعة في ظل تعقيدات تطال حلحلة عدد من الملفات، والتي من أهمها فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى مع استمرار تنفيذ بعض إجراءات وبنود الهدنة الأولى في 2 أبريل/ نيسان، كتدفُّق سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة، وفتح نوافذ ووجهات جديدة لمطار صنعاء.
وتعتقد الأمم المتحدة أنّ تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها سيزيد من الفوائد التي تعود على الشعب اليمني، كما ستوفر منصة لبناء مزيدٍ من الثقة بين الأطراف، والبَدء في نقاشات جادّة حول الأولويات الاقتصادية، مثل: الإيرادات والرواتب، والأولويات الأمنية بما فيها وقف إطلاق النار. والهدف في نهاية المطاف هو المُضيّ قُدُمًا نحو تسوية سياسية تُنهي النزاع بشكل شامل.
ويلاحظ صمود الهدنة إلى حدٍّ كبير لقرابة الأربعة أشهر الماضية؛ ما تمثّل واحدة من أطول فترات الهدوء النسبي في اليمن بعد أكثر من سبع سنوات من النزاع المستمر، حيث انخفض خلالها العدد الإجمالي للضحايا بين المدنيين مقارنة بأعدادهم قبل الهدنة. مع ذلك، أثار كلا الطرفين مخاوف بشأن الانتهاكات والحوادث المزعومة في عدة جبهات.
ودعا مجلس الأمن الدولي، في جلسةٍ عقدها هذا الشهر، الأطرافَ في اليمن، إلى اغتنام هذه اللحظة لتكثيف المفاوضات على وجه السرعة؛ للتوصل إلى اتفاق شامل بشأن اقتراح اتفاق هدنة موسع وضعه المبعوث الخاص للأمم المتحدة، والذي يمكن ترجمته إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار وزيادة الفوائد لليمنيين، بما في ذلك من خلال زيادة الرواتب والمعاشات التقاعدية وزيادة حرية التنقل.
مسار الأحداث
- 1 أغسطس/آب، اتفقت الحكومة المعترف بها دوليًّا وأنصار الله (الحوثيين) في العاصمة الأردنية عمّان، على تحديد قوائم المحتجزين بشكل نهائيّ وتوحيدها من قبل جميع الأطراف في أقرب وقت ممكن، وإنشاء لجنة مشتركة لدعم عملية التحقق من هُوية أسماء المحتجَزين المدرجة في القوائم. وأكدّت الأمم المتحدة أنّ الاتفاق يشمل كذلك تسهيل زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مراكز الاحتجاز للمساعدة في التحقق من الهُويات.
- 2 أغسطس/ آب، أعلنت الأمم المتحدة عن موافقة الأطراف في اليمن على تمديد الهدنة بموجب الشروط ذاتها، لمدة شهرين إضافيَّين. ويشمل هذا التمديد التزامًا باستمرار المفاوضات بُغية التوصل إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت ممكن.
- 6 أغسطس/ آب، تم الإعلان عن انخفاض ملحوظ في أسعار المواد الغذائية على مستوى الأسواق العالمية، بحسب أحدث مؤشر لأسعار الغذاء صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، وهو المقياس الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لخمس سلع غذائية؛ الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكّر، لكن بالمقابل، يلاحظ عدم انعكاس ذلك على الأسواق المحلية التي تشهد ارتفاعات متواصلة في أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية.
- 7 أغسطس/ آب، انفجار الأوضاع في محافظة شبوة على إثر اشتباكات عسكرية دارت بين مكونات وتشكيلات مسلحة محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة المعترف بها دوليًّا بعد موجة من قرارات الإقالة والتعيينات لقادة عسكريين وأمنيين في مقدمتهم عبدربه لعكب القائد السابق للقوات الخاصة في المحافظة.
- 15 أغسطس/ آب، مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في اليمن، وفي هذه الجلسة أعلنت الأمم المتحدة عن مساعٍ مكثفة تهدف إلى اتفاق هدنة موسَّع في اليمن، لتلبية نطاق شامل من الأولويات الاقتصادية والأمنية والمُضيّ قُدمًا نحو حلول أكثر ديمومة للقضايا ذات الأبعاد السياسية. وكشف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في الإحاطة التي قدّمها إلى المجلس، عن مقترح يتضمن مجموعة نقاط لتوسيع اتفاق الهدنة؛ أهمُّها وضعُ آلية شفّافة وفعّالة لصرف منتظم لرواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى، ووجهات جديدة لمطار صنعاء، وانتظام تدفُّق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة.
- 16 أغسطس/ آب، مؤشرات على عودة جائحة كورونا إلى اليمن، فقد أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا، عن تسجيل 11 حالة إصابة مؤكّدة بفيروس كورونا خلال الأيام التي سبقت هذا التاريخ 16 أغسطس/ آب؛ استحوذت عدن على العدد الأكبر بـ9 إصابات، فيما سجلت حالة واحدة في تعز، وأخرى في حضرموت؛ ليرتفع بذلك إجمالي الحالات المؤكدة منذ ظهور الفيروس في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًّا منتصف العام 2020، إلى نحو (11914)؛ منها (2152) وفاة و(9119) تعافٍ.
- 17 أغسطس/ آب، أعلنت منظمة الصحة العالمية بوفاة 77 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، في محافظات البيضاء وعمران وذمار وحجة ومأرب وصنعاء، بسبب الفيضانات الهائلة التي اجتاحت عدة محافظات في اليمن، منذ منتصف تموز/ يوليو، والتي اشتدت منذ مطلع شهر أغسطس/ آب، على إثر أمطار موسمية غزيرة. إضافة إلى تأثر ما يزيد على 35 ألف أسرة في 85 مديرية على امتداد 16 محافظة. علاوة على ذلك، لحقت أضرار بالغة بمواقع النزوح والبنية الأساسية، بما في ذلك إمدادات المياه والخدمات العامة والممتلكات.
- 27 أغسطس/ آب، تداولت وسائل إعلاميّة أخبارَ اشتباكات عسكرية مسلحة عنيفة في تعز (جنوب غربي اليمن)، بين القوات التابعة لأنصار الله (الحوثيين)، والقوات المحسوبة على الحكومة المعترف بها دوليًّا، في حين كان ذلك بالتزامن مع توقُّف مفاجئ لاجتماعات لجنة التنسيق العسكرية المشتركة التي يرعاها المبعوث الأممي وتحتضنها العاصمة الأردنية عمان.
- 30 أغسطس/ آب، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن معاناة أكثر من 17 مليون شخص من الجوع الحادّ في اليمن.
