أمجد عبدالله محمد (17 سنة)، اسم مستعار؛ طفل نشأ في أسرة فقيرة مكونة من أب وأمّ وعشرة أطفال، في مديرية القفلة، محافظة عمران.
تعيش العائلة في منزل بالشارع العام، بمركز مديرية القفلة. ويعتبر أمجد الأول بين إخوته، إلى جانب ثلاث شقيقات وإخوة آخرين ذكور، ويعيشون على دراجة نارية يعمل عليها والدهم، وكذلك على التسول.
لم يتعلم أحدٌ منهم، ولم يذهبوا يومًا إلى المدارس، ذكورًا وإناثًا؛ ولذا يعيش الأطفال حياة متفلتة مع عدم شعور والديهم بالمسؤولية، فيتجهون إلى مزارع القات ويقومون بمضغ كميات كبيرة من القات، بمن فيهم شقيقهم الذي يبلغ من العمر 4 سنوات.
أحد الأشقاء، والذي يصغر أمجد، استقطب إلى جماعة أنصار الله (الحوثيين) في العام 2020، ولبث في جبهاتهم بضع أشهر، حتى أتى نبأ مقتله في محافظة مأرب. أما أمجد فذهب للعمل بأعمال حرّة، حتى جمع له قيمة دراجة نارية، وكان أول مشروعه أنه أراد أن يتزوج.
عرض على والده الأمر، قال له والده: "أنا لا شأن لي بك، لا أملك المال"، جمع أمجد مبلغ المهر والزواج وتزوج بفتاة من محافظة صنعاء تقرب لعائلتهم، وما لبث شهرين إلا وقام بتطليقها، والسبب كما قال قريب لهم، لـ"خيوط"، إن مشاكل بدأت تظهر بين والد أمجد وزوجته، فأمره بأن يتركها.
حاول أمجد إقناع أبيه، بأنه يحب زوجته، ولكن الأب أصرّ عليه، وبعد سنة أراد أمجد مرة أخرى أن يتزوج، فوافق والده؛ ولأنهم لا يملكون المال، اقترح أن يتزوج زواج البدل، بحيث يتم مبادلة شقيقة أمجد بزوجة له.
تزوج أمجد، وعادت المشاكل الأسرية، ونشبت مشاكل هذه المرة بين والده ووالد زوجته الذي هو في الوقت نفسه والد زوج أخته. طلب والد أمجد منه أن يطلق زوجته ويسترجع ابنته، بالرغم من أنه لم يمرّ على زواجهم سوى 15 يومًا.
دخلت وساطات اجتماعية بين الطرفين دون جدوى. قامت إدارة أمن مديرية القفلة، بحسب والدي الطرفين، بتحويل قضيتهم إلى المحكمة؛ لأن مساعي الصلح استنفدت.
في يوم الإثنين 22 مارس/ آذار 2021، بعد صلاة العشاء أقدم الطفل أمجد على الانتحار بأن أطلق النار على نفسه برصاصة واحدة استقرت في بطنه.
سمع أهله صوت الرصاصة، فأسرع الناس إلى إسعافه إلى مستشفى القفلة الريفي، وهناك تم عمل إسعافات أولية له، ثمّ تم تحويله إلى مستشفى السلام بمديرية خَمِر، وما أن وصلوا إليها حتى فارق الحياة.