1330ه-1912م
9/3/1933ه- 2/2/2012م
ولد ونشأ وتوفي في مدينة صنعاء، وهو عالم ثائر. بدأ دراسته في عدد من كتاتيب مدينة صنعاء، ثم انتقل إلى الجامع الكبير، فدرس فيه، وفي مدرسة الفليحي في عدد من الحلقات العلمية. من شيوخه: أحمد حسين الطرماح، وعبد الله كباس، وعلي بن حسن المغربي.
قرأ كثيرًا من مؤلفات كل من محمد بن علي الشوكاني، ومحمد بن إسماعيل الأمير، ومحمد بن إبراهيم الوزير، وصالح بن مهدي المقبلي، وشجعه أبوه، وكان عالمًا، على رفض التعصب والتقليد، وأتاح له- عبر مكتبته الكبيرة -الاطلاع على كل جديد في مختلف العلوم والفنون.
اتصل بالثوار المعارضين لحكم الإمام يحيى حميد الدين، وكان للأستاذين: عبد الله العزب، وأحمد المطاع دور كبير في إرساء ثقافة الثورة والمعارضة لحكم الإمامة مع زملائه أمثال محمد المحلوي وغيره.
عمل موظفًا في بلدية صنعاء، وتدرج في مناصبه حتى أصبح رئيسًا لها، وكان لارتباطه بالمعارضين الثوار أثر كبير غير مجرى حياته؛ إذ دخل السجن ثلاث مرات: عام 1944م، وعام 1948م عقب فشل الثورة الدستورية، وعام 1955 عقب الانقلاب الفاشل للسيف عبد الله ابن الإمام يحيى على أخيه الإمام أحمد في مدينة تعز، وقد استمر في سجنه الأخير حتى عام 1959م، وعقب خروجه عاد إلى عمله رئيسًا لبلدية صنعاء حتى قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي سنة 1962م، ثم تقلد مناصب عديدة منها: عضو في مجلس قيادة الثورة، ثم عضو في مجلس الرئاسة، ثم عضو في المكتب السياسي، ثم عين وزيرًا للأوقاف والشئون الاجتماعية في أول حكومة بعد الثورة، ثم وزيرًا للمواصلات عام 1965، ثم رئيسًا للمجلس الجمهوري بالنيابة، ورئيسًا للوزراء في حكومة تصريف الأعمال عامي 1969م و1971، كما كان مرجعًا للثوار.
لعب دورًا كبيرًا في تشكيل مجاميع الثورة وتوجيهها، وكان الثوار يعدونه الأب الروحي لهم. حصل على عدد من الأوسمة منها: وسام مأرب.
ذكره الأستاذ إبراهيم المقحفي فقال عنه: "القاضي عبد السلام صبرة أحد رجال الرعيل الأول من المناضلين الأحرار. ولد بصنعاء في عام 1327ه، وتلقى تعليمه بالجامع الكبير على مشائخه الأعلام ثم تولى أعمال البلدية بصنعاء، وكان من الأحرار المخلصين يعمل بهدوء مع زملائه كأحمد المطاع، والقاضي عبد الله العزب، والعزي صالح السنيدار وغيرهم، ثم كان حبسهم بصنعاء، ومعهم التاجر جازم الحروي، والقاضي إسماعيل الأكوع، وغيرهم، وإرسالهم من صنعاء إلى تعز مشيًا، وعلى رقابهم الحديد، ثم حبسهم في حجة سنة 1362 ه، وبعد ثلاث سنوات أطلقوا، ثم كانت حركة الدستور سنة 1367ه (1948م)، وفشلها فجرت محن لصاحب الترجمة، وألقي القبض عليه، وحبس مع زملائه في حجة نحو سبع سنوات، ولما قامت الثورة (1962م) تولى أعمالاً قيادية كان آخرها نائبا لرئيس الوزراء للشئون الداخلية.
تحدث عنه المناضل محمد عبد الله الفسيل، فقال: عبد السلام صبره قدوة حسنة توحي للناس بالخير والفضيلة وروح النضال والتضحية من أجل الآخرين، وهو تحول في السجن من عبد السلام صبرة إلى السعادة الخالدة؛ لأنه كان دائمًا يبتسم ولا يتكلف الصبر؛ يصبر بطبيعته، ويقول: إن الجسد قد يتعذب، لكن سعادة الإنسان كلها في روحه.
عبد السلام صبرة كان قدوتنا الحسنة، وسيبقى قدوتنا الحسنة التي ينبغي أن تتغذى بها الأجيال الحاضرة".
المصادر