لم تحظَ شخصية سياسية بكل هذا الجدل والغموض والتعاطف والاحترام كما كان الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، السياسي البارز والشهير، والذي تقلد العديد من المناصب، وأحد أركان الدولة في اليمن طوال الخمسة عقود الماضية.
كما حظي عبدالغني، الشخصية السياسية التي عاصرت ثلاثة رؤساء في اليمن انتهى مصيرهم بالقتل، بسيرة ذاتية حافلة امتدت لنصف قرن؛ سياسي يمني وُلد في مديرية حيفان محافظة تعز في 4 يوليو/ تموز 1939، وأُعلن عن وفاته يوم الإثنين 22 أغسطس/ آب 2011، في أحد مستشفيات العاصمة السعودية الرياض، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في حادثة تفجير مسجد النهدين بدار الرئاسة في اليمن.
كان عبدالغني من رجال الدولة المرموقين في اليمن، يشار له دائمًا بالتقدير والإعجاب بما يمتلكه من قدرات عملية وعلمية واسعة مكّنته لتقلد مناصب رفيعة كرئيس وزراء ورئيس مجلس الشورى وعضو مجلس رئاسي ومحافظ للبنك المركزي اليمني.
عُرف عن عبدالعزيز عبدالغني أنه يحب المشي كثيرًا، وأنه شخصية لا تعرف الغضب لما يتمتع به من هدوء أعصاب بالنظر إلى ما حظي به من مناصب وما عاصره من مراحل سياسية ساخنه وصراعات متأججة.
في حوار أجراه في التسعينيات من القرن الماضي، قال عبدالغني إن منصبه الأول في وزارة الاقتصاد، كان استثنائي بالنسبة له فقد جاء بعد أحداث أغسطس عام 1968، إذ كان يشعر -كما روى- برهبة في منصبة الأول وزيرًا للاقتصاد.
يروى عنه كذلك أنه عندما استدعاه الرئيس السابق إبراهيم الحمدي لتكليفه برئاسة الحكومة تردد كثيرًا وحاول الاعتذار؛ معللًا بأنه غير جاهز لهذا المنصب ولا يصلح له، لكن الرئيس الحمدي، ولكي يقنعه ضرب المثل بنفسه عندما تولى رئاسة الجمهورية وإن المناصب تكليف لخدمة الناس وبناء الدولة في ذلك وفق برنامج اقتصادي استند لرؤية شاملة ركزت على تنمية القطاعات الواعدة مثل القطاع الزراعي والتعاونيات كمرتكز للتنمية الاقتصادية في اليمن.
أبرز شخصية تكنوقراط في اليمن كما كان يصف نفسه بأنه "تكنوقراطيّ تحتاجه الدولة بغض النظر عمن يحكمها"، فالتكنوقراط شخصية برجماتية تندمج في البرامج السياسية ولنظام الحكم بدون أي اعتبارات مناطقية أو حزبية كما كان يتعامل كثير من المسؤولين ممن تقلدوا مناصب رفيعة في الدولة خلال هذه الفترة.
نال عبدالغني البكالوريوس، والدكتوراه، التي حصل عليها في العام 1964 من جامعة كلورادو في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد عودته في هذا العام عمل مدرّسًا في كلية بلقيس حتى العام 1967، بعد ذلك حصل على أول منصب في الحكومة المشكّلة بعد قيام الثورة اليمنية، وذلك بتعيينه وزيرًا للصحة في نوفمبر/ تشرين الثاني 1967 إلى يناير/ كانون الثاني 1968، ثم تدرج في مناصب عديدة في مختلف مؤسسات الدولة، هي: