ولد القاضي العلامة محمد إسماعيل العمراني عام 1922، في صنعاء. والده توفي حين كان في الرابعة من عمره وكفلته أمه. أكمل الدراسة الابتدائية، ثم درس في مدرسة الفليحي التي أخذ فيها القرآن الكريم وفنون التجويد ومختصرات من العلوم الدينية في الأخلاق والنحو والخط والإنشاء والحساب، وتخرج منها حين كان في الحادية عشرة من عمره، ثم درس في مدرسة الإصلاح، ثم في الجامع الكبير، وغيره من مساجد صنعاء، حيث تعلم على يد مجموعة من علماء اليمن، وأجازه في التدريس عدد منهم. وبعد إكمال دراسته في المدارس بدأ الدراسة الحرة، حيث يختار طالب العلم شيخاً يلازمه وينقطع إليه ليأخذ عنه العلم، فاختار العمراني العلامة عبدالكريم بن إبراهيم الأمير، فلازمه عشر سنين، كما أخذ العلم من شيوخ وعلماء آخرين تردد عليهم في حلقات العلم.
درّس العمراني في الحلقات العلمية منذ كان طالباً، ثم طُلب للتدريس في المدرسة العلمية حين كان في الخامسة والعشرين من عمره، إذ انتدبه الإمام يحيى للتدريس فيها، وكانت المدرسة العلمية أكبر صرح علمي في اليمن آنذاك. درّس بعدها في مسجد الفليحي ومسجد الزبيري، حيث أقام حلقات علمية فيهما، وتفرغ للإجابة على أسئلة عامة الناس بالفتاوى الفقهية. كما درّس فيما بعد أصول الفقه والحديث في جامعة صنعاء، ثم في المعهد العالي للقضاء، الذي طبعت محاضراته فيه في كتاب بعنوان: "القضاء في الإسلام"، ثم درّس مادة الفقه في جامعة الإيمان. وجمع العمراني في حلقاته ومقاعد الدراسة التي وقف أمامها أطيافاً مختلفة من شتى المذاهب والفرق والطوائف.
يعد العلامة العمراني مفتي اليمن الأول، ويقدم فتاواه عبر الصحف والإذاعة، كالبرنامج الإذاعي الشهير "فتاوى"، الذي قُدم لما يقارب ثلاثة عقود في إذاعة صنعاء، وقد تميز العمراني في تقديم الفتوى بناء على جميع المذاهب وليس على مذهب واحد. كما رافق الحجيج في كثير من المواسم مستشاراً ومفتياً.
العلامة العمراني من أشهر علماء اليمن في العلوم الشرعية والفقهية والدينية، وقد تتلمذ جده محمد بن علي العمراني على يد العلامة المعروف محمد بن علي الشوكاني، وقرأ العمراني (الحفيد) كتب الشوكاني واتبع نهجه المعتدل.
تولى عدة مناصب منها ولاية المظالم الشرعية في رئاسة الجمهورية،كما كان عضواً في مجلس النواب.
من كتبه: "نظام القضاء في الإسلام"، "مقالات القاضي العمراني" و"نيل الأماني".