لحظة يا زمن

أمـــــل.. وســــراب
محمد المساح
March 22, 2020

لحظة يا زمن

أمـــــل.. وســــراب
محمد المساح
March 22, 2020

أمــــــــــل:

يحث خطاه السائرة في الطريق، وفي الروح أمل لا ينطفئ، ورغمأن الدهر قد أخذ أغلب العمر وخبت شعلة الحياة أو هي على وشك الترمّدكليا، إلا أنه يعرف ذلك مستسلماً بطواعية اختيارية لا جبرية لمصيرالمكتوب.

إن الوقيد تغوص في الرماد، لكنها تشعل ذاتها في الروحجمراًمتقداً،يعرف أنه الهزيع الأخير من ليل العمر، لكن هاجساً قوياًيملؤه غير مرئي فتمتلئ العروق بالدماء الحارة.

يستعذب القلب ذلك الحضور، وكلما عطف الزمنولفّأوعيته إيذاناً بالرحيل اشتد الترقب في الروح. وما قبل المنحنى الأخير من الطريق يرمي الشوقوالحنين بقوتهما على حافة القلب المتعب، فينتفض الجسد برعشة الحياة تلهف الوقيد فيالجسد، المتبقية اشتعالاً في الرماد.

يحتد البصر بريقاً في العيون ويلمع الوجهنضارة وقوة، يستغربها وجهه في المرآة. إن للروح عصارتها الخاصة التي تغذي الجسد بالحيوية والاستمرار، يوقنأنها الرعشة الأخيرة ما قبل الرحيل، لكنها جذوة النار الكامنة في الروح تغذيهابالأمل وقهر المستحيل.

ســـــــــراب...

كان يبدو لهم قريباً، قريباً جداً إلى حد أنالأيدي ستلمسه بعد قليل.
وأسرع المسافرون في درب الليل يحثون السير متعجلين،في صدورهم يشتعل الأمل حريقاً، يغالبون النعاس واليأس، والخوف أولاء أضعف النفوس.

لم تبق غير خطوة أو خطوتين ونصل، يقول أحدهملتقوى الإرادة، يلفهم الليل الحالك والصمت الموحش، والترقب، ونقطة ضوء تلمع كضوءنجم في البعيد، تختفي حيناً وتظهر حيناً، تهبط القلوب في الضلوع، يمدون الخطوة، وخدرالإرهاق يسري في العروق، الظمأ والجوع يستنزف ما بقي من طاقة، ومن الأفق المظلمتبدَّدالشعاع واختفى.


- هذا ليسبضوء يا جماعة.. هذا سراب ليل حباحب طائرة.

قال أحدهم بخفوت، همدوا في أماكنهم والصوتيرن في الآذان سراب ليل، نظروا جيداً في الظلمة، اختفى ذلك البصيص الذي تصورتهأنفسهم المتعبة بأنه ضوء.
تساقطت الأجساد بدون جلبة أو ضجيج، امتدتالأذرع تتحسس شيئاً ما..!

ربما.. لكن الأذرع نامت بهدوء بجانب أصحابها،وأطبق الصمت الموحش. لم يعد هناك نفس.. غير صدى الصمت والليل.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English