"بائع الفل"
أغنية اليمنيين الأثيرة منذ نصف قرن
كلمات: أحمد سالم عبيد
ألحان: محمد محسن عطروش
غناء: محمد محسن عطروش
منذ خمسين عامًا، ولا تزال أغنية (بائع الفل) التي كتب كلماتها الشاعر أحمد سالم عبيد، وألحان وأداء الفنان محمد محسن عطروش، واحدة من الأغاني الأثيرة عند اليمنيين، تضمّخ صباحاتهم بعبق الفل وروائح الفواكه والرياحين. تبنى على حالة تصويرية وبناء حكائي واضح، تبدأ من رحلة الذهاب إلى المدينة (المعروفة في أدبيات الريفيين بالبندر) لبيع الفل، ثم وقوع البائع في الهوى، بعد أن أهدى الأهيف الذي أطل من شباك البيت فُلَّهُ بغير ثمن. التفاصيل السردية في النص تجعله أقصوصة مكتملة المعالم لأغنية خالدة.
تقول كلمات الأغنية:
رُحنا إلى البنــــدر في شهرِ نيسان
نشتي نبيـــــع الفــل لكـــــلِّ وَلْهَان
ضيّعت أنا خِلّـي وأصبحت هيمــان
روحت أنا والقلب في الشيخ عثمان
* *
ناديت أبيـع الفل في الشيخ عثمان
نادَى عليّ أهيف من شبك روشان
قــال لي قطفت الفل من أيّ بستان
هــــدّيت له بالفـــل من غير أثمان
* *
هـــــدّيت له بالفـــل من غير أثمان
هــــدَّى بـــدالَه لي تفــــــاح ورمّان
أهيف وســـاحر آه والطرف نعسان
أنت السبب يا فــــل ضيّعت إنسـان(1)
* * *
عن الشاعر
أحمد سالم عبيد، من مواليد منطقة الوهط بلحج عام 1942. تلقّى تعليمه في كتاتيب المنطقة قبل أن ينتقل للدراسة الابتدائية والمتوسطة بالمدرسة المحسنية بعاصمة السلطنة العبدلية الحوطة. في أواخر الخمسينيات انتقل إلى الجمهورية العربية المتحدة (مصر) لاستكمال تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة.
انخرط في صفوف الجبهة القومية المناهضة للاستعمار البريطاني لعدن والمحميات، وبعد الاستقلال تولى مسؤولية مدير الأمن في لحج، ثم كان أحد الأركان الأساسية في بناء جيش جمهورية اليمن الجنوبي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، فقد تولى منصب قائد الكلية العسكرية، ومِن ثَمّ قائد سلاح الطيران. وفي مرحلة لاحقة شغل منصب مدير الدائرة السياسية بوازرة الدفاع وملحقًا عسكريًّا لليمن الديمقراطي في الاتحاد السوفيتي، ثم وزيرًا للإعلام فسفيرًا في أديس أبابا.
بعد أحداث يناير 1986 انتقل إلى صنعاء، وبعد حرب صيف 1994 انتقل للإقامة في القاهرة، غير أنّ أجهزة الأمن المصرية، وبطلب من الجهات الأمنية في صنعاء، اعتقلته وأعادته إلى الداخل، حيث تم إخفاؤه قسرًا لأشهر عديدة، وبعد ضغوط كبيرة تم الكشف عن مكان اعتقاله ثم الإفراج عنه.
هو شاعر وأديب ومثقف وسياسي، وله بعض القصائد المغناة منها رائعته (بائع الفل)، لحن وغناء محمد محسن عطروش، و(ألا ليه وا هاجري) لحن عطروش أيضًا وغناء عوض أحمد، و(من دموعي كل ليلة) لحن وغناء سعودي أحمد صالح (تفاحة).
مقيم في مدينة عدن منذ سنوات طويلة كمتقاعد.
عن الفنان
محمد محسن عطروش (1940)، وُلد في قرية (المحل)، زنجبار بمحافظة أبين، تلقى تعليمه في مدارس أبين وعدن، وأكمل تعليمه الجامعي في العام 1967، في جامعة القاهرة، تخصص أدب إنجليزي. بدأ يعزف ويغنّي ويلحّن في 1958، ضمن صفوف الندوة الموسيقية الفضلية بأبين.
هو ملحّن معروف، غنّى له: محمد صالح عزاني، وأحمد علي قاسم، وعوض أحمد، وصباح منصر، ورجاء باسودان، ومحمد سعيد منصر، وعبدالكريم توفيق، وغيرهم.
"شكّل مع الشاعر الراحل عمر عبدالله نسير، ثنائيًّا رائدًا في المدرسة الأبينية المعروفة، فلحن له وغنّى قصائد كثيرة، منها: أغنية حَطّوب سيلوه، هيب هيبة، وا ليل ووه، أغنية سبولة، وجاني جوابك، يا هلي، مطنوش والنوبي، ويا رب من له حبيب، وطبع الزمان، بائعات البلس، والقات، وغيرها من الأغاني الجميلة، التي ما زالت خالدة حتى يومنا هذا"(2).
هو شاعر أيضًا، له العديد من الأغاني، ومنها: رائعته الوطنية (برَّع يا استعمار)، وأغنية (أُمَّاه) التي غنّاها الفنان عوض أحمد، وأنشودة (أنا بازوكة)، والعديد من النصوص العاطفية.
____________
(1) ينظر: https://music.yemenarchive.com/songs/%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84/
(2) ينظر: https://www.khuyut.com/blog/itrajak