هي معاهدة عقدها الإمام يحيى حميد الدين مع الحكومة الإيطالية ممثلةً بالحاكم الإيطالي لمنطقة أرتيريا السنيور جاكوبو غاسباريني في 24 صفر 1345هـ/ 2 سبتمبر 1926م، وتتمحور هذه المعاهدة التي تتضمن ثماني مواد حول نقطتين؛ الأولى: اعتراف الحكومة الإيطالية باستقلال اليمن والإمام استقلالًا مطلقًا، والنقطة الثانية: تنظيم العلاقات التجارية، وتزويد إيطاليا لليمن بالمعدات المختلفة، والخبرات الفنية، وفقًا للمواد (2، 3، 4، 5) من المعاهدة.
تأتي أهمية المعاهدة اليمنية الإيطالية في أنها أول اتفاقية يبرمها الإمام يحيى مع دولة أجنبية، وبها دخل مجال العلاقات الدولية لأول مرة، وأنها تضمنت أول اعتراف دولي باستقلال اليمن والإمام يحيى بعد خروج الأتراك عقب الحرب العالمية الأولى، وأنها أيضًا تمت تتويجًا للجهود الإيطالية الهادفة إلى جعل منطقة جنوب وجنوب غرب الجزيرة العربية منطقة نفوذ حيوي للمستعمرات الإيطالية في شرق أفريقيا، وقد كانت لهذه المعاهدة انعكاسات خطيرة على علاقة الإمام يحيى بجيرانه في عسير، ومناطق المحميات الإنجليزية في جنوب اليمن، حيث تعزز موقف الإمام عسكريًّا بإزاء خصمه الإدريسي، وتمكن من استعادة أجزاء يمنية لا بأس بها من منطقة عسير، وكاد أن يكمل استعادة المنطقة كلها لولا لجوء الإدريسي إلى ابن سعود، وإعلان الأخير حمايته على عسير بموجب معاهدة مكة 1344هـ/ 1926م.
ومن المعروف أن المعاهدة اليمنية-الإيطالية، كانت أساسًا متينًا لعلاقة متميزة ربطت حكومة الإمام يحيى ومن بعده الإمام أحمد بالحكومة الإيطالية، وترتب عليها زيادة لنفوذ إيطاليا على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي في اليمن، ومن مظاهر التعاون اليمني-الإيطالي إرسال الأطباء الإيطاليين إلى اليمن، وهبوط أول طائرة على أراضي مملكة الإمام يحيى، وإرسال أول بعثة يمنية لتعليم الطيران إلى إيطاليا عقب توقيع المعاهدة، وقد مددت المعاهدة لسنة كاملة عقب انتهائها في سنة 1355هـ/ 1936م.
المصدر: