يُعدّ رمضان بالنسبة للمرأة في العديد من الدول، وفي اليمن على نحوٍ خاص، موسمَ مطبخ بامتياز، هذا الموسم الذي أصبح غنيًّا بالسوشيال ميديا، حيث تركت وسائل التواصل الاجتماعي تحوّلًا في مطابخ رمضان.
وذلك بتداول وصفات الطبخ وطرق إعداد الأكلات المميزة والمتنوعة، وهي استفادة تتطلّب أيضًا نوعًا من الخبرة في فرز المحتوى والوصول إلى أفضل الوصفات.
تقول أحلام ناصر ناشطة حقوقية، لـ"خيوط"، إنّ وسائل التواصل "عالم واسع من خلاله نتمكّن من التفنّن بالطبخ، ونجد شغفنا كمحبّي طبخ وطبخات، وغالبًا نبحث ونجد طبخات مقاديرها متوفرة بكل بيت".
وعلى مدى الأسابيع الماضية، يمكن لأيٍّ من مرتادي مواقع التواصل، أن يلمس حضور المطبخ وتجارب النساء معه، وبالتالي فنونه، بشكلٍ متزايد، من خلال تطبيقات، أبرزها يوتيوب وتيك توك وفيسبوك وغيرها من شبكات التواصل، التي نشأت فيها صفحات ومجموعات متخصصة بشأن الأكلات الرمضانية والمهارات التي تساعد على التغلب على الضغط وإنجاز الوجبات والمأكولات بأفضل الممارسات.
تضيف ناصر: "نستطيع أن نفيد ونستفيد من غيرنا بمشاركة تجاربنا مع الناس وبسؤال الناس عمّا يصنعونه بمطبخهم، ويفيدوننا كثيرًا من هذه الناحية ونكتشف أكثر، ونتعلم أشياء كانت صعبة علينا، نراها ونتمنى أن نصنعها لكن لا نعرف الطريقة، فهذا السر وراء أنّ وسائل التواصل تساعد كثيرًا بفنون الطبخ وتُحبِّبنا بالمطبخ".
مجموعة شهيرة على فيسبوك
ومن بين الكثير من المجموعات والصفحات، أنشأت أحلام الأصبحي مجموعة على فيسبوك باسم "سيسر عدني"، مخصصة للنساء وتعليم الطبخ والاستفسارات الخاصة بالطبخ، جذبت الكثير من الفتيات للإفادة والاستفادة من فنون ومهارات الطبخ والأكلات، وذلك حسب القدرة والاهتمامات، وبات لديها أكثر من 174 ألف عضوة.
وفي حديثها لـ"خيوط"، تقول مشرفة المجموعة، الأصبحي: "إنّ قصة المجموعة طويلة، إذ كانت الأساس من جدتي (الله يرحمها)، وكانت تُعتبر أكثر واحدة طباخة في العائلة، والكل يعرف هذا عنها"ـ وتسرد تجربتها مع الجدة، التي نقلتها من فتاة فاشلة بالطبخ، في مرحلة ما بعد إكمال الثانوية العامة، إلى رائدة تنشر المعرفة التي وثّقتها بالتعلم لديها.
ومِن ثَمّ ناقشت الفكرة مع إحدى قريباتها وهي إنشاء "صفحه فيسبوك" باسم سيسر عدني، تقول الأصبحي: "وذلك لأنّه لا أحد يقول "سيسر" إلا أصحاب عدن، وبعد إنشاء الصفحة بنت خالتي كانت تصوّر وأنا أطبخ وتُمَنتِج الفيديو"، وبعد مضي شهور قليلة انتقل الجهد إلى المجموعة.
معلومات الطبخ يجب أن تكون دقيقة، فبعض ما يُنشر لا يعطي وصفة مكتملة؛ تقول سلوى: "بدأت أتابع حسابات معينة في التيك توك لبعض مشاهير الطبخ، وجرّبت وصفات منهم وكانت صحيحة وما خربت؛ لأنّه بعض الحسابات تعطي مقادير أحيانًا غير مفهومة؛ وبالتالي تخرب الطبخة".
إدارة مجموعة الطبخ ليست عشوائية، تقول الأصبحي: "نمشي بمبادئ معينة، وممنوع أي مخالفة، وكلنا ماشِين على نفس النمط بتوازن ونسق واحد، والحمد لله هذا ما يجعل المجموعة إلى الآن مستمرة، واللهم لك الحمد تُعتبر هذه المجموعة من أنجح المجموعات في الفيسبوك".
وعلى الرغم من أنّها ترى مواقع التواصل جميعها مفيدة في الطبخ (تعليم وصفات جديدة)، فإنّها تعتبر أنّ فيسبوك هو الأسهل، بالحصول على وصفات مصوّرة ومكتوبة، إذ إنّ الكثيرات يعانين بطء الإنترنت، بحيث يصعب الاستفادة من الفيديوهات، كما هو حال يوتيوب.
الواتساب أيضًا، هو ساحة لمجموعات عائلية مغلقة، تدخل فيها الفتيات والنساء من الأسر المتعارفة والأقارب، وفيها أيضًا يتم تداول أفكار الطبخ. تقول أحلام الأصبحي: "لديَّ أكثر من خمس مجموعات في الواتساب، كل مجموعة تحتوي على ما لا يقل عن 250 مشتركة".
تطبيق فيديوهات على تيك توك
من جانبها، تقول سلوى محمد: "تعلُّم الطبخ من أهم فوائد شبكات التواصل بالنسبة إليّ، فأنا لم أكن أعرف أطبخ أيّ شيء. وأحيانًا كانت تظهر أمامي فيديوهات طبخ عندما أتصفح تطبيق تيك توك، وكنت أطبّق بعضها، وتكون مضبوطة أحيانًا وأحيانًا لا".
معلومات الطبخ يجب أن تكون دقيقة، فبعض ما يُنشر لا يعطي وصفة مكتملة، إذ تضيف سلوى: "بدأت أتابع حسابات معينة في التيك توك لبعض مشاهير الطبخ، وجرّبت وصفات منهم وكانت صحيحة وما خربت؛ لأنّه بعض الحسابات تعطي مقادير أحيانًا غير مفهومة؛ وبالتالي تخرب الطبخة".
وتتابع لـ"خيوط": "في رمضان تابعت أكثر؛ فهو شهر كريم والأسرة تجتمع خلال الوجبتين الإفطار والسحور، والمائدة لا بُدّ أن يكون فيها تنوّع بين الأصناف، وأيضًا يتنوع الطبخ والأكل بشكل يوميّ"، وتخلص إلى أنّ التيك توك ساعدها كثيرًا في مقدرتها على تنويع الأكلات لأسرتها.