في 27 فبراير 2023، نشرت إيكاد تحقيق بعنوان: "من يسرق نفط اليمن؟"، ادّعت فيه أنّ سُفنًا إماراتية تعمل على سرقة النفط اليمني، ومِن ثَم المتاجرة به حول العالم، معتمدة على تحليل بيانات أدوات متقدمة في تتبع السفن، وأوضحت إيكاد أنّها اعتمدت على ما نشرته مصادرُ يمنية.
وحصل التحقيق على آلاف المشاهدات ومئات المشاركات من صفحة المنصة في فيس بوك وقناتها في يوتيوب، وتناقلته مئات الحسابات.
https://ghostarchive.org/archive/oc6Kv
https://www.youtube.com/watch?v=BZk9M7YFqFs
التحقُّق من الادعاء
من خلال متابعة التحقيق، تبيّنَ أنّ الادّعاء احتوى على عددٍ من المعلومات "غير الدقيقة"، إذ تعامل التحقيق مع الخبر بانتقائية، متجاهلًا ذكر 4 سفن، وهي: APOLYTARES (أبوليتاريس)، وPANTANASSA (بانتاناسا)، وSEAVELVET (سيفيلفيت)، وISABELLA (إيزابيلا)، وركز على سفينة واحدة هي: GULF AETOS (إيتوس الخليج)، وأضاف إليها سفينتين: STAR Z (ستار زد)، وPRINCESS KHADIJA (برنسيسة خديجة).
تؤكّد خدمة تتبع السفن المدفوعة من fleetmon، أنّ السفينة GULF AETOS (إيتوس الخليج) لم تكن مختفية عن الأنظار، بل إنّها وَفقًا للخدمة، كانت يوم 14 يونيو/ حزيران، ترسو بالقرب من ميناء الحمرية في إمارة الشارقة.
وانطلقت من ميناء الحمرية يوم 15 يونيو 2022، وتحركت إلى عدن، ويسجل ميناء عدن في قائمة حركة السفن الواصلة والمغادرة، وصولها يوم 27 يونيو 2022.
تظهر بيانات أداة فليت مون لتتبع السفن أنّ السفينة GULF AETOS، ظلّت خلال الفترة من 30 يونيو 2022 إلى 31 يوليو 2022 (شهر كامل)، تتنقل بين ميناء النشيمة في شبوة، وهو ميناء لتصدير النفط الخام وميناء عدن، حيث مصافي تكرير النفط.
وفي يوم 31 يوليو 2022، بدأت السفينة رحلة أخرى، امتدت من ميناء عدن إلى ميناء خور الزبير في العراق، الذي وصلته يوم 15 أغسطس 2022.
ستار زد وبرنسيسة خديجة
توثّق خدمة تتبع السفن من فليت مون، أماكنَ تواجد كلٍّ من ستار زد وبرنسيسة خديجة، يوم 10 أغسطس 2022، في نقطتين متباعدتين، ولم يقتربا من بعضهما؛ حيث كانت برنسيسة خديجة بالقرب من سواحل مسندم على مضيق هرمز بعد خروجها من أم القيوين، بينما كانت "ستار زد" متوقفة بالقرب من ميناء الفجيرة، يفصل بينهما حوالي 70 ميلًا بحريًّا.
ومن حيث الملكية والإدارة، تسجل قاعدة معلومات السفن equasis ملكية وإدارة السفينتين إلى شركات مختلفة؛ ففي حين تسجل برنسيسة خديجة بملكية NAAMA FZ-LLC - IMO 6174366، فإنّ ستار زد تسجل بملكية شركة ألترا لاستثمارات الثروة ومقرها اليونان.
وذلك يؤكّد أنّ هذه السفن مملوكة وتعمل لصالح شركات تجارية حتى وإن كان لهذه الشركات فروعٌ في الإمارات العربية المتحدة أو أية دولة أخرى، فليس بالضرورة أن تكون هذه السفن تابعة للدولة التي تعمل فيها.
وفيما يتعلق بـGULF AETOS (جولف إيتوس)، فتسجل قاعدة معلومات السفن equasis أنّها ناقلة منتجات كيماوية/ نفطية، ترفع علم بنما (لا يعني رفع سفينة لعَلَم دولةٍ ما أنّ السفينة بملكية هذه الدولة)، بُنيت في العام 2001، ووَفقًا للقاعدة فإنّ الناقلة هي الوحيدة التي تملكها بلو بيرل للشحن والتجارة، وهذه الشركة برعاية خليج عدن للشحن (ذ. م. م.)، وتسجل القاعدة شركة خليج عدن للشحن (ذ. م. م.) على أنّها المدير التجاري للناقلة (المشغل)، والتي تتولى تشغيل ثلاثٍ من الناقلات؛ اثنتان منها ناقلات نفط، والثالثة للنقل السائب، والشركتان: بلو بيرل للشحن والتجارة، وخليج عدن للشحن (ذ. م. م.)، لهما نفس العنوان في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
ومنذ بنائها في 2001 وحتى الآن، حملت السفينة أربعة أسماء، آخرها GULF AETOS، منذ 1 مايو 2019، كما رفعت خمسة أعلام، آخرها علَم بنما منذ حصولها على اسمها الأخير.
ووَفقًا لبيانات حركة السفن في ميناء الحُديدة، فإنّ للناقلة GULF AETOS وكيلًا ملاحيًّا في الحديدة، هي شركة القبطان للملاحة، وتقف الناقلة حاليًّا في غاطس الحديدة، تحمل شحنة من وقود الديزل، بانتظار الوصول إلى الرصيف للتفريغ.
إيكاد لا ترد
في الثالث عشر من مارس/ آذار الماضي، أرسلنا رسالة إلى منصة إيكاد، شرحنا فيها ما توصلنا إليه، وتمنينا الحصول على توضيح حول ما يفنده هذا التحقيق، وحتى نهاية مارس/ آذار لم نتلقَّ أيَّ ردٍّ من إيكاد.