بدأ شغف مروان فرحان الكمالي، بالعلوم والتكنولوجيا باكرًا، وتنامى بالتزامن مع دراسته في قسم الفيزياء بجامعة تعز، حيث ركّز على تكنولوجيا النانو، بعدها بدأ مشوار الدراسات العليا بجامعة بيلاروسيا للاتصالات والمعلوماتية (مينسك- بيلاروسيا) سنة 2014.
وكرّمت دولة بيلاروسيا في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، الطالبَ اليمني المبتعث من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي- "الكمالي"، بجائزة الدولة التشجيعية للمطورين الشباب؛ وذلك نظير إنجازاته العلمية خلال سنة 2022.
الباحث الكمالي تحدث لـ"خيوط"، عن دراساته وإنجازاته، بالقول: "بدأت رحلتي العلمية عقب إكمالي الدراسة الجامعية والتحاقي بدراسة الماجستير في العلوم الهندسية والتقنية التي ركزت خلالها على تقنية النانو والمواد النانوية".
كما تمكن خلال دراسة الماجستير، من اكتشاف طرق جديدة ومبتكرة لتجميع وإنتاج المواد المركبة واستخدامها لاحقًا في الإلكترونيات بشكل عام، والإلكترونيات الضوئية بصورة خاصة.
هذه التجارب والأبحاث المتخصصة بمجال الخزف التقني والمواد "النانوية"، لاقت اهتمامًا وتشجيعًا مستحقًّا في أوساط المجتمع العلمي، حيث نُشر له ما يزيد على 60 ورقة علمية، كان لنتائجها المبتكرة أثرٌ في الساحة العلمية.
ويوضّح الباحث الكمالي أهميةَ تقنية النانو، واستخداماتها التطبيقية باعتبارها علمًا سريع التوسع، وله العديد من التطبيقات العملية في مجال الصناعات، بما في ذلك الطب والبناء والإلكترونيات.
يتركّز مشروع البحث على تطوير مواد تعمل كمواد ماصّة ومفلترة للنفط الخام، لإحداث تأثير كبير في مجال التكنولوجيا البيئية، وفي مواجهة تحديات الانسكابات النفطية.
وحول بحثه الفائز بجائزة الدولة التشجيعية للمطورين الشباب في دولة بيلاروسيا، يقول إنّ أبحاثه تهدف إلى إثبات تقنية النانو كوسيلة فعّالة لتصنيع المواد وتطويرها وتحسين كفاءة ألواح الطاقة، فضلًا عن تطوير أقراص طبية ذات خصائص أقوى مضادّة للميكروبات.
شغف مستمرّ
من المنتظر أن يساهم هذا الإنجاز العلمي، في إدخال تطبيق الطاقة النظيفة في المصانع، والمركبات، وفي المدن عمومًا، وكذا تحسين الأدوية الطبية، من خلال القضاء على التجمعات الميكروبية بشكل فعّال، أي إنّ هدفه الرئيس تقديمُ حلول مستدامة لكلٍّ من القطاعات التكنولوجية والطبية.
بعزيمة وشغف كبير، يواصل الكمالي رحلته العلمية بهدف إكمال أطروحة الدكتوراة في هندسة تقنية النانو ودورها في التنمية المستدامة من جامعة (سوخوي) الحكومية، بولاية (غوميل) في جمهورية بيلاروسيا.
هناك حظي الباحث الكمالي، بدعمٍ وتشجيع واسع من قبل جامعة (سوخوي)، وقبلها جامعة بيلاروسيا للاتصالات، حيث سارعت جامعة (سوخوي) الحكومية في ولاية (غوميل) إلى استقطابه للعمل معها كباحث معتمد للاستفادة من خبراته وابتكاراته في مجال تقنية النانو والمواد النانوية.
بالمقابل، ينوي الكمالي الاعتكاف -خلال الفترة القادمة- للعمل على إنجاز مشروع خاص يجمع بين جامعة سوخوي ووزارة النفط البيلاروسية (ممثلة بفرعها غوميل).
ويتركز مشروع البحث على تطوير مواد تعمل كمواد ماصّة ومفلترة للنفط الخام، لإحداث تأثير كبير في مجال التكنولوجيا البيئيّة، وفي مواجهة تحديات الانسكابات النفطية.
الجدير بالذكر، أنّ جامعة سوخوي الحكومية هي الجامعة الوحيدة المتخصصة بالبترول في ولاية غوميل بجمهورية بيلاروسيا.
تعاون مشترك
لم يكن الكمالي باحثًا مُجِدًّا ودوؤبًا وحسب، بل لعب أدوارًا ملموسة بالتنسيق مع الملحقية الثقافية اليمنية في موسكو، في توقيع اتفاقيات علمية بين جامعة سوخوي الحكومية التقنية في ولاية غوميل وجامعتي تعز والرازي.
أثمرت مختلف هذه الجهود في عقد مؤتمرين علميَّين مشتركَين بين جامعة سوخوي الحكومية التقنية وجامعة تعز، بحثت في تطوير مجال تكنولوجيا النانو والمواد النانوية، وتعزيز التعاون العلمي الدولي في هذه المجالات.
هذا، وكان الباحث مروان الكمالي- كما في أيّ رحلة علمية- قد واجه عقبات وصعوبات عدة، لكن شغفه بالعلم وتصميمه على النجاح ساعده على تجاوزها.
وينصح الباحث الكمالي الشباب؛ ألّا يتوقف طموحهم عند الحصول على الشهادة الجامعية، وإنّما بمتابعة دراساتهم العليا لإفادة أنفسهم وبلدهم، مُبديًا في ختام حديثه لـ"خيوط"، تحمُّسَه لرؤية النتائج الإيجابية التي يمكن أن يحقِّقها هذا المجال في المجتمع اليمني، على المستوى العلمي والتقني.