يحاول اليمنيّون منذ سنوات طويلة، مع كل مناسبة عيدية، أن يصنعوا أفراحًا تليق بصبرهم الطويل على مكاره الحرب ورذالات مسيريها والمكتسبين منها.
وها هو عيد آخر يطل عليهم، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حل لحالة الاحتراب بين الأطراف التي لا تمثل غير رعاتها الإقليميين والدوليين، ولا تمثّل أيًّا من شرائح المجتمع اليمني وفئاته، التي تتشدق بها منذ سنوات ولا تبيعها غير الوهم.
لم يزل اليمنيّون يعيشون تحث ضغط الانقسام وانعكاساته على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، ويعيشون أكثر تحت ضغط منسوب الكراهية المرتفع الذي يتغذّى من خطابات النخبة الفاسدة والمنقسمة.
تعاني اليمنيات ويعاني اليمنيّون كثيرًا من الغلاء الفاحش بسبب انقسام العملة وانقطاع المرتبات، ويعانون من تكميم الأفواه وقطع الطرق ومحاصرة المدن، وتعاني الكثير من الأسر في شمال البلاد وجنوبها من حالات اعتقال وتغييب قسري وإخفاء لأفراد منها متورطة بها جميع الأطراف، وتتنمى هذه الأسر أن تحل مناسبة مثل هذه لإعادة لمّ شملها بمن غاب او غُيِّب من أحِبّتها.
عملت "خيوط" خلال السنوات الثلاث السنوات الماضية، على أن تكون صوتًا نزيهًا للدفاع عن الحقوق والحريات، ومجهر معاينة لأحوال الناس، وهي هنا تؤكد أنها ماضية في هذا الطريق حتى يجد اليمنيّون منافذ ضوء متعددة للخروج من هذا المأزق الكبير.
وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تدعو جميع الأطراف الغارقة في منافح الحرب والفساد إلى أن تحكم ضمائرها -إنْ ما زالت تسترشد بأيٍّ من قيم الضمائر- حيال معاناة اليمنيات واليمنيين وصبرهم الطويل، وتُذكِّرهم بأن التاريخ لم يُنصِّع في يوم من الأيام سِيَرَ القتلة والفاسدين ومنزوعي الضمائر.
وهي مناسبة لتقديم التهنئة لقرّائها وكتّابها وأصدقائها الكرام، وتهنئة أخص لعموم اليمنيات واليمنيين الذين يقامون من أجل الحياة.