عن منشورات مواعيد بصنعاء، صدر الجزء الأول من كتاب "تبابعة اليمن الـ100"، لمؤلفه أبوبكر محمود ميَّاح، مشتملًا على عرض لسير العديد من الشخصيات اليمنية التي حفرت حضورها في التاريخ اليمني القديم، ومنها: سبأ الأكبر، الحارث الرائش، الملكة بلقيس، شمر يهرعش، أسعد الكامل، شرحبيل بن أسعد الكامل، سمه علي ينوف، كرب إيل وتر، إيل شرح، الملك ملشان ذي يزن، الحارث عبد كلال، ذو نواس الحميري، سيف بن ذي يزن الحميري، ذو الكلاع الحميري، قيس بن مكشوح المرادي، عمار بن ياسر العنسي، الطفيل الدوسي، قيس بن نمط الهمداني، أبو موسى الأشعري، الأشعث بن قيس الكندي، العلاء الحضرمي، جرير بن عبدالله البجلي، المهلب بن أبي صفرة الأزدي، موسى بن نصير اللخمي، السمح بن مالك الخولاني، محمد بن أبي عامر المعافري.
جاء في مقدمة هذا الجزء:
"في صفحات هذا الكتاب وسطوره الوطنية الخالدة، سوف نحلق عاليًا ونعود بعجلة التاريخ لآلاف السنين الغابرة؛ لكي نقرأ معها وبين دفاتها مجد سبأ التليد وآثار قحطان الماجدة، التي امتدت على طول الجغرافيا اليمنية والجزيرة العربية في عنفوان وصمود تاريخي فريد دام نحو أربعة آلاف سنة مضت لميلاد المسيح عيسى (عليه السلام)، ومع أحرف تلك السطور سنقرأ رهبة التاريخ وشموخ العصور وسر الحضارات وعصارة الأمم وذكريات الماجدين.
ومع تلك السطور أيضًا، سنشاهد كل ملامح المدينة وقد ارتبطت بها راسمة معها وبين سجلاتها شموخ حضارة سبأ في عمرانها البديع ورقيها الفريد وفنها المبهر وإبداعها الملهم، معنونة كل ذلك في لوحة يمانية نادرة الوجود ورائعة الحضور، شامخة تألقت حتى عانقت هامات السماء، فذاع صيت جمالها الأخاذ وسحرها البديع في العالمين، حتى عرفت عند الرومان بالبلاد السعيدة، مع ارتقاء ذلك التألق كانت روائح عطرها الزكي قد ملأت أرجاء الدُّنيا، حتى أسماها مؤرخو اليونان بأرض الطيب والعطور، وهي مع ذلك أرض خير وبركة، حتى إن صفحات التوراة والإنجيل تطلق عليها (أرض التيمن) وكأنها قد اكتسبت في نشأتها الأولى قدسية سماوية؛ ليأتي القرآن الخالد بعد كل تلك الكُتب والروايات ويطلق عليها مصطلح (البلدة الطيبة)، أما في حضارات البشرية فقد اكتسبت قدسية أرضية أيضًا؛ إذ عُرفت في كتابات الفراعنة وحضارة مصر القديمة بمسمى (أرض الآلهة) و(بلاد البونية المفضلة)، ولا ننسى أن نعرج على روايات الرسول وكتابات السنة النبوية فقد ذكرتها كثيرًا، فذات مرة قال الرسول لأصحابه: "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن".
عن سبأ الأكبر يروي الرسول (ص) حينما سئل: هل هو أرض أم امرأة؟ فقال: إنه رجل من العرب أولد (خرج من نسله) عشرة أبطن، فتَيامنت ستة، وتشاءمت أربعة، قال فأما الذين تيامنوا: فكندة، ومذحج، والأشعرون، وحمير، وأنمار، والأزد، وأما الذين تشاءموا: فجذام، ولخم، وعاملة، وغسان.