عقب تصريح أدليتُ به في 12 يوليو/ تموز 2022، لمُراسلة الجارديان البريطانية في واشنطن العاصمة، ستيفاني كيرشجيسنر، تعرضتُ شخصيًّا لمحاولة إعدام مهني بالغة القذارة، على امتداد ثلاث سنوات ماضية، تحت حملة عنوانها (التحرش والاستغلال الجنسي)، وهي تلفيقات لا وجود لأيّ أساس لها، ولا شاكيات فيها، ولا أيٍّ من أركان أي جريمة، فقط لأني قلت للديناصورات التي تستوطن البيت الأبيض: (لا)، وهو التحرش الوحيد الذي باشرته بإرادة واستنارة كاملة، دفاعًا عن بلدي اليمن، ومواطنة، وزميلاتي وزملائي، وشرفي المهني والإنساني، وسأواصل القيام بذلك، في جميع الظروف.
إنّ من المُفارقات العجيبة، ربما، أنه، وبرغم كل ما عايشناه، من مخاطر وتهديدات وأذى وترويع، بسبب عملنا، وسط حرب، من بين أطرافها والمتورطين فيها، تشكيلاتٌ مسلحة متطرفة ومنفلتة، وحكومات نافذة ومستشرسة، وأجهزة أمنية وقوات عسكرية، وأحزاب، وثقنا، وكشفنا، وانتقدنا، انتهاكاتها، جميعًا، ما جعلنا عُرضة للاستهداف والاحتجاز والاعتداء أكثر من مرة، وللعشرات من حملات التلفيق والتشويه والاستهداف والترويع، إلا أنّ أصعبَها على الإطلاق، بالنسبة لي، كان ما تعرضتُ له أثناء تواجدي داخل الولايات المتحدة الأمريكية، خلال رحلة مناصرة، في النصف الثاني من العام 2022، التي تزامنت مع الإعداد لزيارة بايدن، اليتيمة، للسعودية.
وفي العاصمة الأمريكية واشنطن، عقدت اجتماعات عدة مع الفاعلين والمسؤولين، كما هو الحال في كل رحلة مناصرة نزور فيها العواصم المؤثرة على الوضع في اليمن، وخلال المداولات، طرح مسؤولون في البيت الأبيض فكرةَ آلية رديئة للتعامل مع مسائل حقوق الإنسان، بعد أن تحدثت لصحيفة الجارديان البريطانية، منتقدًا إحدى أفكار إدارة بايدن، الرديئة، للتعامل مع ملف انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، لقد وجدتني وحيدًا، أواجه، استهدافًا، ضغطًا رهيبًا، رغم معرفة كثير من الجهات والأفراد، في بلد الديموقراطية، الأول، وموطن دعاتها، والمنظرين لها، تضمنت الكثير من الانتقام، على جريمة المساس بنرجسية العقل السياسي، الغربي، المتضخمة، من رجل جاء من أقصى المشرق يسعى، وهو أعزل، إلا من عقله وضميره.
لقد تصدينا للعديد من محاولات توظيف واختراق عملنا، في محاولات حثيثة لاستغلال قوة عمل مواطنة ووصولها الميداني، لصالح غايات مُخابراتية وأمنية، وعسكرية وحربية، بما في ذلك تقويض عمل مواطنة، من خلال محاولات تجنيد أعضاء في فريقها، ومحاولة أمريكية عبر إحدى المنظمات الحقوقية الدولية، للقيام بزرع أجهزة مخابراتية حديثة، في العام 2020، في مختلف مناطق اليمن، نحتفظ بأدلتها، وآخرها محاولة البنتاجون، ممثلًا بوزارة الدفاع الأمريكية، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، ونحتفظ بالأدلة، وبأسماء الأشخاص، والجهات، وبالشكاوى التي تقدمنا بها لتلك الجهات، التي لم تُقدِم على أي خطوة مؤسسية لحماية العمل الحقوقي والإنساني، من أيّ اختراق أو توظيف، وسنواصل جهودنا حتى تتم المحاسبة.
إننا في مواطنة نبذل قصارى جهدنا، لحماية عملنا الحقوقي المُستقل، من محاولات التوظيف والاختراق والكيد والاستخدام، ولدينا الإرادة والاستنارة والكفاءة والجدارة والفاعلية، لإنجاز واجباتنا على أكمل وجه.