"يا جانيات العناقيد"

باله ومغنَى ومغرَد بين الحقول الجنيه
October 10, 2024

"يا جانيات العناقيد"

باله ومغنَى ومغرَد بين الحقول الجنيه
October 10, 2024

كلمات: محمد محمد الذهباني

ألحان: أحمد السنيدار

غناء: أحمد السنيدار

ارتبطت أغنية أحمد السنيدار "يا جانيات العناقيد" بموسم (الاختراف) في اليمن، وهو موسم جني الثمار، وخصوصًا الفواكه في صيف صنعاء ومحيطها، ومنها العنب. التصاوير البليغة للحالة الريفية والفلاحية عمومًا التي ينحاز إليها الشاعر محمد بن محمد الذهباني في هذه القصيدة، هناك ما يشابهها في قصائد أخرى له غناها فنانون آخرون منهم محمد حمود الحارثي في أغنية "يا فرحتي للرعية"، وأغنية "شجروها" للفنان علي السمة، و"يا صبوح العنب" للثلاثي الكوكباني، وغيرها.

تقول كلمات أغنية "يا جانيات العناقيد":

يا جانيات العناقيد          طاب العنب طاب يا غيد

والله لاسامر الجيد           لوما تغيب المضيِّةْ

شم الزهور الزكيةْ          في سفح صنعاء الأبيّةْ

وفي حقول الرعيةْ            حيث البدور المضيّةْ

يا قمرية في جُبا الـدار       محبوب قلبي صلين سار

قالت نزل يجني اثـمار          من الرياض النديّةْ

بكر غبش لاجل يسجع        مع القمارى ويزرع

سير ابسره يا مولّع            ترجع ونفسك رضيّةْ

والوادي أخضر معسجد          فيه الزغاريد تشهد

باله ومغنى ومغرد               بين الحقول الجنيةْ

ما احلى الطيور النزيلةْ          فوق الغصون الطويلةْ

وكل حَسْنا جميلة                  تجني فواكه طريةْ

ليمون وفرسك ورمان         في كف معـسول الأعيان

الله يبارك للاخوان              بذر الغصون الـسنيةْ

شاقبله في جبينه                  واحاكي اهل المدينةْ

في الريف وردة ثمينة              للناس أجمل هديةْ

مع السلام المعطر               في وسط منديل مزهَّر

لكل قرية وبندر                من قلـب صـنعاء الأبيّةْ(*)

                  * * *

عن الشاعر

هو محمد بن محمد عبدالله الذهباني، من مواليد مدينة صنعاء 1927، ومتوفَّى فيها في العام 1997. بدأ حياته بمزاولة الأعمال المهنية في صنعاء القديمة، ثم احترف التجارة، غير أنّ عشقه للأدب، وتأثره بالشعر ومجالسته للأدباء والشعراء، وتألّمه لما يعانيه المواطن من آلام إبان الحكم الإمامي، خلق في نفسه ميولًا نحو الشعر الشعبي.

كتب عشرات القصائد لمواسم الزراعة والريف والأناشيد الوطنية، ولحّن بعضها وغنّاها شعراء، مثل: علي عبدالله السمة في أغنية (يا ريم وادي بَنَا يا اخجم)، وأغنية (شجِّروها شجّروها، أرضنا ذات الجمال)، والفنان أحمد السنيدار في أغنية (يا جانيات العناقيد)، وأغنية (خطر قبالي في الحديدة أسمر)، والثلاثي الكوكباني غنّى له (يا صبوح العنب)، والفنان محمد قاسم الأخفش (يا أهل الوطن يا زرّاع)، ويبقى الفنان محمد حمود الحارثي أكثر الفنّانين تعاونًا معه في أغاني (يا فرحتي للرعية)، (أهلًا بعيد الهنا)، (بشراك يا سد مأرب).

عن الفنان

ولد الفنان أحمد السنيدار في ﺣﺎﺭﺓ ﺍﻷﺑﻬﺮ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻋﺎﻡ 1939، أﺣﺐَّ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻋﻮﺩًﺍ ﺻﻨﻌﺎﻧﻴًّﺎ (قنبوسًا) يستخدمه أصدقاؤه من الفنانين.

ﺗﺄﺛﺮ في بداية حياته ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻥ ﻗﺎﺳﻢ ﺍﻷﺧﻔﺶ. أول أغنية أذيعت له هي: (ﺃﺭﺍﻙ ﻃﺮﻭﺑًا)، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻠﺴﺔ مقيل، ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻝ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﺳﺠﻠﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ (ﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﺤﺒﻪ ﻗﺪ ﺑﻼﻧﻲ). 

ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺔ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻋﺎﻡ 1960، ﻭﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962، ﻗﻄﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻧﺎﺷﻴﺪﻩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ دعم ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ. 

في عام 1967، اﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ.

وكان له دور مشهود في أيام حصار صنعاء، حيث غنّى للمقاتلين في المواقع مع فنانين آخرين، مثل الآنسي والحارثي.

ﻓﻲ بدﺍﻳﺔ الثمانينيات، اﻧﺘﺨﺐ ﺃﻣﻴﻨًا ﻋﺎﻣًّا ﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ في الجمهورية العربية اليمنية.

شكّل ثنائيًّا مع الشاعر أحمد عبد ربه العواضي، وغنّى له مجموعة من النصوص، منها: "لا تشلوني ولا تطرحوني"، "يا غصن صنعاء اليمن"، "طاب السَّمَر"، "لا صاحب فَرَق صاحبه"، "يا ظالم الحب"، "حن قلبي والوتر جاب الأغاني"، وغيرها.

غنّى للعديد من الشعراء، منهم: إبراهيم الحضراني، ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺻﺒﺮة، ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﻄﺎﻉ، ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﻜﺒﺴﻲ، ﻋﺒﺎﺱ ﺍلدﻳﻠﻤﻲ، ﻭﻏيرهم.

كتب العديد من القصائد الغنائية وقام بتلحينها وأدائها، مثل: "يا حبيبي إليك شكواي"، "أسف عليه"، "كم لي مراعي لك"، "أمانتك وا نسيم". 

ﻣن أبرز ﺃﻏﺎﻧﻴﻪ: "يا طبيب الهوى"، "الحب أعياني"، "عن ساكني صنعاء"، "حبيبي ظلمني"، "يا جانيات العناقيد"، "حبوب حبوب لا تغضب"، "ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺭﻳﻒ اليمن".

يعمل مستشارًا ثقافيًّا في سفارة اليمن بالقاهرة التي يقيم فيها منذ سنوات طويلة.

(*) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي، صنعاء، 2005، الجزء التاسع، ص346-347.

•••

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English