الكلمات: عمر عبدالله نسير
ألحان: محمد محسن عطروش
غناء: أحمد علي قاسم
من الأغاني التي ارتبطت طويلًا بصوت الفنان الراحل أحمد علي قاسم، أغنيةُ (متى يا هاجري عينك تراني)، التي كتب كلماتها الشاعر عمر عبدالله نسير، ولحّنها الفنان محمد محسن عطروش، وتقول كلماتها:
متى يا هاجري عينك تراني
متى تمسك يمانك في يماني
أنا ما اقدر بَدالك احِب ثاني
ولا اقدر اقول ذي احبه رماني
متى يا هاجري اشوفك قبالي
متى بَامْزج خيالك في خيالي
* *
عجيب!
اخترت ليه البعد؟
هل حرّشك واحد حسود؟
حبيب..
لَانْت نسيت العهد
مش طبعنا ننسى العهود
انا على ذا العهد باقي
تشهد عليّ كل السواقي
وانت إذا تنسى فراقي
أنا ما اقدر بدالك أحب ثاني
ولا اقدر اقول ذي احبه رماني
* *
يمين بَاحْلف برب الحب
باحلف بحسنك يا حبيب
حرام ما قد نسيتك يوم
يا ما افتكرتك في المغيب
* *
يدّي اليمين تفقد يمينك
عندي حنين يخفي ظنونك
وانت إذا تنسى ضنينك
أنا ما اقدر بدالك احب ثاني
* * *
عن الفنان
من مواليد 1943 بعدن، وتُوفِّي فيها، في سبتمبر 2011. وهو فنان وإعلامي معروف، لمع نجمه في سماء الأغنية في الستينيات والسبعينيات. أكثر الأغاني التي اشتهر بها، هي من ألحان الفنان محمد محسن عطروش؛ لهذا قال عنه: "هو أفضل من يؤدّي ألحاني، ومنها: يا لومتك ليش تنساني، متى يا هاجري عينك تراني، أنا أترجّاك بس تسمع كلامي".
أدّى أغانيَ معروفة لفرسان خليفة "روح الشروق"، ولمحمد عبده زيدي "على غفلة تذكرتك"، وغنّى أيضًا لمحمد سعد عبدالله، وآخرين.
تقلّد العديد من المناصب؛ منها المدير المالي والإداري بوزارة الإعلام عام 1986، ثم رئيسًا لقسم الموسيقى بمكتب ثقافة عدن منذ العام 1990، حتى وفاته.
قال عنه الفنّان عصام خليدي: "الفنّان القدير أحمد علي قاسم صاحب تجربة فنية غنائية متميزة، تخللت مشواره الإبداعي الحافل والزاخر بالعطاء المتدفق النوعي المتجدد والراقي، ويُعد من الفنانين اليمنيين القلائل الذين أَثْروا حياتنا الفنية المعاصرة بمفاهيم ودلالات ووظائف ماهية وقدسية "رسالة الفن والطرب" المعبر الهادف التي تنهض بالقيم الجمالية والأدبية الثقافية والأخلاقية، وتسمو وترتقي بالنفوس والمشاعر والأحاسيس المفعمة بالصدق والحب، فتسكن بين الأفئدة والأرواح والقلوب.
اتسمت أعماله وأغانيه بـ"تنويعات مقامية نغمية موسيقية وإيقاعية" مترفة باذخة فارهة، ونجح بتفوق واقتدار في تقديم "ثنائيات فنية استثنائية" مع عمالقة الغناء اليمني ورواده الأساتذة: محمد مرشد ناجي، محمد محسن عطروش، أحمد المحسني، وغيرهم، بالإضافة إلى تعامله مع أبرز شعراء الأغنية اليمنية والعربية، على سبيل المثال لا الحصر: عبدالله عبدالكريم، أحمد بومهدي، محمد سعد عبدالله، الشاعر المصري الكبير صالح جودت، صاحب كلمات أغنية "الفن" التي لحّنها وغنّاها الموسيقار الخالد محمد عبدالوهاب، في عهد الملك فاروق، كما قدّم للعديد من شعراء الأغنية اليمنية الآخرين".
عن الشاعر
هو الشاعر عمر عبدالله نسير، المولود في قرية المحل الزراعية بأبين، في العام 1932، ولهذا بدأ حياته فلّاحًا، صارت لاحقًا هذه المهنة أحد مستلهماته في كتابة النصوص الشعرية، مثل: "بالله اعطني من دهلك سبولة"، "يا عيل يا طائر"، "حطوّب سيلوه"، "يا راعي البوش"، وغيرها؛ وعمل لاحقًا صيَّادًا وبائع سمك، وكتب كلمات أغنية "هيب هيبة" المعروفة.
لكنه منذ سنوات طويلة، عمل في مهنة "باطواله"، وهي كلمة هندية تعني حارس مدرسة، وبواسطة هذه المهنة تعلم القراءة والكتابة بواسطة الاستماع للمدرسين وهم يُلقون دروسهم على الطلاب في مدرسة زنجبار.
شكّل مع الفنّان والملحن الكبير محمد محسن عطروش -وهو بالمناسبة خال العطروش- ثنائيًّا رائدًا في المدرسة الأَبْينية المعروفة، فلحّن له وغنّى قصائدَ كثيرة، منها: أغنية "حطوَّب سيلوه"، "هيب هيبة"، "وا ليل ووه"، أغنية "سبولة"، "جاني جوابك"، "يا هلي"، "مطنوش والنوبي"، "يا رب من له حبيب"، "طبع الزمان"، ورائعته الوطنية "برّع يا استعمار"، وغيرها من الأغاني الجميلة، التي ما زالت خالدة حتى يومنا هذا.
وغير عطروش، غنّى له مطربون معروفون، كالفنان عوض أحمد "هي كلمة"، "مرّ طيفك"، "العيش والملح"، "وعدتني بالوصل"، والفنان أبوبكر سكاريب غنّى له أغنية: "يا عيل يا طائر"، والفنان محمد صالح عزاني، غنّى له أغنية: "أنا وهو انظلمنا"، وغنّى من كلماته أيضًا الفنان أحمد علي قاسم أغنية: "أنا أترجاك"، و"متى يا هاجري عينك تراني"، التي هي محط تناولنا هذا.
وهناك فنّانات أدّين أغنيات من كلماته وألحان عطروش، مثل: صباح منصَّر، في أغنية "خلّة والمحلة"، والفنانة أسمهان عبدالعزيز، في أغنية "أبه أبه ليه هكّه"، والفنانة رجاء باسودان، أغنية "المحبة بالرضا".
تُوفّي الشاعر في أبين، في منتصف سبتمبر 2014، عن عمر 82 عامًا.