"يا فرحتي للرعية"

أغنية مواسم الزراعة الأثيرة
خيوط
May 25, 2023

"يا فرحتي للرعية"

أغنية مواسم الزراعة الأثيرة
خيوط
May 25, 2023

لحن وغناء: محمد حمود الحارثي

كلمات: محمد بن محمد الذهباني

كثيرة هي الأغاني المرتبطة بمواسم الزراعة والحصاد في اليمن، ومنها أغنية "يا فرحتي للرعية"، التي لحّنها وأدّاها الفنّان محمد حمود الحارثي، وكتب كلماتها الشاعر محمد بن محمد الذهباني، وصارت منذ ظهورها أول مرة منتصف سبعينيات القرن الماضي واحدةً من الأغاني الأثيرة في صباحات اليمنيّين التي تربطهم بالحقول.

 تقول كلمات الأغنية:

يا فرحتي للرعية

أهل القلوب الرضيّة

لهم أراضي غنيّة

فيها الزراعة قويّة

       * *

بفضل محراث و"بمبات"

تسقي جميع النباتات

ما احْلى المسابل منيرات

مثل النجوم المضيِّة

       * *

يا زارعي يا شقيقي

نحو العمل يا حبيبي

حبك سكن في قليبي

وفي قلوب البرية

       * *

أنت المربي للأشجار

وللمواشي والأبقار

بين الحدائق والأنهار

بيوتهم سامرية

       * *

شمس الشروق في سماهم

وأنوارها في رباهم

يا ليت من هو معاهم

طول النهار والعشية

      * *

يا ليتني كنت فلاح

أغرس سفرجل وتفاح

وأصدِّر البنّ أقداح

بالعملة الأجنبية(1)

      * * *

عن الشاعر

هو محمد بن محمد عبدالله الذهباني، من مواليد مدينة صنعاء 1927، ومتوفّى فيها في العام 1997. بدأ حياته بمزاولة الأعمال المهنية في صنعاء القديمة، ثم احترف التجارة، غير أنّ عشقه للأدب، وتأثره بالشعر ومجالسته للأدباء والشعراء، وتألّمه لما يعانيه المواطن من آلام إبان الحكم الإمامي، خلق في نفسه ميولًا نحو الشعر الشعبي.

كتب عشرات القصائد لمواسم الزراعة والريف والأناشيد الوطنية، ولحّن بعضها وغنّاها شعراء، مثل: علي عبدالله السمة في أغنية (يا ريم وادي بناء يا اخجم)، وأغنية (شجِّروها شجّروها أرضنا ذات الجمال)، والفنان أحمد السنيدار في أغنية (يا جانيات العناقيد)، وأغنية (خطر قبالي في الحديدة أسمر)، والثلاثي الكوكباني غنّى له (يا صبوح العنب)، والفنان محمد قاسم الأخفش (يا أهل الوطن يا زرّاع)، ويبقى الفنان محمد حمود الحارثي أكثر الفنّانين تعاونًا معه في أغاني (يا فرحتي للرعية)، (أهلًا بعيد الهنا)، (بشراك يا سد مأرب)(2).

عن الفنّان

وُلد محمد حمود بن يحيى الحارثي، في مدينة (كوكبان) عام 1933، وتُوفِّي في صنعاء سنة 2007، وهو واحد من أعمدة الفنّ اليمنيّ الكبار، وخصوصًا في غناء الموشح اليمني (الغناء الصنعاني).

بدأ الغناء، وهو في العاشرة من عمره فكان يغنّي لزملائه في الكتّاب، وفي كل لحظة يخلو فيها مع نفسه. وعندما انتقل إلى المدرسة العلمية، كان قد عُرف عنه جمال الصوت وحسن الأداء، ممّا رشّحه من قبل معلِّميه للقيام بتجويد القرآن الكريم، وبعد تخرجه اضطرّ للعمل في فلاحة وزراعة الأرض التي ارتبط بها.

في عام 1957، تقريبًا كانت له أول زيارة لمدينة صنعاء، وفيها بدأت موهبته في الغناء والعزف تتفتّق، ممّا شجّعه على الغناء عند بعض الزملاء والمقرّبين في المناظر (مجالس مضغ القات)، وعرّفه على الفنّانين.

عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، سجّل لإذاعة صنعاء عددًا من الأناشيد الثورية، مثل: (سحقنا الطغاة)، و(الجمهورية فيها الحرية)، و(يا سبتمبر يا مرج التاريخ الأخضر)، كما سجّل أولى أغانيه العاطفية، وهي أغنية (حُمَيِّمة)، في عام1970. وقد ذاعت شهرة الفنان الحارثي بعد أن أنشد (هذه أرضي وهذا وطني)، ثم توالت بعد ذلك إصداراته الغنائية.

وسجّل الحارثي بعد ذلك عددًا كبيرًا من أشرطة الكاسيت، ومن أشهر أغانيه: (ردَّ السلام)، و(يا فرحتي للرعية)، و(ما أجمل الصبح)، و(الشوق أعياني)، و(عليك سمّوني وسمسموني)، و(جلَّ من نفّس الصباح)، و(خِلِّي جفاني بلا سبب).

غنّى لكثيرٍ من شعراء اليمن المعاصرين، أمثال: عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول)، مطهر الإرياني، محمد الذهباني، أحمد العماري، وعثمان أبو ماهر.

 يقول عنه الراحل د. أبوبكر السقاف:

"أعترف أنّ غناءَه بدا لي غير جذّاب، ربما لأنّي تعوّدت الاستماع إلى الأغاني الشمالية بأصوات فنّانين جنوبيّين ولسنوات طويلة، منهم: المسلمي، والجراش، والقعطبي، والعنتري، وفضل اللحجي، وعمر غابة، والماس.

كان اللقاء الأول مصادفةً في مقيلٍ في "الدار الحجر" في الوادي (صيف 1978)، على شرف مشاركين من الجزيرة والخليج، جاؤوا للمشاركة في ندوة عن البحث ومراكزه فيها. فإذا بي أسمع أداءً هادئًا ينساب كأنه استمرار لإيقاع راقص يتردّد صداه فينا"(3). 

المصادر:

(1) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي 2005- صنعاء، الجزء التاسع، ص(346).

(2) ينظر: موسعة شعر الغناء، نفس الجزء، ص(343).

(3) ينظر: https://www.khuyut.com/blog/ya-mughir 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English