"يا بو الرمش اليماني"
ولا تداوت مهجتي من الطيش
كلمات: د. عبدالعزيز المقالح
لحن: إبراهيم طاهر
غناء: إبراهيم طاهر
قصيدتان غنائيتان، كتبهما الشاعر عبدالعزيز المقالح، للفنان إبراهيم طاهر؛ الأولى هي "أمير الحب" الذي صار مالكًا لكل القلوب، والقلوب صارت عرشه، وله في كل قلب من هذه القلوب أحلى سرير، كما جاء في النص، أما القصيدة الثانية فهي "يا بو الرمش اليماني" التي كانت واحدة من الأغاني التي ارتبطت بالفنان طاهر بعد أنشودة "أنا يمني" التي كتب كلماتها الشاعر إبراهيم صادق وحقّقت رواجًا مهمًّا على مدى عقود. تقول كلمات أغنية "يا بو الرمش اليماني":
يا بو الرمش الـيماني سحر عيونك ناداني
لَوْ بِهْ في حسنك مليون غيرك ما بختار ثاني
وشوقكم مزروع في جفوني
وابكي بقلبي هل بتسمعوني
يا حاسدين كل الحسد على أيش
ما زد بقي لي بعدكم عيش
ولا تداوت مهجتي من الطيش
كل المدينة في غياباته فيش
والبيت مدفن والفراش كالخيش(1)
عن الفنان
إبراهيم طاهر البلول، فنّان وملحّن وأديب وعسكري من مواليد 1944، قرية البلول، عزلة بني مصعب، مديرية كسمة، محافظة ريمة.
تلقَّى تعليمه حتى الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية، ثم التحق بالكلية الحربية في الرياض، وعندما قامت الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962، عاد إلى اليمن على أول باخرة، حيث عمل في إذاعة صنعاء موظفًا وفنّانًا في برنامج «أحرار الجزيرة العربية» مع ناصر قاسم وناصر السعيد، ثم التحق بلواء الوحدة وشارك في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في منطقة بني حشيش بمحافظة صنعاء، ثم غادر الوطن إلى القاهرة للحصول على بعض الدورات العسكرية، وهناك أخذ دورة في مدرسة المشاة، وكان ترتيبه الأول، ثم عاد إلى اليمن ليعمل قائد فصيلة، ثم قائد كتيبة في لواء الوحدة عام 1963.
في العام 1968، صدح بالأغنية الوطنية المشهورة "أنا يمني" في احتفال الذكرى السادسة لقيام ثورة سبتمبر 1962، وهي من ألحانه أيضًا، ومن كلمات الشاعر إبراهيم صادق، وتعدّ من أبرز الأغاني الوطنية اليمنية.
وبدعم وتشجيع مباشر من الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي، حصل إبراهيم طاهر على منحة لدراسة الموسيقى في معهد الموسيقى العربية في القاهرة، فحصل على الدبلوم ثم البكالوريوس، وعاد في عام 1980، ليؤسس مدرسة الموسيقى العسكرية وعُيّن مديرًا لها. وقد أنشأ هذه المدرسة من الصفر تحت قيادته وإشرافه، وتكوّنت فيها الفرق الموسيقية النحاسية والوترية التي شكّلت النواة الأولى للموسيقى العسكرية، حيث تخرّجت منها كوادر عدة توزعت على وحدات القوات المسلحة والأمن وفي أنحاء محافظات الجمهورية، كما التحقت الفرق الوترية بالفرقة الوطنية للفنون ورُشّح (البلول) للعمل أمينًا عامًّا لنقابة الفنانين اليمنيين.
جمع طاهر بين حنكة وشجاعة الرجل العسكري، وإحساس الفنّان، إذ كان ذا حس مرهف وذوق رفيع وراقٍ في التعامل والبساطة في المعشر، وهذا ما كان يظهر في تعامله مع الأغنية، سواء كانت وطنية أم عاطفية.
من أبرز أعماله تلحين وأداء أنشودة (أنا يمني)، من كلمات الشاعر إبراهيم صادق، وتلحين وأداء أغنية (يا بو الرمش اليماني) من كلمات الدكتور عبدالعزيز المقالح، التي تعد أول أغنية يكتبها الشاعر عبدالعزيز المقالح، وتلحين وأداء أغنية (في تهامة) وهي من كلمات الشاعر إبراهيم صادق، وتلحين وأداء أنشودة (عيد سبتمبر المجيد) من كلمات زميله الراحل العميد المناضل/ طلال يحيى زيد، أحد أهالي محافظة ريمة، وله العديد من الأعمال التي لم ترَ النور إلا أنها لا تزال في أرشيفه الخاص لدى أبنائه.
بعيدًا عن اهتمام ورعاية الدولة، صارع إبراهيم طاهر المرض سنوات حتى وافته المنية في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، في العاصمة الأردنية عمان، عن عمر ناهز الـ64 عامًا، ودفن في صنعاء.
عن الشاعر
الدكتور عبدالعزيز المقالح بقدر ما هو معروف بصفته شاعرًا وناقدًا وأكاديميًّا عربيًّا كبيرًا، أثرى الحياة الأدبية والثقافية والأكاديمية بعشرات المؤلفات الشعرية والنقدية والتاريخية في أكثر من نصف قرن، غير أنّ كثيرين يجهلون إسهاماته في كتابة النص الغنائي الشفيف، الذي تغنّى به مجموعة من الفنّانين والمطربين اليمنيّين والعرب، ومنهم أبوبكر سالم بلفقيه، في أغنية "يا ظبي صنعاء"، ومحمد مرشد ناجي في "أغنية الروح"، ومحمد محسن عطروش في أغنية "اليمن الحضور والغياب"، وجابر علي أحمد في "أنا من بلاد القات"- قصيدة بعنوان "بطاقة إليها"، وإبراهيم طاهر في أغنيتَي "يا بو الرمش اليماني" و"أمير الحب"، ويحيى العرومة في "البكاء بين يدي صنعاء"، والفنّانة جهاد وهبة "لا بُدّ من صنعاء".
تُوفِّي في أواخر نوفمبر 2022، في صنعاء بعد أن حفر اسمه بكونه أحد رموز التنوير الكبار في تاريخ اليمن المعاصر.
___________________________
(1) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي، 2005، صنعاء، الجزء الخامس، ص384.