في 26 أكتوبر 1970، اِلْتَأَمَ مجموعةٌ من المثقفين اليمنيين (أدباء ومؤرخين وسياسيين) في مدينة عدن، في المؤتمر التمهيدي (التأسيسي) لـ"اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين"، كأول مؤسسة وحدوية في البلد الواحد المشطور، لتعمل هذه المؤسسة جهارًا لتحقيق هدفها الأسمى الذي صيغ على هذا النحو: "تحقيق الوحدة اليمنية في الصدارة من مهام أجيالنا المعاصرة"، تشكّلت الهيئة التأسيسية للاتحاد من كلٍّ من: الأستاذ عبدالله البردّوني، أحمد قاسم دماج، محمد أحمد عبدالولي، علي بن علي صبرة، سالم زين محمد، عبدالله عبدالكريم الملاحي، عمر الجاوي، محمد عبدالقادر بامطرف، القاضي محمد علي الأكوع، الدكتور محمد عبده غانم، أحمد سعيد باخبيرة، محمد سعيد جرادة، يوسف الشحاري، الدكتور عبدالرحمن عبدالله، عبدالله الصيقل، محمد ناصر محمد، ومحمد عبدالواسع حميد الأصبحي.
كان عمر الجاوي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون في عدن حينها، هو الفاعل المستتر في التواصل، وقد أُسنِدت إليه دائرة النشر والإعلام، فاقترح إصدار مطبوعٍ يُعبِّر عن هذا المشروع الرائد وأهدافه، وعمل أيضًا، وبجهود ذاتية، على إصدار أول أعداد (الحكمة) عن طريق مؤسسة 14 أكتوبر، التي كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت الأستاذ سالم زين محمد، عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد. هذه الهيئة صارت مع 12 اسمًا مضافًا إليها، قوامًا للمؤتمر التمهيدي الذي تألّف من 28 عضوًا، أما الأسماء المضافة فهي: عبدالله عبدالوهاب القدسي، علي باذيب، أحمد محفوظ عمر، صالح الدحان، سعيد الجناحي، جعفر حمزة، عبدالله شرف، عبدالله الوصابي، محمد الذهباني، فريد بركات، محمد العديني، وصالح سحلول.
في المؤتمر الخامس للاتحاد الذي انعقد في عدن في خريف 1990 (بعد أشهر قليلة من إعلان دولة الوحدة)، كان لزامًا على أعضاء الاتحاد استبدال شعارهم التاريخي "تحقيق الوحدة اليمنية في الصدارة من مهام أجيالنا المعاصرة"، بشعار جديد يستوعب عمل الاتحاد في المرحلة الجديدة. أما الشعار الذي تم التوافق عليه، فكان "حرية الإبداع تأصيل للديمقراطية والتحديث"، وبقيَ الاتحاد يعمل تحته لعقدين جديدين (1990-2010). المرحلة الجديدة فرضت أيضًا استبدال القيادات التاريخية بأخرى محسوبة أيضًا على اليسار، لكنها لم تستطع إدارةَ الاتحاد في المرحلة الجديدة، فبدأت صورة الاتحاد تبهت، وحضوره في الحياة العامة يضعف، ليبدأ التنظير وقتها لتعظيم النقابي في عمله، لحماية الأعضاء والمنتسبين.
لم يزل اتحاد الأدباء بإرثه التاريخي القريب، يمثّل الصورة الأنقى لنضالات المثقفين اليمنيين (من أدباء وكتّاب وباحثين) في رحلة كفاحهم ضدّ الاستبداد السياسي لنظامي الشمال والجنوب، وأنه كرّس كل طاقات الأعضاء لبلوغ الهدف الأسمى؛ وهو تحقيق الوحدة اليمنية، فتبدّى الوجه السياسي لنشاط الاتحاد يسبق حضوره الثقافي، وأنّ الكثير من منتسبيه كانوا سياسيين، ووجدوا في الاتحاد مظلّة جامِعة يحتمون بها من قمع الأجهزة الأمنية في الشطرين، فكانت بطاقة عضوية الاتحاد أشبه بجواز مرور، وحصانة قوية للكثير من الأسماء المعروفة.
_________________
المراجع:
1- "اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين، عشر سنوات من النضال 1981"، منشورات اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين.
2- "سؤال اتحاد الأدباء والكتّاب بعد نصف قرن؛ ما الذي تبقّى من مشروع الطليعة الواعية؟"، محمد عبدالوهاب الشيباني.
منصة "خيوط"، 20 مايو/ أيار 2021 https://www.khuyut.com/blog/writers-union-half-century