وحاظة -بضم الواو- هي بلدة خَرِبة تقع في أعلى جبل حبيش من عزلة شُبع، شـمال مدينة إبّ، وموقعها يعرف باسم "القلعة"، ينسبها الإخباريون إلى "وحاظة بن سعيد بن عوف بن عدي الذي ينتهي نسبه بالهميسع بن حمير"، وهي قبيلة من ذي الكلاع من حمير.
ووحاظة هي المقر الأهم لملوك الكلاع وأقيالها، وقد ذكرتها المصادر التاريخية، كما ذكرها لسان اليمن (الهمدانيّ)، في كتابه "صفة جزيرة العرب"، فقال: "ومصنعة وحاظة واسمها شُباع، وهي تـشابه ناعط في القصور والكُرف على باب القلعة من شرقيها موطا في القاع وكريف درداع، يكـون سـت مئة ذراع في مثلها وقلعة خَدِد معاندة لقلعة وحاظة بينهما ساعة نهار".
وجاء في الجزء الثاني من كتاب" الإكليل": "والسميفع بن جعفر هو الذي بنى مصنعة وحاظة، وعليه تكلعت..."، كما جاء في الجزء الثامن من كتاب "الإكليل": وبوحاظة بلد الكلاع - بني شمر، يفع - وقصر فائش ما بين بَعْدان وأدم في ظاهر السحول".
وقد كانت وحاظة تشكل مخلافًا يشتمل على جبل حبيش وأغواره وغيـره، وكانـت عـامرة بالعلمـاء والأعيان والأدباء والرؤساء الأماثل، فهاجرت قبيلة وحاظة إلى الشام؛ فأنجبت عددًا من النبلاء. و"ابـن سمرة" في كتابه "الطبقات" يقول: "وكانت وحاظة ببركات عبادها وفقهائها وعدل سـلطانها واسـعةَ الأرزاق، نضيرة البساتين والأسواق، عامرة المساجد، كاملة المحارث والموارد".
وهي اليوم عبارة عن أطلال ومزارع، وتلك القصور والكرف أصبحت حروثًا لا تُعرف.
وقال ياقوت في معجم البلدان:
وحاظة -بضم الواو والظاء معجمة- وقد يقال أحاظة بالألف، وهو اسم لقبيلة؛ وهو أحاظة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ، نسب إليهم مخلاف باليمن ينسب إليه الفقيه زيد بن الحسن الغابش() الوحاظيّ، الذي صنف كتابًا وسماه "التهذيب"، ومنها عيسى بن إبراهيم الربعي، صاحب كتاب "نظام الغريب في اللغة".
وقال المقحفي في معجم البلدان:
وحاظة: بضمّ الـواو، حـصنٌ أثـري في أعـلى منطقـة شباع من جبل حبيش وأعمال إب. سمي نسبة إلى وحاظة بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن حمير الأصغر، وهو من الحصون المنيعة وله سيطرة على البلاد المنخفضة الغربية من جبل حبيش وإلى ما لا نهاية له حتى بلاد الحزم، وقد اشتهرت منطقة وحاظة في القرن السادس الهجري أيام بني وائل الحميريين الذين اتخذوا من هذا الحصن مقرًّا لدولتهم وصار في عهدهم يطلق اسم وحاظة على المناطق التي تحت إمرتهم، ومنها بلاد الحزم وحبيش وأجزاء من بلاد العدين، كما يطلق ذات الاسم على قبائل المنطقة التي تنحدر من أصول تنتمي إلى قبائل حمير بن سبأ.
وممن نسب إلى وحاظة، نذكر اللغوي عيسى بن إبراهيم الربعي الوحاظى، مؤلف كتاب الغريب في اللغة، وقد ترجم له الخزرجي في العقد الفاخر الحسن، وأخاه العلامة إسماعيل بن إبراهيم الوحاظي مؤلف قيد الأوابد والمتوفَّى سنة 480هـ، كما أن منهم العلّامة زيد بن الحسن الفائشي الوحاظي مؤلف كتاب التهذيب في الفقه، وقد ترجم له الخزرجي في العقد الفاخر الحسن، وكان بطن من وحاظة قد انتقل أيام الفتوح الإسلامية إلى الشام واستوطن حمص وما حولها ومن هؤلاء قادة ورجال فقه وأدب، أمثال المحدث الفقيه يحيى بن صالح الوحاظي.
هامش:
(1) لعل الاسم محرف من الفائشي، كما سيأتي عند النقل عن المقحفي، وهو ينقل عن كتب التاريخ اليمنية، كالعقد الفاخر الحسن للخرزجي وهو كما ذكر؛ لأن الفائشي نسبة إلى ذي فائش أحد أذواء حمير نسبة إلى وادٍ يقال له الفائش، واسم ذي فائش سلامة بن يزيد بن مرة، ومن ذريته القبيلة التي تعرف باليمن بالأفيوش.
المصادر: