ما زلنا ننبهر ونعجب بما حقّقه الغرب، وما يحققه، وذلك القادم، وعلى كل الأصعدة، وعلى رأسها "الذكاء الاصطناعي"، والذي يقلب الحياة رأسًا على عقب، من السيارة بالسائق، إلى الروبوت الذي يقوم بخدمة الزبائن في المولات الكبيرة، ويلعب كرة القدم، ويحارب بدلًا من الجيوش.
وعلى صعيد الديمقراطية، نحن معجبون بديمقراطيتهم، مفتونين بها، ونتغنى بها ليل نهار، ونرى ونموت إعجابًا بالملكية في بريطانيا، حيث ملكت إليزابيث الثانية ولم تحكم سبعين عامًا.
ديمقراطيتهم تبهرنا، لكنها لا تناسبنا مع هذا الجهل المخيم على حياتنا، لكن الغرب وإدراكًا منه أنه يستعمرنا بطريقة أخرى عبر الأنظمة الديكتاتورية عندنا، قد صدّر لنا ديمقراطيته التي استقبلها الحاكم وألبسنا لباسًا أكبر من حجمنا، وها نحن ندور داخله، ندخل من مدخل الذراع أحيانًا، ونلبسه معظم الوقت على طريقة القميص السوداني؛ من أي جهة يلبس.
ونذهب إلى الغرب ونعود منبهرين بنظافة مدنهم وتسييد القانون في حياتهم، وبكل ما نصادفه لديهم. كل ذلك وغيره يبهرنا ونتمنى أن نصل إلى ما وصلوا إليه، ولكن...!
أمام هذه الجائحة، قبل أن تجتاح العالم، كان لا بد لشيخ الأزهر، الإمام الأكبر، أن يقول شيئًا؛ دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى لقاء خاص برموز الأديان لبحث كيفية مواجهة "الكوارث الأخلاقية والطبيعية" التي تهدّد مستقبل البشرية.
يبدو أنّ النخب واللوبيات ومن تدير أشكال القهر، أرادت أن تدمّر الحياة برمتها. كيف لإنسان عاقل أن يتصرف بعيدًا عن العقل وفطرة الإنسان؟ إذا كان من أجل الأصوات في الانتخابات فسحقًا لديمقراطيتهم. لكننا نخشى أن نستورد جديدهم الذي لا يناسبنا، فيدمّر الحياة وسط جهلنا.
أن يتزوج رجل رجلًا فهي الكارثة التي ستحيق بالحياة. أن تتزوج امرأة بأخرى فهي المصيبة التي ما بعدها مصيبة. والمصيبة الأكبر أنهم يشرّعون لهذه الكارثة باسم الحقوق، أي حقوق في أن يتزوج الرجل الرجل وترفع السفارات أعلام المثليين؟!
أمام هذه الجائحة، قبل أن تجتاح العالم، كان لا بد لشيخ الأزهر، الإمام الأكبر، أن يقول شيئًا؛ دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى لقاء خاص برموز الأديان لبحث كيفية مواجهة "الكوارث الأخلاقية والطبيعية" التي تهدد مستقبل البشرية.
جاء ذلك في كلمته بافتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الأربعاء الماضي، بحضور الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وقادة وزعماء الأديان في العالم، والذي اختتم الخميس.
وقال الطيب، وهو أيضًا رئيس مجلس حكماء المسلمين في العالم: "أنتهز فرصة اجتماع علماء الأديان ورموزها المختلفة في هذا المؤتمر، لأدعو إلى انعقاد لقاء خاص برموز الأديان".
وأوضح أنّ هذا اللقاء "سيتدارَسون فيه، بصراحة ووضوح تامَّين، ماذا عليهم وماذا على غيرهم من القادة والسياسيين وكبار الاقتصاديين من الواجبات والمسؤوليات حيال هذه الكوارث الأخلاقية والطبيعية، والتي لا يرتاب أحد في أنّها باتت تهدد مستقبل البشرية بأكملها".
وأضاف شيخ الأزهر: "ما أظن أنّ لقاء كهذا يصعب على هِمم قادة الأديان المختلفة في الغرب والشرق أو يستحيل عليهم"، مؤكدًا أنّ "كل لقاء جادّ مسؤول بين رموز الأديان، يتحول لا محالة إلى طوق نجاة للحضارة الإنسانية حين تحاول أعاصير الشر زعزعة أركانها أو اقتلاعها من جذورها".
على الغرب أن يدرك أنه يكتب بيده نهايته المحتومة، إذا ما استمر يشرعن لحياة حقيرة لا تليق بالإنسان ولا يقبلها الحيوان.