بعد روايات أربع -تعرية 2018، زُربة اليمني 2019، زهر الغرام 2020، يوم مات الشيطان 2022- أصدر الكاتب أحمد قاسم العريقي روايته الخامسة، وحملت عنوان "عُرس على صفيح ساخن"، ضمن سلسلة جائزة السرد اليمني (حزاوي) في 216 صفحة من القطع المتوسط. يقول رياض حمَّادي عنها:
تدور أحداث رواية (عُرس على صفيح ساخن) في قاعة عرس، يتحول فيها الفرح إلى خوف ورعب وجوع وذل ومهانة. هذه الحالة الاستثنائية خلقتها الرواية لتكون مرآة لواقع تتصارع في القوى السياسية على السلطة إلى أن تجترح النساء حلًّا عجز عنه الرجال.
في هذا المجتمع المصغر، ستجد نماذج من المجتمع الكبير: الاستغلال، اللصوصية والانتهازية والشجاعة، ويراد بها تصوير التحول من الهم الفردي السلبي إلى الخلاص الجماعي الإيجابي، واختيار النساء ليكنَّ الفاعل الرئيسي الذي يراد به تغيير الصورة عما يُعتقد أنه العنصر الضعف في المجتمع.
في القاعة ثلاث تجمعات تمثل القوى السياسية: شمال ووسط وجنوب الصالة، وتكشف الحوارات عن توجه كل مجموعة، وهي توجهات متباينة ومتعارضة تكشف عن هوى سياسي يبحث عن مصلحته الفردية أو الفئوية، ويغفل عن المصلحة الجماعية العليا، لكن المصير الواحد والمعاناة المشتركة توحد هذه المجاميع للخروج بحل.
لم تنجر الرواية إلى استعمال الحرب كخطاب سياسي، وإنما وظفتها كفن سردي لتقول من خلاله إنّ اليمن كلها هي قاعة العرس، وإننا ضحايا، ما لم ندرك أن دور البطولة يكمن في تفعيل المصلحة العليا، وهنا تكمن جمالية الرواية وفي بروز صوت المرأة كفاعل حقيقي. وفي الرواية دراما متصاعدة وإدارة للشخصيات والحوارات بما يكفل انتباه القارئ وهو يبحث عن مخرج للمأزق الذي تعاني منه تلك الشخوص التي قد يجد فيها نفسه.