مع بدء اجتياح ظلام مساء الأربعاء 16 يونيو/ حزيران 2021، لمنطقة الجوازعة التابعة لمديرية القبيطة محافظة لحج، صعق الأهالي بفاجعة لم يسبق لها مثيل.
تلك المنطقة التي تعد تماساً بين طرفي النزاع (قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات جماعة أنصار الله الحوثيين)، وترزح تحت وطأة الحرب والنزاع بين الطرفين منذ عدة سنوات وحتى الوقت الحاضر.
وبرغم ما تعرضت له تلك المنطقة من استهداف وقصف وترويع المدنيين ونزوح البعض منهم، إلا أن هناك من الأسر ظلت مستقرة بتلك المنطقة ولم ينزحوا، إحدى تلك الأسر نجت من ويلات ذلك الصراع لكنها لم تنجو من غضب مسلح ينتمي لتلك المنطقة تجرد من إنسانيته.
أقدم المسلح وهو جندي يتبع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسيطرة على منطقة الجوازعة، باستخدام سلاحه الكلاشنكوف لقتل ثلاثة ذكور بالغين وطفل وامرأة حامل، وإصابة امرأة مسنة وثلاثة أطفال أشقاء، وجميع الضحايا من أسرة واحدة.
بسام الصوفي (34 سنة)، من أهالي منطقة الجوازعة يصف الأمر بالقول: "كانت الواقعة صاعقة مفاجئة ضربت قريتنا، لم يتوقعها أحد".
وحسب ما أفاد أهالي الضحايا، خلافات أسرية هي من دفعت ذلك المسلح لارتكاب تلك الجريمة البشعة.
قام المسلح بإطلاق عدة رصاصات أحداها اخترقت رأس الضحية سلوى وتوفت فوراً، ورصاصة أخرى اخترقت الجهة اليسرى لوجه الطفل آدم من الأذن اليسرى حتى الأنف.
بدأ المسلح مسلسل جريمته، بتصويب طلقتين ناريتين من سلاحه على رأس الضحية عبدالله محمد علي الطويل (65 سنة) وأرداه قتيلا، ثم أراد الضحية الآخر حميد حسن (56 سنة) محاولة نصح المعتدي المسلح ومنعه من استخدام السلاح، حينئذ أطلق عليه المسلح طلقة رصاص واحدة اخترقت صدره وأرداه قتيلا أيضاً.
بنفس الوقت توجه المسلح إلى بقالة مجاورة لذلك المكان، كان بداخلها واقفا الضحية عبده سعيد (55 سنة) و يختبئ خلفه الطفل أحمد نبيل (15 سنة)، حينئذ أطلق المسلح عدة طلقات نارية اخترقت جسدي الضحيتين ناحية الصدر والرأس والأطراف، وأرداهما قتيلين يغرقان بدمائهما.
وبعد ذلك مباشرة تابع المسلح مسلسل جريمته، عندما دخل منزل الضحية سلوى عبده (28 سنة)، وكانت الضحية سلوى حامل وأيضا بحضنها طفلها آدم بسام (سنتان)، وعلى جانبيها طفلتيها سعيدة بسام (11 سنة) والأخرى بسمة بسام (6 سنوات)، وبالقرب منهن المسنة شركس هزاع (60 سنة)، كنا خائفات بعد سماعهن إطلاق الرصاص وخصوصاً عندما شاهدن قدوم المسلح إلى المنزل.
قام المسلح بإطلاق عدة رصاصات أحداها اخترقت رأس الضحية سلوى وتوفت فوراً، ورصاصة أخرى اخترقت الجهة اليسرى لوجه الطفل آدم من الأذن اليسرى حتى الأنف.
لم تصيب الرصاصات الطفلتين الشقيقتين بسمة وسعيدة التي التقطت الطفل الجريح آدم من حضن أمها بعد وفاتها، ولكن تلك الطفلتين أصبن بصدمة نفسية.
أيضا أصابت إحدى الطلقات النارية المسنة شركس هزاع مخترقة ذراع يدها اليسرى، وبعد ارتكاب المسلح مسلسل جريمته فر هاربا ولجأ لأحد الجبال في المنطقة.
هرع أهالي المنطقة لإسعاف الضحايا إلى مستشفى طور الباحة محافظة لحج، وعادوا بالمتوفين الذين أكد الأطباء وفاتهم إلى القرية لدفنهم، بينما الجريحين الطفل آدم والمسنة شركس تم إسعافهما إلى مستشفى النقيب بمحافظة عدن.
وبعد الحادثة حاصرت قوة عسكرية مكان اختباء المسلح، حتى سلم نفسه بعد يومين، ليتم تسليمه فيما بعد للجهات الأمنية في المنطقة.